يحرص مستخدمو الهواتف الذكية، على تشغيل خاصية التنبيهات للرسائل الواردة إليهم على هواتفهم، سواء تلك القادمة من مواقع التواصل مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام أو تطبيقات المراسلة مثل واتساب، دون أن يدركوا أن هذه التنبيهات لها تأثير كبير على جسم الإنسان وعقله.
ونقلت شبكة سكاي نيوز عن موقع "بيزنس إينسايدر" أن أبجاث طبية حديثة تفيد أن التنبيهات المستمرة، التي تصدر عن الهواتف الذكية تؤثر بشكل مباشر على بعض الهرمونات في الجسم، ما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب وعدم انتظام التنفس بشكل طبيعي، إضافة إلى إحداث خلل في وظائف الغدد الصماء وإرهاق العضلات.
ويشير الموقع إلى أن مستخدمي الهواتف الذكية يتفاعلون معها بمتوسط 85 مرة في اليوم، وأنهم يعتبرون الأذى النفسي الذي قد يسببه فقدان الهاتف يكاد يساوي الوقوع ضحية لأي حادث.
ويتأثر مخ الإنسان لحظة تلقي الشخص تنبيها مثل "إعجاب" على فيسبوك، ما يؤدي إلى إفراز هرمون "الدوبامين"، الذي يرفع مستوى الاستثارة في المخ، ويؤثر على المنطقة المسؤولة عن التفكير وإصدار الأحكام.
ووفقا للدراسة التي نقلها موقع "بيزنس إينسايدر"، أفاد 89% من الطلاب الجامعيين الأمريكيين، الذين تم استطلاع رأيهم في الدراسة، تعرضهم لاهتزازات هاتفية "شبحية"، متخيلين أن هاتفهم تلقى إشعارا على غير الحقيقة، في حين كشف 86% من الطلاب أنهم يفحصون بريدهم الإلكتروني وحساباتهم الاجتماعية "باستمرار"، ما يؤدي إلى شعورهم الدائم بالتوتر.
ويقول عالم الغدد الصماء، روبرت لوستيج، إن تنبيهات الهواتف الذكية تتسبب في حالة من الخوف والإجهاد للمخ، ما يؤثر على بعض الوظائف الإدراكية العليا بالمخ، وقد تتوقف عن العمل بعد فترة.
وأضاف: "ينتهي بك الحال إلى القيام بأشياء غريبة بسبب تراجع الوظائف الإدراكية العليا بالمخ.. وتلك الأشياء تميل إلى تعريضك للمتاعب".
وأوضح الباحثون أن نحو 97.5% من البشر لا يمكنهم التركيز في أداء أكثر من مهمة في وقت واحد، وأن واحدا فقط من كل 50 شخصا يستطيع القيام بذلك، إلا أن التنقل بين تنبيهات الهاتف وتنفيذ عدد من الأعمال في وقت واحد يؤدي إلى إحداث خلل في تلقي المهام بالنسبة لمخ الشخص الطبيعي.
ويقدر عالم النفس، ديفيد ماير، الذي درس هذا التأثير، أن التحول بين المهام يمكن أن يستهلك ما يصل إلى 40% من وقت المخ.
ومع كل مرة تلتقط هاتفك الذكي للرد على رسالة خلال القيادة وتنجو، يتصور عقلك أن هذا سيحدث دوما، ومع تكرار ذلك تعتقد أنك تستطيع أداء هاتين المهمتين معا بنجاح، لكن دراسة سابقة أجرتها جامعة يوتا الأمريكية أظهرت أن استخدام الهاتف في أثناء القيادة يقلل من ردود الأفعال، لذا قد يصبح ذلك السلوك قاتلا ذات مرة.
وأظهرت دراسة سابقة لجامعة تكساس الأمريكية، أن مجرد وجود الهاتف في المتناول، حتى لو كان مغلقا أو شاشته إلى الأسفل، كفيل بأن يشتت انتباهك، ووجد الباحثون أن من تركوا هواتفهم في غرفة أخرى تفوقوا بصورة ملحوظة على من وضعوها أمامهم، وتفوقوا كذلك على من وضعوها في جيوبهم أو حقائبهم.
فكلما كان الهاتف أكثر ظهورا أمامك، زاد التشتت وضعفت القدرة الإدراكية للدماغ، ومع أن عقلك الواعي لا يفكر في الهاتف، فإن عملية منع المخ من التفكير في الهاتف تستهلك جزءا من مواردك الإدراكية.