شهد دول منطقة الشرق الأوسط عملية هيكة واسعة للجيوش، تسببت في إقالة رؤساء أركان وقيادات عسكرية مهمة، لأسباب يعملها صانع القرار، إلا أنها قرارات لافتة وتستحق التوقف عندها، وطرح الكثير من الأسئلة عما يدور داخل المؤسسات العسكرية والهدف المنشود من تغيير الرءوس.
هيكلة الجيش السودانى
الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الثلاثاء، أقال رئيس أركان الجيش الفريق أول عماد عدوي من منصبه، وعين مكانه الفريق أول كمال عبد المعروف.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا" أن هناك "تغييرات واسعة" في قيادة القوات المسلحة، وتعيين الفريق أول كمال عبد المعروف رئيسا لهيئة الأركان.
وكان عبد المعروف يشغل منصب المفتش العام للقوات المسلحة منذ عام 2015.
وبحسب الوكالة السودانية، أصدر الرئيس عمر البشير عددًا من القرارات تم بموجبها إجراء تغيير في رئاسة أركان القوات المسلحة، وترقية عدد من الضباط إلى رتبة الفريق أول والفريق.
وأشارت إلى ترقية الفريق الركن على محمد سالم وزير الدولة بوزارة الدفاع إلى رتبة الفريق أول، والفريق ملاح توجيهي ركن عصام الدين المبارك حبيب الله إلى رتبة الفريق أول وتعيينه نائبًا لرئيس الأركان المشتركة، خلفًا للفريق أول ركن يحي محمد خير أحمد.
كما تم ترقية الفريق الركن السر حسين بشير حامد إلى رتبة الفريق أول، وتعيينه مفتشًا عامًا للقوات المسلحة، بالإضافة إلى تعيين الفريق الركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيسًا لأركان القوات البرية، وترقية اللواء طيار ركن صلاح الدين عبد الخالق سعيد إلى رتبة الفريق وتعيينه رئيسًا لأركان القوى الجوية.
وشمل القرار ترقية اللواء بحري ركن عبد الله المطري الفرضي إلى رتبة الفريق، وتعيينه رئيسًا لأركان القوات البحرية، خلفًا للفريق بحري ركن فتح الرحمن محيي الدين صالح.
وتقرر تعيين الفريق الركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر، رئيسًا لهيئة العمليات المشتركة، خلفًا للفريق مهندس فني ركن سعد محمد الأمين الحاج، وترقية اللواء الركن أدم هارون إدريس إلى رتبة الفريق وتعيينه نائبًا لرئيس أركان القوات البرية عمليات.
وقرر البشير ترقية اللواء الركن محمد منتي عنجر إلى رتبة الفريق، وتعيينه نائبًا لرئيس أركان القوات البرية إدارة، وترقية اللواء الدكتور عثمان محمد الأغبش يوسف، مدير الإدارة العامة للتوجيه والخدمات إلى رتبة الفريق.
ووفقا لبيان القوات المسلحة السودانية، فإنه "تأتي هذه القرارات في إطار الإجراءات الدورية الراتبة والتغييرات في هيئة القيادة، وفقًا لقانون القوات المسلحة لسنة 2007، تعديل 2013".
يشار إلى أنه في 11 فبراير، أقال الرئيس السوداني، مدير عام جهاز الأمن والمخابرات محمد عطا المولى، وأعاد مرة أخرى تعيين صلاح قوش في المنصب نفسه.
زلزال سعودي
المثير للاهتمام أن قرارات البشير جاءت صبيحة أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أوامر ملكية مساء الإثنين، أشبه بسلسلة أوامر حربية، هدفت إلى إعادة هيكلة قيادة الجيش السعودي وإستراتيجية الدفاع في المملكة.
صدر أمر ملكي بإنهاء خدمات الفريق الركن محمد بن عوض سحيم قائد قوات الدفاع الجوي وإحالته للتقاعد.
كذلك، صدر أمر بإنهاء خدمات الفريق الأول الركن عبد الرحمن بن صالح البنيان رئيس هيئة الأركان وإحالته للتقاعد.
