fiogf49gjkf0d
بنغازي (ليبيا) (رويترز) - مع دخول الصراع شهره الخامس تهز انفجارات واطلاق رصاص بنغازي معقل المعارضة المسلحة في شرق ليبيا وتذكي مسعى للقضاء على الموالين للزعيم الليبي معمر القذافي.
ويتنامى إحباط المعارضة من أن ركضها الى طرابلس في البداية تحول الآن الى زحف وهي تنحي باللائمة على أنصار الزعيم الليبي في أعمال العنف التي تتفجر بالمدينة من وقت لآخر على الرغم من أن بعض السكان المحليين يقولون انها تتصل بعصابات إجرامية.
وقال فرج محمد حسين (61 عاما) وهو ضابط بالجيش "اذا تقدموا باعتذار فاننا سنقبلهم ونأخذ أسلحتهم ونعفو عنهم. نشجعهم على أن يتقدموا لنا سلميا" مشيرا الى ما وصفها بالجماعات الموالية.
واستطرد قائلا عن الموالين الذين أنحى عليهم باللائمة في هجمات من بينها انفجار في فندق هذا الشهر "لكن كل ما يفعلونه هو زرع القنابل وإطلاق الرصاص. يقتلون الناس في الشوارع. سنلاحقهم واذا قاوموا سنقتلهم."
وتسلط محاولات القاء اللوم على انصار القذافي الضوء على التوتر المتزايد في الشرق الذي تسيطر عليه المعارضة مع استمرار القتال في ليبيا.
كما تبرز التحدي الذي تواجهه سلطات المعارضة في السيطرة على المدينة التي تنتشر فيها الاسلحة على نطاق واسع ومع ظهور شكاوى قمعتها القبضة الحديدية للزعيم الليبي لفترة طويلة.
على السطح يبدو أن الاوضاع في بنغازي قد عادت الى طبيعتها بعد الفوضى وانعدام القانون في الايام الاولى للانتفاضة.
المتاجر والمقاهي مفتوحة والاسواق تعج بالمتسوقين والاكشاك مليئة بالمنتجات الزراعية. وتنظم الشرطة المرور.
لكن وراء واجهة الاوضاع الطبيعية يكمن شعور بالتوتر. ويحمل كثيرون السلاح الان. وتدوي الانفجارات وأصوات تبادل اطلاق النيران كل ليلة تقريبا.
وتقوم لجان شعبية بدوريات في الأحياء ويشعر المواطنون بالقلق من الجريمة او من أن يحاصروا في القتال بين المعارضين ومن يشتبهون أنهم خصوم لهم.
وتدوي الخطب التي تدعو الى اسقاط حكم القذافي في أنحاء وسط المدينة من مكبرات الصوت بالمساجد في وقت متأخر من الليل. وينبعث صوت الخطيب مشحونا بالحماس.
ويقول سكان بالمدينة ان ما يصل الى عشرة في المئة من سكان بنغازي البالغ عددهم 750 الف نسمة مازالوا يراهنون على انتصار القذافي بعد اشهر من القتال بين المعارضة التي تسيطر على الشرق وجيش القذافي الذي رسخ قدميه في غرب ليبيا.
لكن البعض يقول ان الشكاوى السابقة والتي نحيت جانبا لفترة طويلة خلال عقود من القمع بدأت تظهر على السطح بمرارة متجددة.
وقال عيسى وهو من سكان بنغازي ان شخصين قتلا قبل ثلاثة ايام في تبادل لاطلاق النار بعد أن تصاعد شجار عائلي.
وأضاف أن الخلاف دب حين حاول أقارب ضحايا قتلهم جنود القذافي بالرصاص في مذبحة عام 1996 بسجن ابو سليم تصفية حساباتهم مع من يعتقدون أن لهم صلات بحكومة القذافي.
ومضى يقول "من قتلا كانا من انصار القذافي."
وفي واقعة أخرى أصيب سائق يعمل لحساب وكالة اجنبية في تبادل لاطلاق النار وفقا لما ذكره زملاء له.
وأثارت هذه الحوادث توترا في المدينة التي خرجت عن سيطرة القذافي بعد فترة قصيرة من اندلاع الانتفاضة في منتصف فبراير شباط. وتقع على بعد نحو 150 كيلومترا شرقي خط جبهة القتال الذي يقسم ليبيا والذي ظل ثابتا لأسابيع.
وقال عوض علي (41 عاما) وهو عامل بناء كان يشتري الشمام من أحد اكبر اسواق بنغازي "انهم مختبئون. اذا عثرنا عليهم فسنمزقهم إربا" متحدثا عمن وصفهم بالموالين الذين يتربصون بالمدينة.
وأضاف في تعليقات كررها كثيرون في المدينة "من لا يريدون الاذى فلا بأس بهم. لكن من يحاولون الحاق أضرار بقضية الثورة حتى لو كان اخي فانني مستعد لقتلهم بنفسي."
غير أنه بالنسبة لكثيرين تحتل المخاوف الامنية مرتبة متأخرة عن قضايا الحياة اليومية الاكثر الحاحا. على سبيل المثال تضاعف سعر لتر الحليب في الاسبوعين الماضيين الى دينارين.
وقال علي عامل البناء "قبل الثورة كانت الحياة طبيعية. الان الحياة غير طبيعية. لا يوجد شيء طبيعي. لكن يجب أن نصبر. الوضع صعب لكنه افضل الان. أشعر بحرية في التعبير عما أفكر فيه. لم أعد أخاف."
وتقول خديجة عوض (58 عاما) وهي ربة منزل ان ارتفاع الاسعار "هو المشكلة الوحيدة في الوقت الحالي. الله اعلم ماذا سيحدث بعد ذلك. لكننا ندعم الحكومة الجديدة... انا لا أخشى أنصار القذافي. رجالنا سيتمكنون منهم."