كأي شاب في مثل عُمره، يحلم بالبحث عن فرصة بالخارج، ليُحقق أحلامه كما يتصور هو وأقرانه، جوًّا وبرًا وبحرًا، هروبًا من مصير ربما يكون أفضل في بلدهم مصر. انتهت رحلة الشاب المصري، علي السيد، العامل البسيط، من محافظة الشرقية، إلى محافظة الزرقاء الأردنية، قهرًا وذلًا وأخيرًا ضربًا، ذاق "علي" مرارة الغربة حيًا وميتًا.
 
سحل وضرب ونزيف في المخ لقي "علي" مصرعه، متأثرًا بإصابته من ضرب مبرح على يد تاجر فلسطيني بالأردن، تعاون مع خمسة آخرين، حين لم تكفيه يديه، فسحلوه وأوسعوه ضربًا حتى نزف مخه، إلى أن وافته المنية الليلة. وناشدت أسرة المتوفى، وزارة الخارجية، بالتدخل لتذليل العقبات حتى يعود الجثمان، ويُدفن في تراب وطنه، بمحافظة الشرقية، فضلًا عن متابعة إجراءات التحقيق في الواقعة حتى يأخذ الجاني عقابه.
 
بداية مؤلمة يسرد لنا القصة كاملة، شقيق المجني عليه "عصام"، قائلًا  إن المعتدي على أخي ليس أردني الجنسية، كما تردد وسائل الإعلام، إنما فلسطيني يعمل تاجر خضروات، ويمتلك المنزل الذي كان يسكن به أخي. وأوضح "صاحب البيت هذا كان تداين من أخي ألفي دينار منذ فترة، ولم يردهم، ولمّا تكرر سؤال أخي عن أمواله، كان يماطله، إلى أن قرر أخي الذهاب إليه لاسترداد حقه".
 
وأضاف "عصام": "ذهب له وهو يائس محبط، كان يريد استرداد أمواله وحقه، فلم يتغرب عن بلده وناسه حتى تضيع أمواله على الأغراب، وإذا بصاحب البيت يُماطله، فقال له "أنا عارف كيف أخذ حقي"".
 
وأوضح شقيق "علي" أنه لم يكن ليفعل شيء، لكن الجملة كانت كفيلة بأن تُخيف صاحب البيت الذي تربص بأخي، مع 5 من أصحابه، وأول ما رأوه أوسعوه ضربًا حتى سقط مخضبًا بدمائه". أصيب "علي"، وفق ما أوضح أخيه، بكسر في الجمجمة أدّى إلى نزيف داخلي بالمخ، واحتجز بغرفة العناية المركزة في مستشفى جبل الزيتون بمحافظة الزرقاء، بينما أشار الأطباء المعالجين إلى أن حالته الصحية غير مستقرة.
 
إلى أن انتهت بالوفاة. إكرام الميت دفنه قال "عصام" نجهز مقابر العائلة لندفن أخي بها، لكننا نناشد وزارة الخارجية باستعادة جثمانه في أسرع وقت، فإكرام الميّت دفنه، كنّا نعلم أنه ربما لا يعود للحياة من جديد، إذ أخبرنا الأطباء أنهم وضعوه تحت الملاحظة لمدة 70 ساعة، وممكن أن تتحسّن حالته أو يموت، لكنه مات، ربنا يرحمه، وهذا كان الاحتمال الأقرب".
 
وناشد "عصام" السفارة المصرية في الأردن، بمتابعة التحقيقات في الواقعة، والتأكد من أن الجناة سينالون عقابهم جزاء هذا الاعتداء.​ قصة كفاح كان يعمل "علي" مبلطًا في الأردن منذ قرابة 30 عامًا، وله من الأبناء ثلاثة هم محمد 21 عامًا، وأحمد 18 عامًا، ومحمود 16 عامًا.
 
أكثر من واقعة في شهر واحد ولم تكن واقعة الاعتداء عليه الأولى خلال هذا الشهر، إذ سُجّلت واقعتين مشابهتين إحداهما كانت في الكويت، وضحيتها "وحيد محمود" الذي تعرّض لاعتداء من قبل كويتي في مقر عمله نتيجة الخلاف حول إصلاح دراجة بخارية يمتلكها الكويتي.
 
والثانية كانت في المملكة العربية السعودية منتصف الشهر الجاري حينما تعرّض أحد المواطنين المصريين إلى حادث اعتداء وطعن من 4 شباب سعوديين في الرياض. وكانت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، أكدت متابعتها لحادثة "علي"، مشيرًة إلى أن الحكومة الأردنية تحملت نفقة علاجه بمستشفى جبل الزيتون، بعد التواصل مع السفير خالد أنيس، القائم بأعمال السفارة المصرية في الأردن.