بعيدا عن الزحام وأعين المتنازعين، اتخذت “دينا” ذات الثلاثين عاما من أقصى مكان بقاعة الجلسات بمحكمة الأسرة بمدينة نصر مستقرا لها، تنتظر به حتى يحين موعد نظر جلسة دعوى الخلع التى أقامتها ضد زوجها بعد قصة حب عنيفة وزواج لم يدم طويلا بسبب خيانته لها.

وأثناء رحلة انتظارها قصت الزوجة الشابة حكايتها لـ”صدى البلد” قائلة:”جمعتنى بزوجى قصة حب منذ أن كنا أطفال صغار نلهو ونتشارك أحلامنا البريئة معا ، ولم يخمد نارها سفره للعمل بإيطاليا بإحدى الشركات الكبرى المتخصصة فى مجال البرمجيات وغيبته عنى قرابة الـ15 عاما، فقد ظل قلبى معلقا به، رافضا القبول بأى رجل غيره، وعندما عاد وطلب إتمام الزواج وافقت دون أن أعير انتباها أو التفت للتغيير الذى أصابته به الحياة فى الغرب، والطمع الذى سكن قلبه، والمال الذى بات يشغل كل تفكيره، واستعداده للتنازل عن أى شىء مقابل الحصول عليه والوصول لما يريد حتى ولوباع نفسه، وسافرت معه حيث يقيم وهناك بدأت الحقائق تنجلى أمامى بوضوح”.

واصلت ذات لثلاثين سرد حكايتها بنبرة حزينة:”رأيت رجلا يرتكب كل المعاصى بدعوى التحرر، يلعب القمار ويشرب الخمر، ويلهث وراء المسنات الثريات ويقيم معهن صداقات وعلاقات طمعا فى أموالهن رغم عدم حاجته للمال فراتبه كان يكفى، لكن طموحه كان أكبر، فى البداية تحملت وحاولت أن اثنيه عن طريقه لأننى كنت أحبه، وتحدثت إلى والدته لعلها تعيده إلى رشده، لكنى اكتشفت أنها أكثر طمعا منه ولا يهمها سوى المال الذى يرسله لها، وبررت تصرفاته واتهمتنى بالرجعية والتخلف، حينها أدرك أنه لا فائدة من البقاء مع رجل كهذا، كل شىء عنده قابل للبيع والشراء، وقررت أن أخرج من حياته وأن أعود إلى مصر لكنه ساومنى، ولولا أننى هددته بأن اتخلص من حياتى لما وافق على رحيلى”.


 
وبابتسامة باهتة أنهت الزوجة الشابة حكايتها:”وبعد رحيلى مباشرة، علمت أن زوجى رافق امرأة أجنبية ثرية فى الخمسين من عمرها واصطحبها إلى القاهرة فى عطلة، ومكثت ببيت والدته التى تولت خدمتها بنفسها لدرجة أنها كانت تصفف لها شعرها وتزينها لابنها، والأدهى من ذلك أنها لم تكن تستح مما تفعله وكانت تتباهى بذلك أمام الجميع، كل هذا من أجل المال، فلجأت إلى محكمة الأسرة وأقمت ضده دعوى خلع وها أنا انتظر الفصل فيها”.