لم يكن أحد يتخيل أن قصة الحب التى جمعت «هيثم» و«نرمين» وكُللت بالزواج السريع ستنتهى بجريمة وبعد عدة أشهر فقط من الزواج. ولم تكن هذه هى المفاجأة والوحيدة التى أذهلت الجميع ولكن المفاجأة الأكثر غرابة أن الزوج قتل حبيبته بسبب الإنترنت.
بكى «هيثم» قائلاً تعرفت على زوجتى «نرمين» والتى تكبرنى بعشر سنوات منذ عدة سنوات ونشأت بيننا قصة حب عميقة وقررت طلبها للزواج، لم تفكر الأسرة طويلاً لأن قصة الحب بينهما كانت تؤكد أن زواجهما سيكون ناجحاً بكل المقاييس وهذا ما حدث فى بداية الزواج الذى سرعان ما أثمر جنيناً، كانا يعيشان فى سعادة يجمعهما الحب والأمان والسعادة ولكن للأسف لم تدم بسبب أحلام الزوج للهجرة إلى أمريكا وتحقيق مستقبل أفضل ليحقق طموحاته، وكانت هواية الزوج التى كانت دائماً تفسد فرحة «نرمين» أنه يحب الجلوس فترات طويلة أمام الكمبيوتر حتى إنه أصبح مدمناً عليه وكان يتحدث مع أصدقائه فى الدول المختلفة عن طريق الإنترنت وقتاً طويلاً أكثر من الوقت الذى يقضيه مع زوجته مما كان يتسبب فى حدوث مشاجرات بين الزوجين، وكان يتهم زوجته بأنها تحبط طموحه ولكنه كان يخدع زوجته وكان يتداول الشات مع الفتيات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» ويقضى الساعات تاركاً زوجته تعيش وحيدة داخل غرفتها، حاولت الزوجة أكثر من مرة أن تجذبه لها وتفكره بحبهما الذى لم يمض عليه عدة شهور وطفلهما الذى ينتظره للمستقبل ولكن كان الزوج مختلفاً تماماً عن أى أب فهو لم يشعر بالفرح مثل كل الآباء الذين يسمعون خبر زوجته حامل فهو كان دائماً يشعر بأن الطفل القادم سيعرقل حياته وطموحه، خاصة أن إمكانياته المادية كانت بسيطة حاول أكثر من مرة أن يجبر زوجته على الإجهاض ولكنها رفضت وأكدت له أن هذا الطفل هو ثمرة حبهما ولن تتنازل عنه، ولم تسمح لحالتهما المادية أن تعوق الأمومة التى تحلم بها، ولكن للأسف لم يقتنع الزوج بكلام زوجته وظل تفكيره فى الحلم بالسفر هو هدفه الرئيسى، ومن خلال الإنترنت تعرف على
فتاة أمريكية ومع مرور الوقت تحول التعارف بينهما إلى صداقة ثم تحولت الصداقة إلى حب جارف بين الطرفين إلى درجة أنه أصبح مهووساً بها وكذلك حبيبته الأجنبية التى أخبرته أنها على استعداد لاستقباله فى أمريكا وحلمت له بمستقبل باهر وإمكانية أن تحقق له الفيزا التى يحلم بها كل شخص وتبدأ معه حياتها من جديد بعدما أكدت له أنها جميلة إلى أبعد الحدود وثرية وفى مقتبل العمر وتبحث عن ابن الحلال الذى يخطفها فوق حصانه الأبيض، شعر «هيثم» بأنه الفارس الذى أرسلته العناية الإلهية ليسافر إلى «مايا» الأمريكية، لكنه بدأ يشعر بالمشكلة الكبيرة التى تعوق تحقيق حلمه وهى زوجته والجنين الذى أصبح عمره ثلاثة أشهر ويتحرك فى أحشائها فكر طويلاً ليخرج من هذه الورطة، بعدما ازدادت اتصالاته بمحبوبته عن طريق الإنترنت وأصبحت تطالبه بسرعة السفر إليها ليتم الزواج فى أسرع وقت ممكن والأهم من ذلك الأموال اللازمة للسفر اتخذ أصعب قرار فى حياته ببيع شقة الزوجية دون علم زوجته تمهيداً للسفر، لكن المفاجأة أن زوجته علمت بما حدث وبدأت تسأله عن السبب خصوصاً أنها علمت أنه يستعد للسفر للهجرة إلى أمريكا بعدما سلم جواز سفره لأحد أصدقائه للحصول على تأشيرة ولذلك كان لابد أن يتخلص من عروسه حتى يحقق حلمه فى الثراء والزواج، حاول إقناعها بسفره لتكوين مستقبل لها ولطفلها، ولكنها رفضت وهددته بفضح أمره بعدما اكتشفت خيانته لها عن طريق الإنترنت، لم يجد أمامه غير التخلص من زوجته التى تعرقل حلم حياته، لجأ إلى حيلة شيطانية وهى التخلص النهائى من هذا الزواج وطرأت فى تفكيره فكرة جنونية ذهب إليها فى شركة الشحن التى تعمل فيها سكرتيرة وأثناء وجودها بمفردها غافلها وسدد إليها 30 طعنة حتى يتأكد من موتها وجنينها، وبعدما نفذ جريمته اتصل بالشرطة مدعياً أن زوجته تأخرت فى العودة إلى المنزل وذهب إلى الشركة للسؤال عنها فوجدها جثة هامدة غارقة فى الدماء، لكن سرعان ما توصلت تحريات المباحث إلى أنه القاتل، وأنه كان ينوى الهجرة إلى أمريكا للزواج من عروسه التى تعرف عليها عن طريق الفيس بوك ليتحقق حلم الهجرة.