جلست منكَّسة الرأس تضع يديها أعلى رأسها، لم تكن تتخيل يوماً أنها ستقف داخل محكمة الأسرة تطلب الطلاق من زوجها بعد 30 سنة زواج ، عاشت  قساوة الحياة وتحملت الصعاب من أجل تربية نجلها الوحيد "حسن" الذى أصيب بمرض أفقده القدرة على الحركة و الحديث واحتارت الأم بين الأطباء ولكن  فشلت فى إنقاذ حياة الأبن وأدركت أن علاج نجلها يتوقف على طلاقها فضحت بنفسها.

"نادية" امرأة صعيدية تزوجت "أحمد.ع" الذى اتسم بالبخل، انتقلت للمعيشة معه بالقاهرة، بدء حياته عاملاً بإحدى المحال ودعمته فى العمل و جمع الأموال لإنشاء تجارة خاصة بهما ونجحا  فى استئجار محل صغير وبمرور السنوات زادت حجم التجارة وتحسنت حالتهم المادية.

تقول الزوجة :أتينا للقاهرة بحثاً عن الرزق ومرت السنوات الأولى فى العمل لجلب المال وتأخرت عن الأنجاب لفترة طويلة  ولكن رزقنا الله بـ"حسن" بعد مرور 4 سنوات.

تتابع: بدء الأب ينشغل بتجارته وأهمل منزله ونجله الوحيد.. وحين بلغ الابن عامه الـ19 شعر بسخونة شديدة وآلام فى الرأس ،قلقت الأم على نجلها وطالبت زوجها بزيارة الطبيب ولكنه رفض وطالبها بالهدوء وأن حالته ستستقر ويعود أفضل من الأول.

أردفت الزوجة: مر اليوم الأول وازدادت السخونة فقررت زيارة الطبيب ولكن فؤجئت برد زوجها الذى وقع عليها كالصاعقة  قائلاً:" معييش فلوس .. الفلوس كلها اشتريت  بها بضاعة".

نشبت بينهما مشادة كبيرة وانهال الزوج بالضرب المبرح على زوجته ، لم تيأس و اتجهت نحو محل صاغة بالمنطقة وباعت قيراطها الذهبي للكشف على نجلها بعدما تدهورت صحته وأصيب بشلل رباعي وفقد النطق.

وتابعت :" علمت بعد ذلك أنه متزوج من امرأة أخرى  وأنجب منها 3 أطفال واستطاعت زوجته ترويده والسيطرة على أمواله ، لم تهتم نادية بقصة الزواج  وطالبته بتوفير المال اللازم لعلاج نجلها الوحيد ، بعدما أخبرها الأطباء سوء حالة الابن وأنه يحتاج إلى جلسات علاج طبيعي ذات تكلفة عالية ولكنه رفض.

نشبت بينهما مشادات انتهت بطرد الزوجة والابن من المنزل ورفض تطليقها، ولجأت للمعيشة بغرفة تحت السُلم، استمرت معاناة الأم 7 سنوات تحملت إهانة زوجها وبخله واتجهت للعمل بالمنازل بعد رفض الزوج  دفع تكاليف العلاج مؤكدةً أنه يمتلك عقارات بالقاهرة والصعيد.

لجأت الأم لمحكمة الإسرة بالزنانيرى وأقامت دعوى  طلاق لتحصل على نفقتى العدة والمتعة وتنفقها على علاج الابن.