تبدأ الغوطة الشرقية يومها بعشرات الشهداء والقصف الجوي والصاروخي، لا تمر لحظات بدون قذيفة أو صاروخ، سقط الكثير من الضحايا بين قتيل ومصاب من النساء والأطفال والشيوخ.. تحذيرات واتهامات متبادلة بين جميع الأطراف الفاعلة في المعادلة، وعلى رأسهم النظام السوري بقيادة بشار الأسد المتهم الرئيسى حتى الآن، بينما نفت روسيا الحليف التقليدي تورطها في المجزرة المروعة التي تدور بالغوطة، وسط صمت دولى يكتفى بمجموعة بيانات تنديد مستهلكة لا تنقذ الأرواح التي تتطاير إلى خالقها مع مرور كل دقيقة.
250 قتيلا
أفادت تقارير بأن 250 شخصا قتلوا خلال يومين فقط جراء قصف القوات الحكومية السورية في الغوطة الشرقية التي تعد آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، حسب ما افادت شبكة "بى بى سي".
وأشارت التقارير إلى أن من بين القتلى أكثر من 50 طفلا. ويعد هذا أكبر تصعيد في أعمال العنف في الغوطة الشرقية منذ عام 2013، بحسب ناشطين.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الوضع بدأ يصبح "خارج السيطرة بشكل مطرد".
وقال المنسق الأممي المعني بشئون سوريا بانوس مومتزيس: إن الحال في الغوطة الشرقية "لا يمكن تصوره".
وكان ناطقا باسم الأمم المتحدة قد قال في وقت سابق: إن "ستة مستشفيات تعرضت للقصف في المنطقة".
وفي الوقت نفسه، أرسلت الحكومة السورية قواتها إلى منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد.
وتخوض تركيا، بدعم من معارضين مسلحين في سوريا، مواجهات مع الأكراد في عفرين منذ الشهر الماضي.
وقال الجيش السوري إنه "شن ضربات دقيقة" على المناطق التي انطلقت منها القذائف.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، فقد قتل 13 مدنيا وأصيب 77 آخرون جراء استهدف مجموعات مسلحة أحياء سكنية متفرقة من دمشق وريفها.
كثفت القوات الموالية للحكومة السورية والمدعومة من روسيا من جهودها لاستعادة آخر معاقل المعارضة السورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان من مقره في بريطانيا إن " 250 شخصًا على الأقل قتلوا خلال جراء الضربات الجوية وقذائف المدفعية".
وأكد أن هذا أكبر عدد من القتلى يسقط في يومين منذ الهجوم الكيماوي في عام 2013 على المنطقة المحاصرة.
10 بلدات وروسيا تفى
وقال ناشطون إن 10 بلدات وقرى، على الأقل، في عموم منطقة الغوطة الشرقية تعرضت لقصف القوات الحكومية وحلفائها الثلاثاء.
في ذات السياق نفى دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، جملة وتفصيلا صحة الاتهامات التي تزعم بضلوع روسيا في سقوط المدنيين جراء قصف الجيش السوري الغوطة الشرقية بدعم من روسيا.
وقال بيسكوف في تعليق للصحفيين اليوم: "هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة، ومن غير الواضح إلى أي أسس استند فيها أصحابها. هذه الاتهامات غير معززة ولو بدليل واحد، ونحن نرفضها جملة وتفصيلا".
ويأتي تصريح بيسكوف بعد أن دعت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأربعاء روسيا لوقف دعم الرئيس السوري بشار الأسد، بعد تصاعد العنف في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
الحصار الأخير
من جانبه كتب باتريك كوبيرن المختص بالشئون الحربية في الشرق الأوسط تقريرا في صحيفة «الإندبندنت» عن حصار منطقة الغوطة الشرقية السورية بعنوان " قد يكون هذا الحصار هو الأخير في الحرب السورية".
ويقول كوبيرن: إن كثافة النيران التي يستخدمها نظام الأسد ضد آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق، وهو الغوطة الشرقية، يفوق أي شيء شاهدناه في البلاد خلال السنوات الماضية.
ويوضح أن هذه الكثافة النيرانية تشير إلى أن ثمة تقدما بريا قد يحدث قريبا للسيطرة على المنطقة أو قد يحدث مثلما جرى في حلب من تدخل دولي في آخر لحظة لتنفيذ عملية إخلاء واسعة النطاق لسكان المنطقة.