إساءة استخدام التكنولوجيا أسوأ ما قد يواجهه الإنسان فى أيامنا الحالية، وهذا ما يتجسد بصورة حرفية فى مصر من قيام البعض باستغلال انتشار مواقع التواصل الاجتماعى لنشر الشائعات التى تسرى كالنار فى الهشيم ولا يُفيد معها النفى أو التوضيح فى حالات كثيرة، وتظل عالقة فى أذهان الكثيرين.

وتُشير الاحصائيات الصادرة عن موقع We Are Social الخاص بمراقبة وضع الإنترنت فى العالم إلى أن 48 مليون مصرى مرتبطين بالشبكة العنكبوتية، ويهتم أغلبهم بتصفح مواقع التواصل الاجتماعى بشكل يومى مما يعكس قوة ما يُكتب عليها فى التأثير على الحياة اليومية للمصريين، ومن أحدث الشائعات التى وجدت صدى واسعا على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وجود حالات مصابة جراء استخدام عطر سام معروف باسم "ريلاكس"، كما قيل أن العطر يسبب الوفاة بعد 3 أيام من استخدامه، وهذا ما نفاه خالد مجاهد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة.

لا تستخدم هذا العطر.. فيه سم قاتل

وفى موضوع عطر ريلاكس على سبيل التحديد، ستجد أن "بوست" على فيس بوك قام بإثارة جدل واسع للغاية وبدأ الجميع يتناقله دون التحقق من أى شىء، والتحدث عنه على أنه حقيقة لا تقبل الجدال أو المناقشة رغم أنه الجهات المعنية بالدولة مثل وزارة التموين لاتزال تبحث عنه فى الأسواق وتناشد كل من كتبه عنه أن يدلهم على مكان تواجده!.

فرص عمل وهمية

ومن البوستات أيضَا التى أحدثت جدلا وضرراً فى نفس الوقت خلال الفترة الأخيرة، كانت عبارة عن إعلانات وهمية لفرص عمل فى الشركة المصرية للاتصالات، مما دفع عدد من الشباب للتوجه إلى الشركة للتقديم فى تلك الوظائف الشاغرة لكنهم صدموا بأن ما قرأوه على مواقع التواصل لا أساس له من الصحة، وعلى هذا المنوال تجد الكثير ممن يعلنوا عن وظائف وهمية من أجل زيادة عدد اللايكات والشير دون الاهتمام بأن البعض يبنى آمال على ما ينشرونه على صفحاتهم.

ومن آفات "السوشيال ميديا" أنها أصبحت موطنًا للشائعات ذات الموضة القديمة مثل وفاة المشاهير وزواجهم وانفصالهم.

حالات إنسانية كاذبة

وفى الوقت الذى لا يمكن إنكار الدور الذى لعبته السوشيال ميديا فى علاج الكثير من الحالات الانسانية عبر إيصال معاناتهم للمسئولين الرسميين أو من يستطيع المساعدة من الأفراد أو منظمات المجتمع المدنى، يجب القول أن البعض حاول المتاجرة بالجانب الإنسانى والعديد من الحالات التى لا أساس لها من الصحة، بهدف "الشو" دون التحقق من أصل الموضوع.

قرارات حكومية غير حقيقية

وعلى الصعيد الرسمى، يتم أحيانًا تداول أنباء على شبكات التواصل حول صدور قرارات حكومية رغم عدم صحة هذه الأنباء، وبناءً عليه قام مجلس الوزراء بعمل نشرة أسبوعية من أجل توضيح الحقائق ونفى كافة الشائعات التى تم تناقلها على السوشيال ميديا أو وسائل الإعلام التقليدية خلال الأسبوع.