أكد السفير المصري طاهر فرحات أن "العالم في أشد الحاجة إلى قيم المحبة والسلام التي جاء بها السيد المسيح، خصوصا في منطقنا"، مشيرا إلى أن "البشرية تتوق إلى قيم السلام والإخاء والتعاون حتى تستطيع تجاوز التحديات التي تواجهها".

ونقل فرحات في الكلمة التي ألقاها في قداس عيد ميلاد السيد المسيح بكنيسة مار مرقص للأقباط الأرثوذكس في منطقة حولي مساء أمس الأول، "تحيات وتهنئة الرئيس المصري حسني مبارك إلى أبنائه الأقباط في الخارج"، مشيرا إلى أن "أبناء مصر يعيشون في حب وإخاء منذ القدم"، مضيفا أن "الحب الذي يربط شعب مصر بعنصريه كان وسيظل قدوة ومثال يحتذى للبشرية عبر الزمان"، مؤكدا أن "مصر ستظل بمسيحييها ومسلميها تقدم رسالة في التناغم والمحبة والتلاحم، الذي كان السبب الرئيس في سطوع الحضارة على أرضها".

وتقدم السفير المصري بالشكر إلى "دولة الكويت حكومة وشعبا"، مؤكدا أنها "طالما فتحت ذراعيها للجميع بلا تفرقة ولا تمييز ولاسيما أبناء مصر"، مقدما شكره العميق إلى "صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، لما يبدونه من رعاية واهتمام للمواطنين المصريين". وقدم فرحات "التهنئة للشعب القبطي في الكويت على ما تحقق من إنجاز في مبنى الكنيسة القبطية في محافظة حولي" معتبرا أن "هذا المبنى يمثل منارة جديدة لكل من مصر والكويت معا"، مشيرا إلى أن "الكنيسة الجديدة ستلعب دورا قويا في توثيق ودعم الروابط الدينية والسياسية والثقافية بين البلدين والشعبين الشقيين".

ومن جهته، أكد راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الكويت، القمص بيجول الأنبا بيشوي أن "السيد المسيح طالما كان يدعونا للفرح"، مشيرا إلى أن "الإنسان عليه أن يفرح، لأن الله أعطانا أن نفرح وخلقنا وأوجدنا لكي نفرح ووضعنا في جنة عدن لكي نفرح قبل أن يطرد منها أبونا أدم"، لافتا إلى أن "الله أعطانا الأعياد كي نفرح"، مضيفا أن الإنسان يجب أن يعيش في رجاء وحب وفرح دائم ويجب ألا يتسرب اليأس إلى قلبه".

وقال القمص بيجول إن "أعظم هبة أعطيت للإنسان هي الحب"، مشيرا إلى أن "رسالة السيد المسيح على الأرض كانت الحب والسلام والفرح"، مشددا على ضرورة أن "يكون الإنسان سببا في إسعاد وفرح الآخرين من حوله"، داعيا أن "يديم الله الفرح على الكويت الحبيبة وعلى مصر الكنانة".

 ومن جانبه، شدد القنصل المصري صلاح الوسيمي على أن "ميلاد السيد المسيح يمثل عيدا لكل المصريين، مسلمين ومسيحيين"، مؤكدا أن "إيمان المسلمين لا يكتمل إلا بالإعتراف بالمسيح وأمه البتول العذراء مريم والمعجزات الكثيرة التي كان يصنعها على الأرض"، مضيفا أن "ميلاد السيد المسيح يجسد الحب والسلام والتعايش بين الشعب المصري بكافة طوائفه".

من الجدير بالذكر أن الاحتفال شهد تواجد عدد من سفراء الدول العربية والإسلامية ومن بينهم السفير الأردني جمعة العبادي والسفير الإيراني علي جنتي، إضافة إلى القائم بالأعمال السوري أنطوان عيد ورئيس مجلس العلاقات الإسلامية المسيحية السيد محمد باقر المهري.