fiogf49gjkf0d
 

في الليلة السابعة من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك احتشد أكثر من 30 ألف مصل لأداء صلاة التجهد في المسجد الكبير، بقلوب خاشعة تحفها السكينة ترجو المغفرة والعفو والعتق من النار مرددين ما كان يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا». وبدأ صلاة ليلة السادس والعشرين القارئ الشيخ مشاري العفاسي حيث قرأ في الركعتين الأولى والثانية من الآية 61 من سورة الحجر إلى الآية 14 من سورة سبأ، وفي الركعتين الثالثة والرابعة قرأ من الآية 15 من سورة سبأ إلى نهاية السورة، وفي الركعتين الخامسة والسادسة أم المصلين الشيخ القارئ خالد الجهيم من بداية سورة الصافات إلى الآية 83 من السورة نفسها، وفي الركعتين السابعة والثامنة قرأ من الآية 84 من سورة الصافات إلى نهاية السورة.

وبعد الركعتين الثالثة والرابعة ألقى الشيخ د.خالد شجاع العتيبي خاطرة إيمانية تطرق فيها إلى فضل المجلس في بيت من بيوت الله وذكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده». وقال إن قارئنا الشيخ العفاسي قرأ قوله تعالى (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا) الى اخر هذه الآيات، مشيرا إلى أن المكذبين للرسول قدحوا في رسالته وأنهم اعترضوا بأنه لو كان معه ملك يساعده في الرسالة.

ولكن رب العزة رد عليهم في آية أخرى قال تعالى: (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق) وهذه خصائص البشر.

وأشار الشيخ د.العتيبي إلى أن سورة الفرقان اختتمت بآيات تدل على التواضع وهي نعمة من نعم الله على عباده المتواضعين حيث قال تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما انها ساءت مستقرا ومقاما).

وقال الشيخ د.خالد العتيبي «إن كل ذي نعمة محسود إلا هذه النعمة فان صاحبها غير محسود وهي نعمة التواضع»، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه «ما نقص مال من صدقة وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه».

والحديث يجمع ثلاثة أشياء الاول: ان الصدقة لا تنقص المال فقد يظن البعض انها تنقصه لكنها في حقيقة الأمر أنها تزيده نماء وطهارة، ويا حبذا لو كان الانفاق عن قلة فربما درهم سبق ألف درهم.

أما الثاني «وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا» فهو أن تعفو عمن ظلمك وأنت قادر على رد الظلم.

أما الثالث فهو التواضع «وما تواضع احد لله إلا رفعه» وكان الرسول صلى الله عليه وسلم متواضعا وكان الصحابة كذلك، فقد روي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ينام على حصير فقال يا رسول الله أتنام على حصير وفارس الروم ينامون على الحرير، فقال يا عمر: ألا ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة».

وأضاف كان عمر بن عبدالعزيز جالسا مع ضيف له وأوشك الزيت أن ينفد من السراج وقام الضيف ليزود السراج بالزيت، فقال له عمر اجلس اننا لا نستعمل ضيوفنا، ثم قال كلمة ظل يرددها التاريخ: «قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر»، لكن عمر زاد عند الله وعند الناس قدرا، فعليكم بالتواضع يا عباد الله.

عرس ديني

قال الشيخ مشاري العفاسي: لا يخفى على أحد الفضائل الكثيرة التي تمتاز وتنفرد بها هذه الأيام والليالي عن غيرها، لهذا يحرص الكثيرون على أداء صلاة القيام، خصوصا أن من فاتته الفضائل في هذه الليالي فقد فاته الكثير، مشيرا إلى أن مثل هذه الليالي لا تتكرر دائما إنما هي عشرة أيام في العام فقط، وفيها ليلة القدر التي تعادل أكثر من 83 عاما من عمر الإنسان. وأوضح العفاسي أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وفرت الصلاة بكل راحة وطمأنينة، مشيرا الى أنه لا يوجد ما يعوق المصلين خصوصا أن الوزارة قامت بتوفير الخيم المنتشرة حول المسجد الكبير.

وأثنى العفاسي على جموع المصلين الذين يحرصون على أداء صلاة القيام في المسجد الكبير، وما يثلج الصدور أن غالبية المساجد ممتلئة عن آخرها لأداء صلاة القيام ومن هؤلاء المصلين كبار السن وأطفال صغار وشباب من الجنسين.

وحول الصلاة في المسجد الكبير، ذكر العفاسي ان الصلاة فيه لها سحر غريب في النفوس، ومن المعروف أنه كلما كثرت الجماعة في المسجد ازداد الأجر، وقد فضل الرسول صلى الله عليه وسلم الجماعة على القلة والمرء تتعلق نفسه بالجماعة، موضحا أن المسجد الكبير في الكويت تحول إلى ظاهرة دينية واجتماعية نفتخر بها جميعا، وكل من رآني يسألني عن هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن المسجد الكبير أصبح معلما من معالم البلاد، التي تعرف فيه الكويت في الخارج.

