أكد رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ان ما حققته المجموعة العربية في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، من نجاح في اقرار بند طارئ في شأن القدس، يثبت ان العرب ليسوا أمة معزولة منكفئة على ذاتها ويؤكد ان الحد الادنى من التنسيق العربي مهم وجوهري، وآتى ثماره بتأييد دولي كبير.
وقال الغانم، في كلمته امام المؤتمر الـ27 للاتحاد البرلماني العربي أمس، إن دولاً كثيرة وقفت معنا «من كل القارات ومن كل الاعراق والأديان، لأن اختيارنا للقضية كان صحيحا، ولأن صياغتنا كانت سليمة ولأن خطابنا كان واضحا واستخدم لغة جمعية وليست حصرية، ولأن رسالتنا من المقترح، كانت تستند على ما توافق عليه العالم من مرجعيات الأمم المتحدة والقانون الدولي».
وأضاف «الاهم من كل ما سبق هو اننا تحركنا إزاء شركائنا الإقليميين والدوليين، فالبعض يرى ما تحقق في جنيف عاديا وعابرا، وأنا أراه كبيرا واشارة لما يمكن أن نكون قد تجاهلناه كثيرا بسبب احباطنا وقنوطنا»، مستطردا «أنا هنا بدوري سأسال.. لو كان ادراج البند الطارئ أمرا عاديا وغير ذي أهمية، فما السبب الذي جعل المحتل ودولا أخرى تستقتل في اليوم التالي لإفراغ البند من محتواه وطلب إعادة صياغته والدفع باتجاه تصويت آخر. أنا على يقين بأن العدو لا يريد لتلك القضية أن تناقش، يريدها مغيبة، يريدها منسية، يريدها درسا في التاريخ، أو في أضعف الايمان، حصة مدرسية عن شيء كان وانتهى». وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس الغانم...
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق، محمد بن عبدالله النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين
معالي الأخ الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب بالمملكة المغربية الشقيقة، رئيس الاتحاد البرلماني العربي.
معالي الأخ الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب بجمهورية مصر العربية.
أصحاب المعالي والسعادة رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية العربية.
معالي الامين العام فايز الشوابكة، الأخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 بادئ ذي بدء، أتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لأخي معالي الحبيب المالكي، الذي ترأس اتحادنا طيلة العام الماضي، فكان بحق، على قدر المسؤولية الثقيلة، وأدى الأمانة بكل حرفية واقتدار. 
وأود في ذات الوقت، أن أعرب عن ثقتي المطلقة بقدرة معالي الأخ الدكتور علي عبدالعال، في قيادة الاتحاد البرلماني العربي في القادم من الأيام، معولا كثيرا على كفاءته العالية ومهنيته المشهود لها، في الأخذ باتحادنا خطوة إلى الأمام، من أجل التصدي والتعاطي مع الكثير من الملفات العربية المستحقة،
وأنا على يقين بأنه سيكون خير خلف لخير سلف. والتهنئة موصولة لفخامة راعي الحفل عبدالفتاح السيسي بمناسبة نيله ثقة الشعب المصري للدورة الثانية.
الاخوة الحضور، برغم التراجعات الاقتصادية، ومظاهر الضعف المجتمعي، وأشكال الهوان السياسي، وألوان التخلف ثقافيا وعلميا، وبرغم الكثير من الأشياء، الا انني كنت وسأبقى مؤمنا بكل ما هو عربي، مؤمنا بالشباب العربي، مؤمنا بالمرأة العربية، مؤمنا بالمقاوم العربي، مؤمنا بالمبدع العربي.
وهذا الايمان ليس مبعثه التأدلج الحالم، والسذاجة الشعارية، والايمان المطلق بالمآلات المطمئنة، فأنا أعي تماما ما حدث لنا طيلة العقود المنصرمة، وأعي تماما شكل النكوص والتقهقر الحضاري الذي أصابنا، وأعرف تماما حجم التبدل والتشوه الذي أصاب الخطاب السياسي العربي، وأدرك تماما كيف تغيرت موازين القوى الجيوسياسية عالميا.
