على الرغم من الثورة العلمية والتكنولوجية التي نعيش في ظلالها إلا أن حلم التنقيب عن الآثار باستخدام الجن مازال يسيطر على عقول بعض البشر.
ومازال البعض مقتنعًا أنه حتى يعثر على الآثار لابد من الاستعانة بالشيوخ المغاربة المشهور عنهم استخدام السحر وتسخير الجان.
لكن تلك الواقعة المثيرة لقي فيها المشعوذ ومساعدتاه مصرعهم خنقًا أثناء تحضيرهم للجان بمنزل المتهمين بعد أن اقنعوهم بأن يتركوا لهم منزلهم بالكامل.
المتهمون حاولوا إخفاء الجثث ظنًا منهم ان العفاريت وراء مقتلهم وليس دخان البخور.
المتهمون مثلوا أمام المستشار خالد الشباسي رئيس محكمة جنايات شبرا الخيمة والذى قرر حبسهم 45 يومًا حبسًا مطلقًا بعد قبول استئناف النيابة العامة على قرار إخلاء سبيلهم لسلامة أسبابها، كما قرر إحالتهم إلى محكمة الجنايات محبوسين.
تفاصيل الواقعة ترويها السطور التالية
بداية الواقعة كانت في القناطر الخيرية وتحديدًا بأحد المساكن القديمة والقريبة من منطقة المدافن حيث كانت تسكن هناك سيدة تدعى صفاء وكان المسكن الذي تقطن به هي وافراد اسرتها مملوك لأحد الباشوات القدامى.
ومنذ أكثر من شهرين اخذت جارتها المغربية وتدعى ابتسام والدتها مصرية ووالدها مغربي الجنسية تقنعها بأن هناك كنزًا من الذهب والاثار مدفون اسفل منزلهم وانها تستطيع مساعدتها في ذلك وسوف تحضر لها شيخ مغربي يقوم بتلك المهمة مقابل مبلغ عشرين ألف جنيه وان ذلك المبلغ زهيد مقابل ما سيستخرجونه من المقبرة الموجودة اسفل المنزل .
ولان المنزل ليس ملكها وحدها فقررت أن تجتمع مع افراد اسرتها جميعًا لبحث الأمر وإخبارهم بحقيقة الكنز والمبلغ الذي سيدفعونه في البداية رفضوا مؤكدين ان كل ذلك مجرد خرافات إلا انها احضرت جارتها المغربية والتى اخذت تحكي لهم عن الكنوز التى استخرجونها من قبل وانها تعرف شيخا مغربيا عن ثقة.
وبعد حديثها عن الكنوز من ذهب وآثار وافق افراد العائلة التسعة على الفكرة وطلبوا منها أن تحضر ذلك الشيخ وبعدها طلبت منهم ابتسام أن يمهلوها بعض الوقت حتى تستطيع إحضاره من المغرب لانه لم يكن متواجدا بمصر وبعد حوالى عشرة ايام احضرت لهم الشيخ المغربي ومعه زوجته وتدعى هدى.
ودخل الشيخ المغربى المنزل وفي الحديقة اخذ يتمتم بكلمات غريبة ثم توقف فجأة وضرب بعصاه الارض ليخرج قطعتين من الذهب، وامام ذلك انبهرت الاسرة واعطوه فورا مبلغ عشرين ألف جنيه.
لكنه طلب منهم أن يغادروا جميعًا المنزل ويتركوه بمفرده مع زوجته وجارتهم ابتسام وليس على العائلة سوى احضار الطعام وتركه امام باب المنزل وبالفعل غادرت الأسرة منزلها وذهبوا إلى منزل قديم يقع في قطعة ارض زراعية.
وفي كل يوم يمر يتركون الاكل والعصائر ويعودون إلى منزلهم القديم فالشيخ حذرهم من التواجد بالمنزل وإلا سيضيع الكنز لكن بعد ايام فوجئت اسرة صفاء بأن الاكل موجود لمدة يومين على التوالى دون أن يقترب منه أحد ، لكنهم لم يشموا رائحة البخور ظنًا منهم انهم بالداخل وهذه طقوسهم، لكن في اليوم الثالث وجدوا الطعام بالخارج ايضا اخذ الشك يتسرب إلى قلوبهم وقرروا دخول المنزل ليجدوا مفاجأة كبرى في منزلهم هي ثلاث جثث في مدخل المنزل.
وهنا خاف افراد الاسرة التسعة من افتضاح امرهم، وقرروا التخلص من الجثث وحملوا الجثث داخل سيارة وألقوها بطريق الزقازيق ثم عادوا الى المنزل إلا ان القدر اراد ان ينكشف امرهم جميعا حيث رآهم احد الاشخاص وهم يلقون الجثث على الطريق وابلغ عن رقم السيارة وبدأ رجال المباحث في رحلة البحث عن الجناة حتى توصلوا لصاحب السيارة وبمواجهته اعترف بكافة اركان الجريمة وقام رجال المباحث بالقبض على العائلة بل واعترف قائد السيارة على بقية عائلته ليتم القبض عليهم جميعًا واحالتهم الى النيابة العامة وهناك وجهت لهم عدة اتهامات اخفاء جثث والشروع في القتل وممارسة الدجل والشعوذة واستخدام مواد خطرة.
وجاءت تحريات المباحث والتى كشفت عدة مفاجآت ان المجنى عليه ليس مغربيا وانه انتحل تلك الصفة لينصب عليهم وانه مجرد عاطل وأن المجني عليها ابتسام هي من زرعت الذهب في الارض حتى يكسبون ثقتهم.
كما كشف تقرير الطب الشرعي وجود جروح على اجساد المجني عليهم على هيئة رموز وطلاسم لكنها لم تسبب الوفاة لتقرر النيابة حبسهم اربعة ايام على ذمة التحقيقات إلا ان المتهمين التسعة استأنفوا على قرار النيابة واصدر بالفعل قاضي المعارضات قرارًا بإخلاء سبيلهم إلا أن النيابة استأنفت على القرار امام الجنايات والتى ألغت قرار إخلاء السبيل وعودتهم الى السجن مرة اخرى.