آثار “مركز الحرب الفكرية” التابع لوزارة الدفاع السعودية جدلا كبيرا في المملكة بعدما نشر عدة تغريدات حولا آراء فقهية تلمح إلى عدم وجود عقوبة لمن يتركون الإسلام.

وناقش المركز في نحو 20 تغريدة عدة آراء فقهية حول ما يعرف بـ”حد الردة”، وقال فيها إن “النبي محمد لم يثبت أنه قتل المرتدين”، وإن “الإرهابيين” يتوسعون في تأويل هذه المسألة.​

وأطلق سعوديون هاشتاغ #اسقاط_حد_الرده للتعليق على تغريدات المركز. وأيد بعض الناشطين فكرة إلغاء حد الردة في المملكة:


وعارض ناشطون آخرون ما ذكر على حساب “مركز الحرب الفكرية” وقالوا إنها ليست جهة شرعية لتناقش هذا الأمر.

وكالة الأنباء الرسمية في السعودية نشرت تصريحا لمسؤول لم تسمه يقول فيه إن “المزاعم التي يحاول البعض نشرها بحسن أو بسوء نية بأن المملكة العربية السعودية ستقوم بإلغاء حد الردة كاذبة وغير صحيحة جملة وتفصيلا.”

وأضاف المصدر أن “هذه المزاعم الواهية يكذبها النظام الأساسي للحكم وماجرت عليه هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها، وأكد أن النيابة العامة “شرعت في اتخاذ إجراءات” تجاه من قاموا بترويج هذه الأنباء.

وشدد على أن هذا الموضوع “محسوم وغير قابل للنقاش إطلاقا في المملكة العربية السعودية.”

وكانت السعودية قد اتخذت في أيلول/سبتمبر قرارا غير مسبوق بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وهو ما دفع خبراء إلى القول بأن الرياض بدأت تنتهج نهجا أكثر انفتاحا.

اقرأ أيضا: هل تتجه السعودية نحو العلمانية؟

وفي تشرين الأول/أكتوبر صدر قرار ملكي بإنشاء هيئة سعودية لتدقيق الأحاديث النبوية.


 
ولا تستبعد الأكاديمية السعودية نجاة السعيد أن تقوم السلطات السعودية مستقبلا بإلغاء حد الردة في ظل “التغيرات الكبيرة” التي شهدتها المملكة في “وقت قصير”.

وتقول السعيد لـ”موقع الحرة” إن المجتمع السعودي لن يتغير إلا بتغيير “التفسيرات الدينية المتطرفة”.

وترى الأكاديمية السعودية أن هدف الأمير محمد بن سلمان هو “التنمية الاقتصادية التي لن تأتي إلا بالتنوير الاجتماعي … وإزالة الانغلاق والتطرف الفكري”.

اقرأ أيضا: السعودية.. المساواة تحتاج ‘قرارا سياديا’

لكن مدير مشروع الإصلاح في العالم العربي والإسلامي في معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط منصور الحاج يعتقد أن المحاولات التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتقديم “نسخة إسلامية حديثة” هي كلها “تخبط وعشوائية”.

ويشدد الحاج على أن المجتمع السعودي يحتاج فضاء حرا يسمح للناس بحرية التعبير.

ولا يرى الباحث أي جدوى لتغريدات “مركز الحرب الفكرية” في وقت “تواصل فيه السعودية سجن أشخاص بسبب آرائهم الدينية مثل رائف بدوي”.

وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت بدوي عام 2012 بتهمة “الإساءة للإسلام”، وحكم عليه بالسجن 10 أعوام في أيار/مايو 2014.

ويتوقع الحاج أن يصدر ولي العهد محمد بن سلمان قرارا بإلغاء حد الردة، لكنه يرى ذلك “عمليات تجميلية وليست إصلاحات”.