أعرف اننا فقدنا الكثير، لكنني أؤمن أكثر ان القليل المتبقي، هو كثير جدا، لو أحسنا التعامل معه، والتصرف فيه، هذا القليل الذي يتحدثون عنه عبارة عن آلاف من المقاومين والمرابطين، وآلاف من الأطباء والجراحين، وآلاف من المهندسين والمعماريين، وآلاف من المعلمين المخلصين المثابرين، وآلاف من الكتاب والشعراء والروائيين والفنانين، وآلاف من الرياضيين المبدعين، وآلاف من المتطوعين العاملين في الحقول الاجتماعية والخيرية في كل بقاع العالم.
عن هذا الرصيد البشري المتلاطم الخلاق المسكون بالتوق والتطلع الى الأفضل، أتحدث. عن هذا المخزون الإنساني المتخم بالوجدان والعاطفة والحلم، أتحدث. لذلك أنا مؤمن بالعربي، وأراهن عليه، وأتطلع دوما اليه.
أقول هذا الكلام كاستهلال، لأنني أريد أن أجيب عن سؤال يتعلق بما تحقق من انجاز في جنيف قبل أيام، فالبعض يراه عاديا وعابرا، وأنا أراه كبيرا واشارة لما يمكن أن نكون قد تجاهلناه كثيرا بسبب احباطنا وقنوطنا. فلأول مرة في تاريخ الاتحاد البرلماني الدولي، تنجح المجموعة العربية بإدراج بند طارئ في شأن أحقية الفلسطينيين في القدس. حدث هذا في كيان يضم أكثر من 170 دولة، ويضم العديد من المجاميع الجيوسياسية التي قد تختلف أولوياتها عن أولوياتنا.
وعندما أقول بأن ما تحقق في جنيف على قدر من الأهمية، فأنا أشير هنا الى خارطة التصويت على هذا المقترح العربي، والذي حظي بدعم معظم الدول من كافة بقاع الارض.
نحن لسنا وحدنا، نحن لسنا أمة معزولة، منكفئة، تغني على ليلاها، لقد وقفت معنا دول من كل القارات، ومن كل الأعراق، والأديان، لأن اختيارنا للقضية كان صحيحا، لأن صياغتنا كانت سليمة، لأن خطابنا كان واضحا واستخدم لغة جمعية وليست حصرية، لأن رسالتنا من المقترح، كانت تستند على ما توافق عليه العالم من مرجعيات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
والأهم من كل ما سبق اننا تحركنا إزاء شركائنا الإقليميين والدوليين، فقط انظروا إلى من صوت معنا، وستجدون اننا لسنا وحدنا، ولعل البعض يتساءل هنا، لماذا أثير ما حدث في جنيف؟ وهل ما حدث يستحق فعلا أن نسلط الضوء عليه؟ واجابتي القاطعة هي، نعم.
 وأنا هنا بدوري سأسأل: لو كان ادراج البند الطارئ أمرا عاديا وغير ذي أهمية، فما السبب الذي جعل من المحتل ودول أخرى تستقتل في اليوم التالي لإفراغ البند من محتواه وطلب إعادة صياغته والدفع باتجاه تصويت آخر؟
أنا على يقين بأن العدو لا يريد لتلك القضية أن تناقش، يريدها مغيبة، يريدها منسية، يريدها درسا في التاريخ، أو في أضعف الايمان حصة مدرسية عن شيء كان وانتهى. العدو لا يريد أن نذكر القدس في خطابنا ومناهجنا، فكيف اذا ذكر اسم القدس في ثاني أكبر محفل سياسي في العالم؟.
