طرحت صحيفة "جارديان" البريطانية، اليوم الخميس، تقريرًا بعنوان "ماذا يعني  الاعتراف المثير للجدل لامريكا بان إسرائيل هي عاصمة القدس؟ وقد جاوبت على هذا من خلال طرحها بعض النقاط، ففي خطوة أدانها معظم دول العالم، أعلن دونالد ترامب أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل فمن ناحية:
 
عملية السلام:
وضع القدس هو أحد القضايا المحورية التي قال الدبلوماسيون وصانعو السلام إنه يجب الاتفاق عليها بين أطرافها في المفاوضات، ففي عام 2014 باتت محاولات السلام الذي قام بها وزير الخارجية السابق، جون كيري، بالفشل، ولكن المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة حينها اجتمعت  على أن القدس عاصمة إسرائيل في محاولة إحياء آمال وإحياء محادثات هادفة 
الفلسطينيون:
يرى الفلسيطنيون إعلان ترامب على أنه نهاية آمالهم ومطالبهم بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، وعلى الرغم من أن قلة الفلسطينيين يريدون اتباع نهجًا عنيفًا كرد فعل، فأن الكثيرين يشعرون بأن الجهود الدبلوماسية لم تقترب منهم ولن يجدوا سوى حلول وهمية على أرض الواقع.
المنطقة:
من شأن تحرك ترامب أن يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة المتقلبة بالفعل، فقد صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أمس عقب قرار ترامب، أن "الولايات المتحدة تُغرق المنطقة والعالم في حريق لا نهاية له".
وأشارت تركيا إلى أنها ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إذا تم استكمال هذه الخطة، في الوقت ذاته التي أعربت فيه المملكة العربية السعودية أن هذه الخطوة تضر بالجهود المستمرة التي تبذلها الرياض لإحياء اتفاق السلام، في الوقت التي أدانت فيه الدول العربية التي تقع حدودها مع إسرائيل، مثل مصر، والأردن ولبنان وسوريا.
أوروبا:
تشعر معظم  دول أوروبا الغربية بانزعاج عميق من اعتراف الولايات المتحدة بالقدس، عاصمة إسرائيل، ولكن السؤال الرئيسي هو ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيتخذ إجراءات  مثل فرض حظر صارم على الواردات من مستوطنات الضفة الغربية، ورفض التعامل مع الشركات الإسرائيلية العاملة في الأراضي المُحتلة، ووضع نفسها على مختلف تمامًا من الولايات المتحدة.
المسيحيون على الأرض المقدسة :
بعث البطريرك ثيوفيلوس الثالث، البطريركية الأرثوذكية ، الذي يعتبر أكبر شخصية مسيحية على نطاق القدس،  برسالة إلى ترامب، يشاركه فيها عشرات القادة من المسيحيين، يحذرونه من "الضرر الذي لا يمكن إصلاحه"، وقالوا أن فعل ترامب يزيد من حركة الكراهية والعنف والمعاناة في القدس والأراضي المقدسة، وهذا الأمر سوف يسبب قلقًا للقادة المسيحيين لحماية المواقع المسيحية.
المدينة نفسها
شكل الفلسطينيون حوالي 37% من سكان المدينة نفسها، أي حوالي 850 ألف نسمة ويعيش العديد منهم في منازل وأحياء مكتظة بالسكان، غير قادرين على الحصول على تصاريح  البناء أو زيادة المساكن ، حتى أن ثلاثة أرباعهم يعيش تحت خطر الفقر، و25% يعيشون في أحياء تفصلها عن باقي المدينة جدار فاصل.  
 
وذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية، أن المملكة العربية السعودية أدانت القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس وسط تزايد انتقادات لهذه الخطوة،  فقد دعت حوالي 8 دول من أصل 15 دولة من الأعضاء حاليًا في مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع عاجل حول القرار الأمريكي بنهاية الأسبوع.
وفي الوقت ذاته، يقول الفلسطينيون أن القدس هي عاصمة لدولتهم، وفقًا لاتفاقات السلام الإسرائيلية الفلسطينية لعام 1993، لذا أن وضعها النهائي يُقصد به مناقشة المراحل الاخيرة من محادثات السلام، حيث أن السيادة الإسرائيلية على القدس لم يُعترف بها دوليًا، وحتى الآن حافظت جميع البلدان على سفاراتها في تل أبيب.
القدس تحتوي على مواقع مقدسة للديانات سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلام، إلا أن  ترامب حكم على موقفه بأنه في مصلحة الولايات المتحدة من أجل السعي لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويشير تقرير صحيفة "بي بي سي" إلى أنه بالرغم من التحذيرات من الاضطرابات الإقليمية على أي خطوة من هذا القبيل، فأن هذا القرار يفي بقرارات ترامب الانتخابية، في تأكيد منه "أن الاعتراف بأن القدس عاصمة إسرائيل ما هو إلا اعتراف بالواقع".
ومن ناحية أخرى، شكر الأئتلاف اليهودي الجمهوري، ترامب على قراره أمس، على أساس أن ترامب مازال يؤيد حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني القديم، والذي سيشهد إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، على حسب ما ذكرته  الصحيفة البريطانية.
وفي سياق متصل، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن هذا القرار قائلاً "القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين"، ووصف إعلان ترامب بأنه "مؤسف"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على أن تكون وسيطًا للسلام.