بدا واضحاً أمس أن الأمور تتجه إلى الانفجار في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على الزلزال السياسي الذي أحدثه ارتكاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب جريمة الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
وأصيب أمس عشرات الفلسطينيين في المواجهات التي دارت مع قوات الاحتلال خلال مسيرات عمت مختلف أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة وسط ترقب لما ستؤول إليه الأمور اليوم وسط دعوات كثيفة لأوسع مشاركة في جمعة الغضب دفاعاً عن القدس ورفضاً لتهويد المدينة المقدسة.
ويجمع محللون إسرائيليون على أن الوضع مرشح للانفجار، ويرى بعضهم أن إسرائيل تعيش هواجس أمنية وعسكرية من شأنها خلق أزمة إقليمية قد تفجر غلياناً شعبياً في الشرق الأوسط ضد إسرائيل.
وأمر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي آيزنكوت بوضع مختلف الوحدات العسكرية في حالة استعداد لمواجهة أي طارئ. وسجل أمس بعض الدعوات لا سيما من بعض الأجنحة المحسوبة على حركة فتح للنفير العام والاشتباك المسلح مع القوات الإسرائيلية، كما أعلنت كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية، أن كل المصالح الأميركية على امتداد الأراضي الفلسطينية هدف مشروع لها.
في غضون ذلك تواصلت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالقرار الأميركي، وفي هذا الإطار قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم «إن في قرار ترامب استهزاء وإهانة لمشاعر كل الشرفاء على وجه الأرض وليس المسلمين فقط»، مؤكدا «الذهاب بكل ما نملك من قدرات لإيقاف القرار، رغم ما يتردد عن معلومات لم نتحقق منها عن توجه لتجميد القرار أو تعليقه».
مشيداًَ بموقف صاحب السمو الأمير والحكومة الكويتية الرافض قرار نقل السفارة. وكان مصدر في وزارة الخارجية أوضح أن اتخاذ واشنطن «مثل هذا القرار الأحادي يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية بشأن الوضع القانوني والإنساني والسياسي والتاريخي لمدينة القدس وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة».