fiogf49gjkf0d
غادة عبدالرازق فنانة من طراز خاص.. نجحت بهدوء فى التسلل إلى ذاكرة الجمهور، وتمكنت من إقناعه بأنها ذات روح جديدة ورؤية فنية مغايرة للسائر، وهى فنانة التحديات.. فهى دائما تواجَه بالهجوم.. ولكنها فى المقابل قادرة على حسم هذه العراقيل، وفى كل مرة نراها تخرج منتصرة، فى موسم دراما رمضان تقدم لنا هذا العام مسلسل «سمارة» ويؤكد المتابعون للحركة الفنية أنه سيكون أكثر الأعمال مشاهدة فى الشهر الكريم وهو امتداد لتألق النجمة غادة عبدالرازق منذ سنوات.. كان أحدثها مسلسلا «الباطنية» و«الحاجة زهرة» وبعدها توّجها الجمهور والنقاد بـ«فينوس الدراما العربية».
فى حوارنا اليوم نناقش أعمالها الجديدة فى التليفزيون والسينما.. وتتحدث عن طقوسها الرمضانية وعن أشياء أخرى..
دائماً تثير أعمالك سيلاً من الهجوم قبيل عرضها.. بل أثناء تصويرها لماذا وهل هى إحدى علامات الأعمال الجيدة؟
- لا أعرف تفسيراً واضحاً لهذه الظاهرة، وإن كانت تدهشنى جداً، ففى كل عام وقبل عرض أعمالى أفاجأ بهجوم غير منطقى، وفى كل عام يكون لهذا الهجوم شكل آخر، وطبعاً هذا العام تصاعد الهجوم وهم يحاولون المقارنة بين مسلسلى ومسلسل تحية كاريوكا الفنانة الراحلة العظيمة، وببساطة شديدة أقول لهم إن هذا شىء وهذا شىء آخر، لأن الكاتب مصطفى محرم اختار فى المسلسل الجديد زاوية أخرى تماماً لا علاقة لها بالمسلسل القديم.. وعلى أية حال هذه المقارنات لا تضايقنى ما دامت بعيدة عنى، ولكنى أندهش أنهم يناقشون أعمالاً فنية قبل عرضها لأن الكل يعرف أننى أدقق وأفحص أى عمل جديد قبل أن أقدمه، احتراماً لجمهورى ولتاريخى وحرصاً على رأى النقاد الذين يتابعوننى بكل حب وتقدير.
أعمالك قريبة جداً من البيئة الشعبية هل هناك مغزى وراء ذلك؟
- أنا أحب الأعمال الأدبية التى تعكس الواقع الشعبى، الذى يمثل أغلب سكان مصر، وسيد من كتب هذا اللون هو أستاذنا الكبير صاحب نوبل نجيب محفوظ، ومصطفى محرم يجيد كتابة هذه النوعية ببراعة وأنا أقدر تاريخه الفنى الأدبى الطويل فهو صاحب كاريزما فى الكتابة وأعماله تنجح بامتياز فى اختراق أزمات ومشاكل المجتمع المصرى، ولهذا فهى تعيش ويطلبها الجمهور دائماً.. أما عن النموذج الشعبى.. فبرغم أنه محبب وقريب لى.. إلا أننى أحب التنوع ولا أسجن نفسى فى نموذج أو نمط محدد.. فأنا أحب التجديد واختيار نصوص أتمكن من خلالها من دعم فكرة فنية أو قضية أريد أن أجسدها فى شكل مغاير للسائد، والفنان الذى يسجن نفسه فى دور واحد يكتب نهايته بيده، وكثير من الفنانين حدث لهم هذا المصير، برغم توهج موهبتهم.
واضح أنك تجدين نفسك من خلال فريق عمل ناجح تمكن من تقديمك فى أفضل صورة، وهو الكاتب مصطفى محرم والمخرج محمد النقلى؟ هل تؤمنين بنظرية فريق العمل؟
- بالتأكيد أنا سعيدة بالتعامل مع هذا الفريق المبدع وقد قدمنا مجموعة أعمال فنية ناجحة حصدت إعجاب الجماهير، وكانت محل ترقب الجميع والحمد لله أنها نالت استحسان النقاد، كما أنها تثير جدلاً دائماً، وأنا وجدت نفسى فى هذا الفريق الفنى المبهر، ولكنى أيضاً لا أنكر أن العمل مع أكثر من مؤلف ومخرج يدعم الفن، وأنا باستمرار أتعامل مع أسماء كثيرة، وأحب التجديد، وغير صحيح أننى أستسلم لفريق عمل دون غيره، لأن ذلك من شأنه تضييق الرؤية الفنية وحصار الفنان فى أسلوب أداء واحد لا يبتعد عنه، والمتابع لأعمالى يتأكد من ذلك تماماً، فقد تعاملت مع كبار المخرجين ومع شباب أيضاً وكذلك مع كتاب متنوعين من مختلف الاتجاهات ومن مختلف الأشكال وهذا أسلوب لن أتنازل عنه.
