fiogf49gjkf0d
أصيبت مظاهر الحياة في اليونان أمس بالشلل بعد أن أغلق سائقو سيارات الأجرة الطرق المؤدية إلي أكبر ميناء ومطار في البلاد في إطار إضراب لمدة 48 ساعة احتجاجا علي خطط الحكومة الرامية إلي تحرير هذا القطاع.
وأصيبت حركة المرور في العاصمة أثينا بالشلل أمام ميناء بيريه وفي الطريق الرئيسي المؤدي إلي مطار أثينا الدولي, بعد أن شكلت أكثر من ألفي سيارة أجرة قافلة طويلة للغاية لإغلاق الطرق.
وتخضع اليونان حاليا لضغوط من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لتحرير العشرات من المهن الخاضعة لقواعد مقيدة, مثل القيود المفروضة علي الرخصة منذ عقود أو هوامش الأرباح المثبتة, وذلك في إطار الشروط اللازمة لحصول أثينا علي حزمة إنقاذ بقيمة110 مليارات يورو.
ومن بين الفئات الأكثر تضررا من هذه الإجراءات سائقو سيارات الأجرة والشاحنات والمحامون والصيادلة.
ويشكو سائقو سيارات الأجرة من أن تخفيف القيود المفروضة علي دخول هذه المهنة سيسفر عن ارتفاع كبير في عدد السائقين, مما يزيد من الضغط علي مهنة تعاني بالفعل من أزمة اقتصادية, كما يقول السائقون إن الرخص غالية الثمن التي اضطروا لشرائها, والتي يأملون في بيعها للجيل القادم, صارت الآن بلا قيمة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه أن البنك لا يمكنه قبول السندات التي تخلفت أي دولة عن سدادها كضمان.
وانتقد في مقابلة أجرتها معه صحيفة فاينانشل تايمز دويتشلاند إدارة حكومات منطقة اليورو لأزمة الديون السيادية في التكتل, قائلا إنها بحاجة لمزيد من الانضباط.
وقال: إذا تخلفت دولة عن السداد فلن نستطيع قبول سنداتها الحكومية التي تخلفت عن سدادها كضمان عادي, وأضاف سيتعين علي الحكومات حينئذ التدخل بنفسها لتصحيح الاوضاع.. والتأكد من تقديم الضمانات التي تقبلها السلطة النقدية الأوروبية, لكنه لم يذكر الخيارات المتاحة للحكومات لضمان الحصول علي السيولة في حالة التخلف عن السداد.
وما لم تتمكن البنوك اليونانية- وهي من كبار حائزي الديون السيادية للبلاد- من استخدام السندات الحكومية كضمان في عمليات السيولة مع البنك المركزي الأوروبي فستواجه ازمة سيولة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد أشادت بجهود اليونان للمضي قدما في الإصلاحات الاقتصادية, وذلك عقب اجتماعها بوزير الخارجية اليوناني ستافروس لامبرينيديس, ورحبت بإصرار حكومة أثينا علي مواصلة الإصلاحات.
وقالت كلينتون قبل انتهاء زيارتها لليونان إن الولايات المتحدة تدعم بشدة إصرار الحكومة في أثينا علي تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وإعادة البلاد لوضعها الطبيعي.
وفي برلين, أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن أموال المودعين الألمان في البنوك الألمانية في أمان كامل رغم الأزمة الحادة التي يمر بها اليورو حاليا.
وأضافت ميركل أن اليورو جزء من الهوية الأوروبية, مبينة أن الهدف الراهن يتمثل في تقليص الديون وتحسين القدرة علي المنافسة بين المؤسسات المالية والاقتصادية الأوروبية, مشيرة إلي أن أوروبا لديها تفاوت في القدرات الاقتصادية.