بدا أن الأزمة القطرية مع الدول العربية الأربع في طريقها إلى حل؛ بعدما أعلنت وكالة الأنباء السعودية في الدقائق الأخيرة من مساء أمس الجمعة عن اتصال أمير قطر تميم بن حمد بولي العهد السعودي واستعداده للجلوس والتفاوض بشأن المطالب الثلاثة عشر.
وقالت الوكالة السعودية، إن أمير قطر طلب مناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع، وهو مارحب به الأمير السعودي. وأضافت أنه سيتم إعلان التفاصيل لاحقًا بعد أن تنتهي المملكة العربية السعودية من التفاهم مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ومصر.
ولكن وكالة الأنباء القطرية، أضافت تفاصيل مختلفة، وأشارت إلى أن الاتصال الهاتفي بين أمير قطر وولي العهد السعودي جاء بناء على تنسيق من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت أيضًا، وفقًا لما نقله موقع قناة الجزيرة أن أمير قطر "يؤكد على حل الأزمة بالجلوس إلى طاولة الحوار لضمان وحدة مجلس التعاون".
ونقلت القناة عبر حسابها على موقع تويتر أن الطرفين اتفقا على تكليف مبعوثين لبحث الخلافات، مشيرة إلى أن الأمير تميم هو من قبل بطلب ولي العهد السعودي "بتكليف مبعوثين لبحث الخلافات".
لكن بعد دقائق قليلة خرجت وكالة الأنباء السعودية لتعلن أن ما نُشر في وكالة الأنباء القطرية هو استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق.
وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أن ما نشرته وكالة الأنباء القطرية لا يمت للحقيقة بأي صلة، وأن ما تم نشره "هو استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق، ويدل بشكل واضح أن السلطة القطرية لم تستوعب بعد أن المملكة العربية السعودية ليس لديها أي استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية للاتفاقات والحقائق وذلك بدلالة تحريف مضمون الاتصال الذي تلقاه سمو ولي العهد من أمير دولة قطر بعد دقائق من اتمامه".
وتابع أن الاتصال كان بناءً على طلب قطر وطلبها للحوار مع الدول الأربع حول المطالب، ولأن هذا الأمر يثبت أن السلطة في قطر ليست جادة في الحوار ومستمرة بسياستها السابقة المرفوضة، فإن المملكة العربية السعودية تعلن تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علني، وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به، وتؤكد المملكة أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار.
وكانت الأزمة قد وصلت الخميس إلى طريق شبه مسدود بعد شد وجذب من الطرفين عقب مؤتمر صحفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بالبيت الأبيض.
وصرح الصباح أن قطر أبدت استعدادها لمناقشة المطالب الثلاثة عشر وذكر أيضًا في حديثه أن الدوحة قبلت المطالب، وهو ما اتضح انه لم يحدث في بيان للخارجية القطرية حيث أشارت إلى أن المطالب جميعها تمس السيادة وهو أمر غير مقبول.
ثم خرجت الدول الأربع وهي السعودية والإمارات ومصر والبحرين، لتعلن في بيان مشترك أن الأزمة ليست خلافا خليجيا وإنما مع دول عدة أكدت موقفها من تدخلات قطر، وأن "بعض الدول لم تعلن موقفها لخشيتها من سوابق قطرية في دعم انقلابات".
وأضاف أن دول عديدة حول العالم لم تعلن موقفها بسبب "التغلغل القطري بداخلها". وأشار أيضًا إلى أن وضع قطر شروطًا مسبقة للحوار يؤكد عدم جديتها في وقف تمويل الإرهاب.