دائماً تتعرض أغلب أفلامك السينمائية لانتقادات بأنها تروج للعرى ومناقشة قضايا جريئة؟
- أنا بريئة من هذه الاتهامات فليس فى أفلامى مشاهد عرى، ولا أعرف هل هؤلاء الذين يهاجموننى لم يشاهدوا نجمات السينما فى الستينيات أو السبعينيات، كانت البارعة هند رستم، أطال الله عمرها، أستاذة قديرة فى تقديم أعمال راقية لا نزال نتعلم منها، وكانت توصف بأنها ملكة الإغراء. كانت تدرس الشخصية وتغوص فى أعماقها.. وكثير من الأفلام الاستعراضية يتطلب شيئا من الرقصات والأغانى والموسيقى، المهم أن يكون كل هذا بعيدا عن استفزاز مشاعر الجمهور أو اللعب بشهوات الشباب، وهذا والحمد لله لا أعرف عنه شيئاً، فأعمالى جميعها تتناول نماذج من الواقع بدون مبالغة ولا أكاذيب ولا ابتذال.
هل تحرصين على تقديم أعمالك الدرامية فى شهر رمضان فقط.. بعد أن أصبحت الأكثر مشاهدة فى الشهر الكريم؟
- بالتأكيد أنا حريصة على عرض أعمالى فى شهر رمضان، لأنه ببساطة أصبح أكثر الشهور احتفاء بالأعمال الفنية، والواقع أثبت أن الأعمال الرمضانية منذ السبيعنيات من القرن الماضى هى التى صمدت أمام الأعمال الأخرى، ولا تزال هى المطلوب رؤيتها حتى الآن، وهذا المفهوم يتأكد كل عام أكثر من السابق له بحيث أصبح الموسم الرمضانى موسم الرؤية الدرامية الأعمق وساحة للحوار الفنى الراقى، وكلما زاد هذا التنافس زادت جودة العمل، خاصة بعد أن دخلت فى المنافسة أعمال الدول العربية الشقيقة، والتى حولت الموسم الرمضانى إلى مهرجان للدراما الناجحة.. وأصبح العمل المميز هو الذى يتم اختياره فى شهر رمضان، وأعتقد أن هذا مكسب كبير للدراما العربية والمصرية أيضاً.
حدثينا عن طقوسك فى الشهر الكريم؟
- أنا إنسانة عادية مثل أى إنسان يسعى فى الشهر الكريم أن يعيش فى حالة تبتل وتصوف وتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.. أنا شخصياً عاشقة لشهر رمضان، وأتمنى أن تكون شهور السنة كلها رمضان، لأنه شهر العطاء والخير والتصالح والصفاء، أنا أقرأ القرآن الكريم فى أيام رمضان صباحاً، ثم أقرأ أهم التفاسير، وأستعيد بعد ذلك قراءة أعمال أدبية قريبة منى مثل عبقريات العقاد، وإسلاميات طه حسين، ود.شوقى ضيف، وخالد محمد خالد، والأعمال الفكرية لأستاذنا أنيس منصور، وفى الأوقات المتبقية، خاصة بعد الإفطار أشاهد برامج التليفزيون، خاصة أن هناك بانوراما فنية متنوعة تزداد ثراء عاماً بعد عام، بحيث تصبح وجبة دسمة للمشاهد، وهذه أهم طقوسى فى رمضان.
