تحظر السعودية قيادة المرأة للسيارات وهي القضية التي تحدث نقاشًا واسعًا داخل المملكة وخارجها وتجعلها عرضت لانتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية حول العالم. وبعدما أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الثلاثاء، أمرًا ملكيًا بإصدار رخص قيادة السيارات للمرأة، تبرز تساؤلات "لمذا كانت المملكة تمنع قيادة المرأة للسيارات ولماذا سمحت بها اليوم بقرار ملكي؟". المنع

مصادرة حق المرأة في قيادة السيارات كان أمرًا تنفرد به المملكة دون عن الدول الخليجية المجاورة والعالم وكان له أسباب تتعلق بهيمنة العادات والتقاليد والعرف المطبق في الجزيرة العربية إضافة إلى السلطات الدينية في المملكة، وفقًا للسفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق. ويؤكد هذا الحديث الدكتور معتز سلامة، مدير برنامج الخليج العربي بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، الذي أوضح أن التقاليد الاجتماعية تهيمن على المملكة منذ زمن طويل وتفرض على المرأة ضوابط معينة في طريقة حياتها والتي من بينها منعها من قيادة السيارات. وكان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ذكر - في وقت سابق - أن قرار منع المرأة من قيادة السيارة هو حماية للمجتمع من الشر، داعيا إلى عدم اعتبار هذه المسالة الهم الشاغل للمجتمع. لماذا تم السماح به؟

تتعرض المملكة لضغوط شديدة من الداخل والخارج بسبب منع المرأة من قيادة السيارت حتى أن هذا الأمر أصبح ورقة ضغط في يد المنظمات الحقوقية العالمية يتم استخدامها ضد السعودية وهو ما دفعها لإزالة الحرج الذي تتعرض له بإصدار قرار يسمح للنساء بممارسة حقهن في قيادة السيارات، بالتزامن توجهات جديدة التي تتمثل في فتح المجال العام السياسي والاجتماعي بما يتوافق مع الانفتاح الاقتصادي الذي يتبناه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وكانت الرسائل التي تخرج عن الدولة السعودية في الفترة الماضية تميل إلى تبني هذا الاتجاه، وصدور هذا القرار في الوقت الراهن هو نتاج توجهات أكثر جرأة على اقتحام قضايا اجتماعية ودينية، إضافة إلى توجه نحو مزيد من الحرية في الداخل السعودي والانفتاح على العالم. وتسعى الحكومة السعودية لجعل نفسها أكثر انسجامًا مع الأجواء العالمية، إضافة إلى تحقيق مزيد من الدعم في الداخل لولي العهد وتوجهاته الجديدة حيث سنسب الفضل في هذا القرار إليه.