في قضايا مزوّري الجناسي، التي تنشرها جريدة الراى ، قصص أغرب من الخييال ، فقد  حدث أمس أمام المحكمة، في سابقة هي الأولى من نوعها، وفي اعتراف مباشر من متهم بتزوير الجنسية الكويتية أمام المحكمة، موجهاً كلامه للقاضي: «دخلت الكويت انا وبقية المتهمين الأربعة وعوائلهم سنة 1995 ونحن سعوديون، ومن يقل غير هذا الكلام من المتهمين كاذب».
الاعتراف الذي فجّره المتهم أثناء حضور محاميه (نائب سابق) شكّل مفاجأة مدوية عندما أضاف: «يا حضرة القاضي هذا المحامي كان يقوم باعطائنا دروساً دينية لننضم إلى تنظيم (داعش)، وسبق ان طلب مني أن أرتدي حزاماً ناسفاً للقيام بعملية تفجير»، فغادر المحامي القاعة إثر هذا الكلام من دون تقديم دفاعه، فيما قررت المحكمة رفع الجلسة وتحديد 25 مارس الجاري لتقدم هيئة الدفاع دفاعها عن المتهمين، وأخلت سبيل اثنين منهم بكفالة 1000 دينار، علما أن 3 من المتهمين يعملون في «الدفاع» و«الأشغال» و«المحاسبة» واثنين بلا عمل.
وفتح ما نطق به «الكويتي المُزوَّر» أمام المحكمة أمس باب الهواجس النيابية من خطورة هذا الملف، مقرونة بالدعوة الجادة إلى كشف المزوّرين على وجه السرعة، مع التنويه بما يبذله وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والجوازات اللواء الشيخ مازن الجراح من جهود مشهودة في تنظيف هذا الملف، مع دعوته إلى الاستمرار في جهده «فالكويت وأهلها كلهم معك».
وقالت النائبة صفاء الهاشم إن ما حدث في المحكمة أمس «هو ما كنت اعنيه بالضبط عندما فتحت ملف التزوير فى عام 2012 علماً انه كان وقتها ملف واحد لأكثر من 62 ألف جنسية مزورة»، لافتة أن «تقاعس وزير الداخلية وقتها عن فتح باب التحقيق بعد أن صدرت احكام بالسجن على من ساعد على التزوير، أدى إلى ما نجنيه اليوم من مرّ الإهمال والتقاعس عن حماية الوطن من قبل البعض ممن ساهم فى هذا التجاهل».
وذكرت الهاشم أن ملفات الجنسية «متخمة ومليئة بالفساد والتزوير والتسيب الاداري والمالي، الذي لم يخضع يوماً ما لتطبيق قانون حازم وصارم فى وجه من هانت عليه وطنيته وبلده وباع ضميره ليقبض أموالاً مقابل تجنيس (أشكال وأرناق)، وفدت علينا من كل حدب وعندما تسألني لماذا هذا التهافت على الجنسية الكويتية؟ ولماذا الاستماتة للحصول عليها؟ أرد عليك وأقول لأنهم رأوا فى الجنسية الكويتية (كارت بلانش) يضمن لهم راتباً معتبراً ومزايا مالية وأرضاً حكومية وقرضاً اسكانياً وعلاجاً وتعليماً بالمجان، وماء وكهرباء وطعاماً مدعوماً، الكويت المفترض أنها جنّة لأهلها فقط وليس للمزورين».
وأكدت الهاشم «كلي ثقة في الشيخ مازن الجراح وفريقه، فهو مازال يعمل وبمثابرة لتنظيف هذا الملف، ونحن نقول له استمر والكويت واهلها كلهم معك».