"لا يمكننا الاستغناء بأي حال عن استخدام الموبايل أو الإنترنت، لكننا سنلجأ لطرق تخفض استخدمنا لهما"، كان هذا رد أغلب من تحدث إليهم مصراوي، حول مبادرة مقاطعة شركات المحمول، بعد خفض قيمة الرصيد في كروت الشحن. وكانت شركات المحمول فاجأت المستخدمين مساء يوم الخميس الماضي، بالإعلان عن خفض رصيد كروت الشحن، لتباع بقيمتها المدونة عليها، على أن تعطي 70% فقط من قيمتها، بعد أن حملت المشتركين ضريبة القيمة المضافة وتكاليف إضافية سميت بتكاليف "التشغيل". ودعت جمعية مواطنون ضد الغلاء لمقاطعة شركات المحمول اليوم الأحد اعتراضا على خفض قيمة الرصيد الذي تعطيه كروت الشحن. "هنقضيها رنات" يقول محمد سيد، حيث أن هذه الجملة لم تعد "إفيه" سخرية، لكنه سيكون وضع قائم، سواء مع أصدقائه أو عائلته. ويضيف محمد، وهو طالب جامعي، إنه لن يجدد باقة مكالماته، فيما سيعتمد في تواصله مع أصدقائه على "الواتس آب". يقول علي أمين، وهو شاب في العشرينات، إنه يتعامل عبر تطبيقات الإنترنت "واتس آب وفيس بوك" وهما شيئان لا غنى عنهما بالنسبة له، لذا فهو لا يمكنه المقاطعة. ويضيف "هو أمر اضطراري، ربما أحاول التحكم في استخدامي إذا استطعت". "أنا مش هجدد باقة المكالمات، واللي عاوزني يكلمني" يقول محمود حمدالله ، الذي كان يدفع نحو 180 جنيها مقابل اشتراكه في باقتي مكالمات وإنترنت، وبعد الزيادة 250 جنيها. ويضيف حمدالله أنه في الأغلب لا تكفي الباقتين استهلاكه، لذا فكان يجددهما مرة ثانية خلال الشهر، وهو ما يعني أنه سيحتاج 500 جنيها في الشهر بعد الزيادة. وستتجه أسماء علي، إلى تحديد فترة تواصلها عبر السوشيال ميديا خلال فترة العمل فقط، حيث يمكنها استخدام إنترنت العمل، فيما لن تجدد باقة الإنترنت الخاصة بها. وتقول أسماء "ربما أشحن كارت للمكالمات وستكون المكالمات الطارئة فقط". وتضيف إذا احتجت لمزيد من الحديث مع صديقاتي، سيكون ذلك من باب الرفاهية وسأستخدم حينها رسائل "الواتس آب" فقط. الحلول البديلة بدأت تطرح نفسها، واحدًا تلو الآخر، تقول شريهان سيد، وهي باحثة بالجامعة، إنها تتعامل كثيرًا بالإنترنت، خاصة في مراسلات عملها، وكذلك المكالمات الهاتفية. وتضيف شريهان "ربما قللت استخدام باقة الإنترنت، أو غلقها في الأوقات التي لا احتاجها في العمل". وسيقتصر تعامل شريهان مع الهاتف فقط من أجل عملها ودراستها. ويرى هشام، أنه بسبب القرار الأخير برفع أسعار الكروت، سيظل "فيسبوك" وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، بوابته الرئيسية للحديث مع أصدقائه. يقول هشام "سأضطر للشحن من أجل باقة الإنترنت، لكني سأوفر سعر المكالمات". ويستخدم هشام باقة مكالمة بنحو 43 جنيها، لن يقدم على تجديدها مرة أخرى، وسيكتفي فقط بباقة الإنترنت التي تكلفه 35 جنيها شهريا.