وأضاف: ان الناس يكثرون في هذه الليالي لأداء صلاة القيام في المسجد الكبير، حتى لو كانت هناك مشقة أو صعوبة، على اعتبار أن في ذلك أجرا كبيرا، رغم أنه لا توجد أي مشقة، لأن وزارة الأوقاف قامت بتوفير جميع التجهيزات الكاملة بالتعاون مع الجهات الأخرى المشاركة كالداخلية والإطفاء والدفاع المدني والطوارئ الطبية، فضلا عن العديد من المتطوعين والمتطوعات من الجنسين، مضيفا: اننا جميعا نفتخر بهذا العرس الديني الذي أصبح مفخرة للكويت.

الخطة الإعلامية

من جهته. قال رئيس اللجنة الإعلامية للعشر الأواخر من شهر رمضان علي شداد ان وزارة الأوقاف تدرك الأهمية الإعلامية في نقل الأحداث، فوضعت خطة إعلامية متكاملة لتغطية أكبر حدث في شهر رمضان وخاصة في العشر الأواخر.

وأضاف شداد أن الخطة الإعلامية لتغطية انشطة العشر الأواخر انطلقت من ثلاثة محاور أساسية:

&<645; تغطية إخبارية من خلال الصحف اليومية.

&<645; تغطية تلفزيونية تتضمن نقلا مباشرا لصلاة التهجد إلى جانب بعض البرامج المصاحبة.

&<645; تغطية بالإنترنت للنقل المباشر للصلاة على موقع الوزارة «البوابة الإسلامية». وشرح رئيس اللجنة الإعلامية على شداد الأعمال الموكلة لكل من الصحافة والتلفزيون والانترنت وهي كالتالي:

أولا: الصحافة

&<645; تغطية يومية للأنشطة بالمسجد قبل بداية رمضان.

&<645; مؤتمر صحافي لإعلان الاستعدادات لاستقبال العشر الأواخر والانشطة.

&<645; تصريحات صحافية للمسؤولين بالوزارة واللجنة الدائمة.

ثانيا: الإذاعة والتلفزيون

&<645; رسالة يومية بإذاعة القرآن الكريم في العشر الأواخر.

&<645; مقابلات مع المسؤولين (مساء الخير ـ البرنامج الثاني على الخط ـ البرنامج العام ـ واحة المستمعين ـ مسيرة الخير).

&<645; نقل مباشر لصلاة التراويح وأيضا صلاة التهجد بالعشر الأواخر بالإذاعة.

&<645; نقل صلاة التهجد للعشر الأواخر مباشرة من المسجد الكبير.

&<645; إعداد ستديو خاص لبث رسالة تلفزيونية يوميا بالمسجد الكبير.

&<645; دعوة الفضائيات لعمل تقارير عن فعاليات العشر الأواخر.

ثالثا: الإنترنت

&<645; نقل مباشر للعشر الأواخر على الشبكة.

&<645; توفير الأخبار الصحافية على موقع الإنترنت.

&<645; وضع برنامج انشطة لشهر رمضان على الموقع.

&<645; متابعة ردود الفعل للمتصفحين والتجاوب مع رسائلهم.

وأشار شداد إلى أن اللجنة الإعلامية وضعت خطة إعلامية مصغرة خاصة بليلة 27 رمضان تتمثل في التنسيق مع الصحافيين وتلبية احتياجاتهم من مواد صحافية وصور، وكذلك تنظيم المصورين المحترفين والهواة في الدخول إلى المسجد حتى لا يؤثر ذلك على الخشوع في الصلاة وكذلك الأمر بالنسبة للقنوات الفضائية.

ووجه رئيس اللجنة الإعلامية للعشر الأواخر الشكر للصحف المحلية التي قامت بجهد مشكور خلال الليالي الماضية وقال إن هذا ما عهدناه على صحفنا المحلية خلال السنوات الماضية.

كما وجه الشكر لتلفزيون الكويت على التغطية المتميزة حيث يبدأ البث من المسجد قبل بدء الصلاة بساعة كاملة.

وشكر أيضا قناتي الوطن والعفاسي على ما بذلتاه من جهد في نقل انشطة العشر الأواخر.

كما شكر أعضاء اللجنة الإعلامية الذين بذلوا جهودا مكثفة لمساعدة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في تغطية ونقل انشطة العشر الأواخر.