 وهنا أعيد ما أكدت عليه مرارا، كل تنسيق وتعاون وتناغم بيننا، ولو بالحد الأدنى، سيؤتي ثماره. ففي كل مرة نحدد فيها هدفا آنيا ومباشرا وعمليا ونعمل بمقتضاه، ننجح، ولأننا لا نستطيع التحدث مع العالم بعمومية، ولأننا لا نستطيع الذهاب الى الاخرين لنخبرهم فقط بأننا مظلومون، هنا يصبح تحديد أهدافنا المرحلية والآنية والعمل بموجبها سهلا، وهنا يصبح الطلب من دولة ما، أن تنجز مهمة ما، عملية سهلة وممكنة، وهنا يصبح الطلب من كل عضو أن يقوم بتحرك ما، إزاء دولة ما، طلبا معقولا.
وبعيدا عن فلسفة الحلم، والتطلع، والايمان بالمعجزات، فأنا أدعو دائما الى الذهاب الى الممكن، الى العملي، الى البراغماتي، الى ذاك الذي أستطيع فيه قياس نجاحي من فشلي.
أنا لن أجتر خطاب الوحدة والتكامل والترابط... أنا ادعو فقط الى التنسيق... الى التناغم اذا استعصى التطابق... الى المتفق عليه، بدلا من المختلف فيه
الى ذاك الذي يحقق الفائدة والمنفعة العربية العامة، دون ان يضر بالمصالح الوطنية لأى دولة.
ولذلك عندما أجتمع مع أي مسؤول حكومي أو برلماني عربي، أتحدث معه عن الممكن، عن المقدور عليه، لأنني اتفهم مقتضيات السياسة، والاولويات الوطنية، والمصالح العليا للدولة، لذلك نحن لا نزايد على أحد، ولا ندعو أي طرف عربي الى الانتحار، ولا نحمل أحدا فوق احتماله وطاقته.
بل نفعل العكس، نتفهم، ونعاون، ونقدر، ونلتمس العذر، لأنني مؤمن ايمانا مطلقا، وأنا صادق فيما أقول، بأن كل إخواني من البرلمانيين العرب غيورون وعروبيون ويريدون الخير لأمتنا.
أقول هذا وأنا مستعد أن أذكر كل دولة عربية بالاسم، صغيرة وكبيرة، من مشرق الأمة الى مغربها، وأسرد لساعات وساعات، مواقفها المبدئية وعطاءها، وعطاء شعوبها ونخبها، لقضايا الأمة العادلة عبر التاريخ، نحن أمة بها خير كثير، وأهلنا في كل مكان، أهل عزة وشرف ونخوة. 
هذا ما أؤمن به دوما، وبمقتضى هذا الايمان أعمل، ونحو العربي دائما أيمم وجهي.
شكرا على حسن الانصات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان الغانم قد شارك في الاجتماع التشاوري المغلق لرؤساء البرلمانات العربية ـ في مستهل اعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي اختتم اعماله في القاهرة امس. وبحث الاجتماع ابرز الملفات المطروحة على جدول اعمال المؤتمر ولجانه العاملة وسبل التوصل الى توافقات وتفاهمات كاملة ازائها.كما تدارس الاجتماع التشاوري ابرز النتائج التي خرجت بها المجموعة العربية من خلال مشاركتها في اعمال الدورة الـ138 للاتحاد البرلماني الدولي الذي اختتم اعماله في جنيف الاسبوع الماضي.
إشادات عربية بدور الكويت
في نصرة القدس
أشاد الاتحاد البرلماني العربي، بتقديم الشعبة البرلمانية الكويتية مع الإمارات والبحرين بندا طارئا على جدول اعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الأخير في جنيف، والذي تضمن عدم المساس بالوضعية القانونية الشرعية للقدس.
وأثنى رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس البرلمان المغربي الحبيب المالكي، في كلمته، أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بنجاح الكويت في ادراج (بند طارئ) على جدول اعمال اجتماع جنيف في شأن عدم المساس بالوضعية القانونية والتاريخية لمدينة القدس واصدار قرار من «البرلماني الدولي» بهذا الشأن.كما توجه رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بالشكر للكويت وسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لاستضافة مؤتمر اعادة إعمار العراق، إضافة إلى اشادة مصرية مماثلة.