fiogf49gjkf0d
لم يزل ربيع الثورات العربية البطل الأساسي في قراءة الصحف الغربية للأحداث السياسية في الدول الغربية,فقد ذكرت مجلة تايم الأمريكية في تقرير موسع لها أمس أن الاحتجاجات التي يقودها الشباب في اليونان ودول أوروبية أخري ستتزايد وتتكرر في أماكن أخري.
. وأوضحت أن الشباب الأوروبي استلهم تجربة الشباب العربي في قدرته علي تغيير الأوضاع السياسية الراكدة عبر المظاهرات السلمية التي زلزلت أركان أنظمة قمعية استمرت في الحكم طويلا في كل من مصر وتونس, مشيرة إلي أن ليبيا واليمن في طريق التغيير أيضا.
وأوضح بروس كريملي في مقاله الذي جاء تحت عنوان: لماذا تعد المظاهرات اليونانية إشارة علي بدء أوروبا الربيع العربي الخاص بها؟ إن الخبراء يحذرون من أن الأنظمة الديمقراطية في أوروبا ـ برغم الفروق الهائلة بينها وبين الأنظمة الوحشية في العالم العربي ـ ستواجه ثورة الشباب الغاضب الذي صار علي قناعة بأن قادته غير قادرين علي الوفاء بتطلعات شعوبهم.
وتساءل كريملي عما إذا كان الربيع العربي قد قفز في البحر المتوسط وعبر إلي الجانب الآخر.
وفي هذا الصدد, نقلت تايم عن دومينيك رينيه السكرتير العام لمؤتمر باريس وأحد الخبراء السياسيين المختصين في الشأن الأوروبي قوله إن المظاهرات الشعبية التي يقودها الشباب في اليونان وإسبانيا توضح توتر الشباب الأوروبي الذي صار لا يستطيع الحصول علي موطيء قدم في بلاده, مشيرا إلي أن هذا الجيل الجديد من الشباب هو أكثر ميلا للنضال السياسي من أجل تحقيق مبادئ الديمقراطية والعدالة أكثر من الأجيال الأوروبية السابقة التي تمتعت بأوج التقدم الاقتصادي والعلمي والثقافي للقارة العجوز.
وقال دومينيك: الأزمة المالية التي تعيشها أوروبا, وتزامن هذه الأزمة مع ربيع الثورات العربية, جعلا الشباب الأوروبي أشبه بأتون يغلي من فرط التوتر, وأضاف أنه بطبيعة الحال, لا يمكن أن تقارن الديمقراطيات الأوروبية بالواقع السياسي العربي المتمثل في حكم الفرد, وبرغم الركود الاقتصادي الذي تعاني منه كثير من الدول الأوروبية, فإنها لاتزال تمثل مستوي من الثراء والفرص التي يحلم بها الشباب العربي, وهو ما يفسر سبب هجرة الكثيرين منهم لأوروبا.
ورأت تايم أن ما يحدث من سلوك وحشي مع المتظاهرين في سوريا وليبيا لا يمكن تصوره في اليونان أو إسبانيا أو بريطانيا, ولكن علي الرغم من اختلاف الظروف, فإن هناك شعورا قويا مشتركا بين الجماهير المحتشدة في كلا القارتين بأن الأنظمة السياسية قد فشلت.
وأضافت أن الشباب الأوروبي صار مقتنعا أن الوقت قد حان لتغيير قواعد اللعبة بعد فشل القادة المنتخبين في تغيير الوضع.
وأضاف كريملي أن أعدادا متزايدة من الشباب الأوروبي ينتابهم الشعور بأن مجتمعاتهم لم تعد توفر لهم فرصا لتحقيق الازدهار الذي كان لدي آبائهم.
وأوضح الكاتب الأمريكي أن هذا اليأس في الحصول علي وظيفة أو حتي حياة مستقلة ليس أمرا جديدا, وإنما يعود إلي ما قبل الانتفاضات العربية, ولكن انتشار ثورات الربيع العربي دفع الشباب الأوروبي لأن يحذو حذو زملائهم العرب ويخرجوا إلي الشوارع للضغط من أجل تغيير أنظمتهم التي لايمكنها استيعاب تطلعاتهم.
واختتم كريملي مقاله بالعودة للخبير الفرنسي دومينيك الذي قال إن درجة التوتر والقلق بين الشباب الأوروبي ليست موحدة في طريقة التعبير, فمستوي اليأس وانعدام الثقة في النظم الاجتماعية الراهنة يختلف اختلافا كبيرا في جميع أنحاء أوروبا, فهي أعلي في دول شرق وجنوب أوروبا عنها في الشمال التي بدأت تغير مجتمعاتها واقتصاداتها منذ سنوات, مضيفا أنه علي الرغم من هذا الفرق فإن مظاهرات الشباب اليوناني والإسباني يجب أن تكون جرس إنذار للأنظمة الديمقراطية في القارة الأوروبية بأن أوان التغيير قد بدأ, وأن ربيع الثورات العربية لن يحافظ علي أي ثوابت في قواعد اللعبة السياسية بين الحاكم والمحكوم.