"أول عيد مش مبارك" تلك العبارات تناقلها الشعب المصرى فى أولى أيام عيد الفطر بميدان التحرير، فى شعور بالفخر من إسقاط الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك وحاشيته لكنهم فى الوقت نفسه أعربوا عن استيائهم من أداء الحكومة والمجلس العسكرى الذى طالبوه بتحقيق المطالب الشعبية بما يحقق العدالة الاجتماعية ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين.
أما الرسالة التى اتفق عليها ميدان التحرير "ربك فوق الجميع.. مش بيسيب" بتوجيهها للمخلوع وابنيه وحاشيته التى تتواجد خلف الأسوار حالياً فى انتظار الأحكام التى تنتظرها، حيث قال المحامى أحمد حمدى – أدى صلاة العيد بالتحرير- فى رسالته لمبارك "لكل ظالم نهاية" ووجهة لنجليه علاء وجمال كلمات " أغرتكم الدنيا"، ولحاشية مبارك قال له "الظلم لا يدوم".
وفى نصيحة من حمدى لـ "مبارك ونجليه"، قال "ردوا للشعب أمواله فى محاولة لرد المظالم التى قومتهم بها لعل الله يعفو عنكم، لكننا لن نسامحكم على فعلتكم بنا على مدار 30 عاماُ"، منتقداً أداء الحكومة والمجلس العسكرى الذى طالبهم بسرعة تنفيذ مطالب الثورة والتركيز على المطالب الاجتماعية حتى يشعر الشعب إن ثورته أعادت له حقوقه.
محمد على – 35 عاماً- أوضح أنه لن يسامح "مبارك" وحاشيته على فعلتهم بالشعب المصرى مشيراً إلى أنه عانى شخصياً فى ظل النظام السابق فرغم حصوله على امتياز مرتفع بإحدى الكليات القمة لكنه لم يحصل على درجة "المعيد" بسبب الكوسة على حد وصفة قائلا لـمبارك "روح ربنا يسامحك".
الشعب المصرى الذى عانى على مدار 30 عاماً نزل إلى ميدان التحرير – حيث الثورة- ليشعر بأنه تحرر من قيود الذل التى قيد بها آل مبارك شعبة كما يرى مصطفى عيد، معرباً عن تفاؤله بمسار الثورة التى يرى أنها تحقق تقدم فى الاتجاه الصحيح.
الناشطة إسراء عبد الفتاح، عضو حزب الجبهة، والتى حضرت صباح الباكر لأداء صلاة العيد بميدان التحرير حيث ميلاد الثورة مرتدية "عباءة"، تمنت أن يرى حبيب العادلى وزير داخلية النظام السابق كافة أشكال التعذيب التى قام بها مع النشطاء سابقاً طوال فترة توليه، وفى رسالتها لـ "مبارك ونجليه"، تمنت أن يكونوا شعروا بالإحساس الذى ذاقة المصريون على مدار 30 عاماً وهم يقضون العيد بالسجن.
وأعربت عبد الفتاح، عن تفاؤلها بالثورة رغم الضبابية التى تسودها على حد قولها، مضيفاً "اضع أملى فى الانتخابات القادمة التى سيختار الشعب فيها ممثلية لأول مرة بشكل حقيقى".
أحمد عبد السميع، الناشط بحزب الجبهة، قال لـلمخلوع وابنيه ونظامه السابق " مبروك عليكم أول العيد فى بورتو طرة"، داعياً إياهم لمراجعة ضمائرهم وإرجاع الأموال التى سرقوها من الشعب على حد قوله، متمنياً أن يأتى العيد القادم ومصر يحكمها رئيس مدنى بأصوات الشعب المصرى فى تجربة ديمقراطية حقيقة.
"العيد السنة دى مختلف" قالها محمد الجبه، أحد القيادات الشبابية بجماعة الإخوان المسلمين سابقاً، موضحا أنه لأول مرة لا يكون الخطيب بأمر أمن الدولة ويكون للمواطنين حرية التوجه إلى المكان الذى يرغبون فيه وليس ما يفرض عليهم، لكنه حذر من أن النظام السابق لم يسقط بأكمله.
وأضاف الجبه، على من يحاولون الوصاية على الشعب المصرى يجب أن يعلموا أن الشعب لن يرضى بذلك فهو كفيل بتحديد مصيره.

0