سنوات والقدس لا تعني للكثير من العرب... حتى أهل السياسة فيها لم تعد تعني لهم شيئاً، وصار الكثير منهم رجال أعمال يتاجرون بآهات وويلات الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره. اليوم وبعد إعلان المعتوه ترامب أن القدس هي عاصمة لإسرائيل، ترجل الكثير من مسرح النوم وصاروا يدغدغون مشاعر الأمة الإسلامية ويشجبون ويستنكرون فقط لا غير. شخصياً أطالب ناجي بيك عطاالله وفرقته بأن يتدخلوا درامياً لعودة القدس إلى فلسطين، فنحن أفضل من يجيد العمل الدرامي وصناعة البطولات الهلامية فيه، أما في الواقع فالتاريخ لا يكتبه الا الأقوياء، حتى ان هناك كويتياً يعترف بدولة إسرائيل ويقول إنها ذات سيادة...! 
نعم إسرائيل تفوقت على العرب مجتمعين في جميع المجالات، وأهمها المجال العسكري... ولهذا أقولها وبصراحة أمة خاملة لا يُنتظر منها أن تقف وقفة جادة في نصرة قضاياها كما أن من العيب أن نطالب البعض بنصرة القدس وهم غارقون في مشاكلهم وقضاياهم. فالأولى أن يفزعوا لأنفسهم. ولا أخفيكم ان اختيار التوقيت من الولايات المتحدة هو اختيار مدروس بعد أن تشرذمت الأمة العربية (الإسلامية) وأصبحت بعض شعوبها لقمة سائغة لأنظمتها الديكتاتورية. 
واليوم برأيي الشخصي بعد أن فترت الجماعات الإسلامية أو قل تشردت هنا وهناك، فلن نشهد أي صحوة شعبية حتى وإن كانت للضغط الإعلامي. أي هوان تعيشه الأمة اليوم؟ أي ضياع تعيشه مجتمعاتنا؟ أي خوف يتلبسنا؟ والمؤسف أن تكون هناك ردات فعل من كندا ومن الاتحاد الأوروبي، وأمة الإسلام لم تكلف على نفسها عقد قمة طارئة بسبب خلافاتها ونزاعاتها، ولم تترك للشعوب الحرية في إبداء رأيها واستنكارها... لهذا بالعربي المشرمح لن تقوم لنا قائمة الا بتقدير الله بعد أن تعود هيبة الدين الإسلامي في قلوبنا وغير هذا الكلام هو دغدغة للمشاعر وتلبيس على الناس... والله من وراء القصد. 
في سياق آخر، ما حدث للوافد المصري وحيد لا يعدو كونه تصرفا شخصيا من مواطن. كما أن البعض اليوم يتصرف بعدوانية حتى أننا نرى مواطنا يقتل زوجته أو أخيه أو أمه أو أبيه. وأخطر ما في الموضوع أن يعمم هذا التصرف الذي نستنكره جميعاً على المجتمع الكويتي، وكأننا لا نريد للمصري أن يتواجد في بلدنا، مع العلم أننا نحب مصر وشعبها الجميل... وهذا الحدث يتكرر كل يوم في غالبية المجتمعات وهو لا يعدو كونه تصرفا شخصيا يجب أن يُحاسب صاحبه بأشد العقوبة إذا ما تمت إدانته. ونحن في الكويت ولله الحمد لدينا قضاء نزيه والكثير من الوافدين كسبوا فيه أحكاما ضد خصومهم المواطنين...
نحن كمجتمع كويتي ضد هذه التصرفات ومن يعتقد واهماً أنه يسعى للنيل من سمعة الكويت عبر تغريدات تدعي زوراً وبهتاناً أن الكويت لا تحترم الوافدين، فنقول له إن الكويت بلد ديموقراطي والوافد له كامل الاحترام والتقدير ولدينا من الهيئات الحقوقية والإنسانية التي تعمل بشكل شفاف وواضح من دون خوف أو مهابة... ودمتم. 
إضاءة: 
الوافد هو إنسان في المقام الأول، والكثير منهم مسلمون وعرب، والواجب احترامهم وعدم الحط من كرامتهم، وهم جاؤوا للكويت وتركوا أهلهم وأطفالهم حتى يبحثوا عن رزقهم، فاذا حدث خلاف معهم فنحن في دولة قانون، ابتداءً من حماية المستهلك وانتهاءً بمراكز الشرطة.