متطوعو الهلال الأحمر

من جهة أخرى قال نائب مدير إدارة الشباب في جمعية الهلال الأحمر الكويتي خالد الغيص: إن الجمعية تشارك سنويا في المسجد الكبير خلال العشر الأواخر من رمضان وذلك خدمة للمصلين، حيث نقوم بمساعدتهم ومساندة جميع الجهات الموجودة، ومنها الطوارئ الطبية في الإسعافات الأولية إذا حدثت أي إصابة أو حالة مرضية.

وأوضح: لدينا متطوعون حاصلون على شهادات في الإسعافات الأولية حيث يقدمون هذه الإسعافات إلى المصابين، ثم يقومون بنقلهم من الساحات أو المسجد إلى العيادات المتخصصة لعلاجهم ثم يتم نقل المحتاجين منهم إلى المستشفيات إذا تطلب الأمر.

وأردف قائلا: كما اننا في جمعية الهلال الأحمر نقوم بمساعدة الإدارات الأخرى المشاركة في هذه الفعالية مثل الإدارة العامة للدفاع المدني إذا وقع أي أمر أو طارئ، ولزم إخلاء المكان أو مساندة الإدارة العامة للإطفاء إذا اندلع أي حريق لا قدر الله.

 

وزاد: في العام الحالي قمنا بتقليل عدد الأفراد المتطوعين من الجنسين، حيث كنا نشارك في السنوات الماضية بنحو 120 متطوعا بينما شاركنا هذا العام بنحو 30- 50 متطوعا، مرجعا ذلك إلى وجود خطة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في توزيع المتطوعين على مستوى المحافظات. ونصح الغيص جميع المصلين أن يكثروا من السوائل لاسيما في ظل درجة الحرارة العالية مشيدا بجميع المتطوعين والمتطوعات في جمعية الهلال الأحمر الذين دخلوا الكثير من الدورات التدريبية المكثفة، مشيرا إلى أنهم على أهبة الاستعداد لاستقبال ليلة الـ 27 من رمضان.

من جانبه قال أكرم النادي إن مشاركتنا لها طابع خاص بما تحتويه من إيمانيات وروحانيات حيث إن الجميع جاؤوا إلى المسجد الكبير طلبا للمغفرة والأجر من الله عزّ وجلّ.

من جهتها قالت شريفة الإبراهيم إن عملنا يعتمد في المقام الأول على التطوع، حيث نقدم المساعدة لجميع النساء والأطفال والمعاقين وكبار السن، فضلا عن الذين لا تساعدهم حالتهم الصحية على السير أو الصعود أو النزول.

وأما عبير العلي فقالت إن العمل هذا العام يشهد تطورا على جميع المستويات، علاوة على التعاون التام مع جميع الجهات المشاركة، وهذا التعاون أثمر تنظيما مميزا ونجاحا منقطع النظير لليالي العشر الأواخر في المسجد الكبير، مشيدة بالتعاون اللامحدود مع الطوارئ الطبية الذي صب لصالح العمل الجماعي.

محاضرة الجاليات

واصلت مراقبة الجاليات والتعريف بالإسلام التابعة لإدارة المسجد الكبير محاضراتها ضمن برنامج «لحظات من نور» حيث ألقت الواعظة ألطاف القبان محاضرة شرحت فيها كلمة «التاج» وحضرتها 350 حاضرة فقالت: في اللغة بأنه «إكليل للملك أو الملكة يوضع على الرأس فخرا وشرفا» وأما التاج نفسه فيرمز إلى سلطة عليا. وأوضحت أن ليلة القدر هي ملكة الليالي الرمضانية وأشارت الى أن الله عز وجل اختار من الأشهر شهر رمضان ومن ليالي الشهر ليالي العشر الأواخر ومن هذه الليالي المفضلة ليلة القدر، وذكرت بعض الأحاديث والآيات الدالة على ذلك وأوضحت قدر هذه الليلة في نقاط منها: أن الله سبحانه وتعالى انزل فيها القران وهو أعظم الكتب قدرا،حيث أنزل الله القرآن في ليلة القدر جملة واحدة من اللوح المحفوظ وبعد ذلك نزل منجما طوال حياة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة والمدينة وهذا اصح الأقوال.

قد تكتب السعادة للإنسان بعد إحيائها لعظمة قدر هذه الليلة (ليلة القدر خير من ألف شهر) وكأنه أحيا من عمره 84 عام في عبادة الله.

قال تعالى (وما أدراك ما ليلة القدر) يعني ولم تبلغ درايتك غاية فضلها ومنتهى علو قدرها. قال تعالى (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) وشرحت لماذا تتنزل الملائكة في ليلة القدر. قال تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر) أي السلامة من الشرور.

وختمت درسها بسؤال للجمهور عن الفرق بين العفو والغفار واوضحت أن اسم الله العفو اشمل من الغفار وانتهت بدعاء جميل للحضور.