تمنى لو كان يملك الوعي الكامل للكتابة عن لحظة ميلاده، لكن نظرًا لعدم توفر ذلك، كان التاريخ حاضرًا ليُسجل ذلك اليوم بأحد أكبر المعارك في الحرب العالمية الثانية، الذي ولد على بعد 100 ميل فقط منها، في عام 1946.

داخل مدينة دمنهور، تسلل نور الحياة لأول مرة إلى أعين "أحمد" نجل حسن زويل، وسط شعب مدينة يتمتع بروح متألقة، وودود ومتألق، ودائمًا يرون الجانب المشرق في الأشياء حتى في اللحظات غير السعيدة من حياتهم.

رحلة طويلة قضاها "زويل" الابن، ما بين دمنهور ودسوق والإسكندرية، نظرًا لظروف الحرب التي كانت تشهدها مصر، حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952.

شهدت طفولة "زويل" الثورة التي أطاحت بالملك فاروق، كان حينها صبيًا صغيرًا، يبلغ من العُمر 6 سنوات، ولكنه كان يتذكّر جيدًا ما فعله جمال عبدالناصر.

في العاشرة من عُمره، تقريبًا في سنة 1956، تأثر الطفل الصغير بخطابات الزعيم الرحال جمال عبدالناصر، وكان متحفزًا جدًا لرؤيته هذا التأثير الكبير جعله يُفكر في كتابة خطاب بخط يده إلى رئيس الجمهورية، قال فيه: "ربنا يوفقك ويوفق مصر".

مرت الأيام ولم يتخيل الصبي الصغير أن جمال عبدالناصر سيرُد على خطابه، ولكن في 11 يناير 1956، تسلّم "زويل" ردًا على خطابه، يقول الآتي: "ولدي العزيز أحمد تحية أبوية وبعد، تلقيت رسالتك الرقيقة المُعبرة عن شعورك النبيل، فكان لها أجمل الأثر في نفسي وأدعو الله أن يحفظكم لتكونوا عدة الوطن في مستقبله الزاهر، وأوصيكم بالمثابرة على تحصيل العلم مسلحين بالأخلاق الكريمة، لتساهموا في بناء مصر الخالدة في ظلّ الحرية والمجد"، حسبما رواه زويل في كتابه "عصر العلم".

وعن أثر الخطاب في نفس "زويل"، قال: "ما زلت أحتفظ بخطاب الرئيس حتى اليوم، وأتذكر مدى الإثارة والرجفة التي سارت في بدني وهزّت مشاعري هزًا عنيفًا لدى رؤيتي لاسمي وقد خطته يد الرئيس، وكأنّه كان يتوقع مستقبلي العلمي ويحثني عليه".