ويرقى الفريق الركن فياض بن حامد الرويلي إلى رتبة فريق أول ركن، ويعين رئيسا لهيئة الأركان العامة.
في ذات السياق صدر أمر ملكي بالموافقة على وثيقة تطوير وزارة الدفاع المشتملة على رؤية وإستراتيجية برنامج تطوير الوزارة.
وكذلك تشتمل الوثيقة على النموذج التشغيلي المستهدف للتطوير والهيكل التنظيمي والحوكمة ومتطلبات الموارد البشرية التي أعدت على ضوء إستراتيجية الدفاع الوطني.
وشملت الأوامر تعيين الدكتور خالد بن حسين بياري مساعدا لوزير الدفاع للشئون التنفيذية بالمرتبة الممتازة.
وكذلك، تعيين عبد الرحمن بن صالح البنيان مستشارا بالديوان الملكي برتبة فريق أول ركن.
أيضًا، شملت ترقية اللواء الطيار الركن تركي بن بندر بن عبد العزيز إلى رتبة فريق ركن ويعين قائدا للقوات الجوية، وترقية اللواء الركن مزيد بن سليمان العمرو إلى رتبة فريق ركن ويعين قائدا لقوات الدفاع الجوية، وترقية اللواء الركن فهد بن عبد الله المطير إلى رتبة فريق ركن ويعين قائدا للقوات البرية.
وتمت، وفق الأوامر، ترقية اللواء ركن جار الله بن محمد العلوي إلى رتبة فريق ركن وتعيينه قائدا لقوة الصواريخ الإستراتيجية.
وتمت ترقية اللواء ركن مطلق بن سالم الأزيمع لرتبة فريق ركن ويعين نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة.
وحسب الأوامر، تم إعفاء الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز قائد القوات البرية من منصبه ويعين قائدا للقوات المشتركة برتبة فريق ركن.
وصية الملك
وفى سياق التوضيحات على صعيد الجيش السعودي، كشف تقرير لموقع "العربية نت" اليوم، أن تلك الخطة أو الملف تنقل بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والملك سلمان وصولًا إلى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، حسبما أفادت موقع "العربية نت" السعودي في سياق عرضه للمتغيرات الطارئة على وزارة الدفاع.
وأضاف الموقع أنه سبق وأن رفعه الملك سلمان بن عبد العزيز للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ما أسفر عن تشكيل لجنة لدراسة أوضاع واحتياجات وزارة الدفاع، تمخض عنها أمانة عامة.
وقد اختار الملك عبد الله الأمير محمد بن سلمان ليكون أمينها العام بصفته مشرفا عامًا على مكتب وزير الدفاع.
وكان الملك عبد الله قد أصدر أمره باختيار الأمير محمد بن سلمان ليتولى مسئولية الإشراف العام على مكتب وزير الدفاع إضافة إلى رئاسته لديوان ولي العهد.
كما أوكل الملك عبد الله إلى الأمير محمد بن سلمان مهمة كبيرة وهي إعادة ترتيب وزارة الدفاع التي استعصت على الإصلاح لأعوام طويلة، وأصر على أن يتولى الأمير هذه المهمة رغم محاولته الاعتذار عن القبول بها.
وفي هذا السياق، يشار إلى أن الجيل الجديد الموجود في وزارة الدفاع السعودية يقود أكبر حملة تغيير على مستوى الوزارة، رغم قصر الفترة التي بدأت في 2014 ومستمرة حتى هذا الوقت.
وفي مقابلة مع وكالة بلومبيرج أبريل 2016، أكد ولي العهد أنه كان يلتقي الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بشكل دائم لمحاولة الدفع بالإصلاحات الجديدة في وزارة الدفاع، وأن ما من شيء ناقشه مع الملك عبد الله إلا وأمر بتطبيقه، بحسب ما ورد في مقابلته.
كما أشار الأمير محمد إلى أن المملكة هي ثالث أكبر بلد في العالم إنفاقًا على التسليح العسكري، والخطوات التطويرية التي ستضمنها خطة برنامج تطوير وزارة الدفاع من شأنها دعم قطاع التصنيع العسكري.