قال تقرير حديث لوحدة الأبحاث التابعة لبنك أوف أميركا ميريل لينش، إن سعر صرف الدينار الكويتي اقل من قيمته الحقيقة.
 
وأضاف التقرير الخاص بعملات الأسواق الناشئة، أن الدينار الكويتي من بين عدد قليل من البلدان التي لديها سعر صرف أقل من قيمته استنادا إلى حساب الفجوة بين رصيد الحساب الجاري الفعلي والرصيد المطلوب لتحقيق الاستقرار في الأصول الأجنبية الصافية.
 
وأشار تقرير ميريل لينش إلى أن قيم العديد من عملات الأسواق الناشئة مبالغ فيها، مضيفا انه كلما ازدادت الفجوة في الحساب الجاري القائم على صافي الأصول الأجنبية بالنسبة للحساب الجاري الفعلي، كلما كان سعر الصرف أقل استدامة واستقرارا.
 
ووفقا لآخر بيانات صادرة عن بنك الكويت المركزي بلغ فائض الحساب الجاري الكويتي في الربع الأول من العام الحالي 300 مليون دينار ليسجل تراجع للمرة الأولى منذ ثلاثة أرباع وبنسبة 50%، عن مستواه في الربع الرابع 2016 والبالغ 600 مليون دينار.
 
وقد تسبب تراجع دخل الاستثمار وارتفاع التدفقات المالية من الخدمات إلى الخارج بالإضافة إلى ارتفاع تحويلات العمالة الوافدة إلى الخارج في فرض الضغوط على ميزان الحساب الجاري.
 
ولا تزال الاحتياطيات الأجنبية قوية، حيث ان قيمتها تقدر بنحو أحد عشر شهرا من الواردات، حيث تبلغ مستويات 9.5 مليارات دينار.
 
وارتفع صافي التدفقات المالية إلى الخارج تماشيا مع قوة التدفقات من محافظ الاستثمار إلى الخارج، إذ قابلها ارتفاع في التدفقات من استثمارات خارجية اخرى إلى الداخل.
ويبلغ سعر صرف الدينار الكويتي أمام الدولار الأميركي نحو 301.3 فلس ليسجل بذلك الدينار ارتفاعا منذ بداية العام بنسبة 1.55% بالغا اعلى مستوي له منذ عام، ليعكس اتجاهه الهابط بعد ان بدأ سعر صرف الدينار مقابل الدولار رحلة الهبوط المتواصل عن اعلى مستوياته حيث خسر الدينار من قيمته 10% ليسجل أدنى مستوى له في 4 يناير 2017 عند سعر صرف 3.264 دولارات لكل دينار ليعود ويرتفع منذ بداية السنة الحالية بنسبة 1.5% ويقفل عند 301.4 فلس لكل دولار في سبتمبر 2017.
 
وعلى العكس سجل الجنيه الإسترليني مستويات 409.5 فلوس أمام الدينار ليسجل الإسترليني ارتفاعا قارب 10% أمام الدينار وهو اعلى مستوياته منذ إعلان نتائج الاستفتاء على انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي مع مراهنة المتعاملين على أن بنك انجلترا سيرفع أسعار الفائدة قريبا.
 
وأمام العملة الأوروبية الموحدة اليورو تراجع الدينار منذ بداية العام بنحو 12%، ليبلغ اليورو مستوى 359.8 فلسا بالمقارنة مع 320 فلسا بنهاية العام 2016، حيث انتعش اليورو خلال الفترة الماضية مع ضعف الدولار ووصل الى أعلى مستوى في عامين ونصف العام الذي سجله الأسبوع الماضي.
 
ويذكر ان سعر صرف الدينار الكويتي حافظ على استقراره النسبي خلال عام 2016، مقابل العملات الرئيسية وذلك في إطار نظام سعر الصرف القائم على ربط سعر صرف الدينار الكويتي بسلة خاصة موزونة من عملات أهم الشركاء التجاريين والماليين للكويت.
وأوضح تقرير بنك أوف أميركا ميريل لينش أن اختبارات التحمل متعدد الأبعاد لأسواق صرف العملات، والتي تشمل الاستدامة الخارجية وتقييم أسعار صرف العملات والتمويل جاءت نتائجها إيجابية لكل من أذربيجان، ومصر، وكازاخستان، ونيجيريا، وأوكرانيا، وكانت النتائج سلبية للبحرين، والعراق، ولبنان، وسلطنة عمان، وزامبيا.
 
وتوقعت ميريل لينش خفض التصنيف للعديد من التسهيلات الائتمانية في دول مجلس التعاون الخليجي، كالبحرين، وسلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية، حيــث يتـوقـع البنــك المزيد من التخفيض لتصنيف اقتصادات هذه الدول.
 
وتملك الكويت تصنيف ائتماني قوي بين دول الخليج، حيث يبلغ التصنيف الائتماني السيادي عند المرتبة AA مع نظرة مستقبلية مستقرة بدعم من الأصول التي تديرها الهيئة العامة للاستثمار التي تكفي لتوازن المخاطر المتعلقة بانخفاض النفط وعدم تنوع الاقتصاد.