وهل تتابعين السينما العالمية؟
- أنا قريبة جداً من السينما العالمية، وأتابعها بعشق، لأن الأفلام العالمية فرصة للتعلم والتثقيف الفنى، لأنها تنقل لنا أهم وأحدث الاتجاهات فى العالم، وأحدث الصيحات فى استعمال التكنولوجيا فى التصوير والإخراج والإبهار الفنى وغير ذلك. فأنا أحب مشاهدة الأفلام العالمية الحديثة تباعاً، خاصة التى تثير جدلاً، ويتكون من خلالها رأى عام مثل أفلام الخيال العلمى أو الأفلام السياسية والأدبية وأنا أتابع أيضاً السينما العربية التى نضجت فى السنوات العشر الأخيرة وأصبحت منافسة قوية للأفلام الأوروبية والأمريكية، خاصة الأفلام السورية واللبنانية، والمغربية، فقد حدثت فيها طفرة كبيرة وأصبحت أفلامها تشارك فى أكبر المهرجانات العالمية بثقة، وكثير منها يحقق نجاحات فى هذه المهرجانات، وهذه الأفلام قدمت لنا نجوماً ومخرجين عالميين أصبحت لهم بصمات واضحة فى عالم السينما.
هل تتوقعين نجاح «سمارة» مثل «الباطنية» و«الحاجة زهرة»؟
- أنا أترك هذا للجمهور، فهو صاحب الحق فى إنجاح العمل، وهو الذى يختار ما يحبه بحرية تامة ودون تدخل من أحد أو دون قيود أو فرض رأى، ولكنى فى المقابل أنا متفائلة نحو «سمارة» لأننى قدمت من خلالها كل جهدى وأعصابى وأحسست أننى تعايشت مع الشخصية بكل قلبى وانفعالاتى وجوارحى، وأرى أن فريق العمل كله كان مثلى أجاد الجميع، وسيراه الجمهور بإذن الله حصرياً على قناة «C.B.C» فى الشهر الكريم، وأتمنى أن ينال إعجابه.
الجمهور أيضاً ينتظر دورك فى فيلم «ريكلام» الأخير.. وتوقع كثيرون أن يكون مثيراً للجدل نظراً لفكرته المميزة جداً على الجمهور؟
- فكرة الفيلم جديدة فعلاً وهى تدور حول مهنة فى الكافيهات باسم «ريكلام» مهمتها هى مداعبة الجمهور وجذب الزبائن للمكان.. والفيلم يتعرض لواحدة من الفتيات اسمها شادية التى أجسد شخصيتها، وهى واحدة من بين أربعة نماذج يقدمها الفيلم، وهى فتاة تعانى منذ طفولتها ظروفا اجتماعية قاسية، تجمعها صداقة قوية بفتاة اسمها «ديدى» تؤدى دورها رانيا يوسف، وإنجى خطاب تلعب دور سوزى فتاة فى أحد الكباريهات وهى من سلالة أسرة أرستقراطية فقدت ثروتها، أما الأخيرة فهى علا رامى التى تقوم بدور قوادة تستغل ظروفهن وحياتهن الاجتماعية الصعبة وتستقطبهن من أجل تسهيل الأعمال المنافية للآداب، كتب الفيلم والسيناريو والحوار مصطفى السبكى، وإخراج على رجب، وأنا أتعهد لجمهورى أن يشاهد فيه نماذج مفاجأة له، فالعمل مميز وبه الكثير من اللمحات الفنية المبهرة، التى تختلف عن أى عمل قدمته من قبل، فأنا أرى أنه لابد من أن يكون كل عمل جديد يختلف عن سابقه، حتى فى اختيار الشخصية الشعبية، فكل واحدة تختلف عن سابقاتها، فمثلاً شخصية «أشجان» فى فيلم «كلمنى شكراً» تختلف عن كل الشخصيات المماثلة فى «الباطنية» أو «الحاجة زهرة».
أيهما حقق طموحك: التليفزيون أم السينما أم المسرح؟
- المسرح لم يقدم لى كثيراً، لأنه فى أزمة منذ سنوات سواء مسرح الدولة أو مسرح القطاع الخاص، أما التليفزيون فقد حقق كثيراً من طموحاتى ومن أهدافى ومن مشروعى الفنى، وأنا أعتبره الأقرب لى، خاصة أن شعبية الرؤية التليفزيونية ضعف الرؤية السينمائية وأكثرها سرعة، ولكن السينما تنوعت من خلالها أدوارى وقدمت الأفلام الاستعراضية وأفلام الأكشن، أفلام تعالج قضايا اجتماعية خطيرة مثل الأفلام التى عالجت العشوائيات، وكل وسيلة من هذه الوسائل لها جمهورها ولا يمكن الاستغناء عنها.