شهدت الكويت مساء أول من أمس خسوفا كليا للقمر حيث بدأ الخسوف في تمام الساعة الثامنة والدقيقة الرابعة والعشرين بتوقيت الكويت وانتهى في الساعة الثانية من صباح أمس.

حيث تجمع العشرات من الباحثين الفلكيين والهواة لرصد هذه الظاهرة في إدارة علوم الفلك والفضاء في النادي العلمي، وقالت مديرة إدارة علوم الفلك والفضاء في النادي الباحثة الفلكية ياسمين الصبر إننا متواجدون اليوم لمشاهدة ظاهرة الخسوف الكلي للقمر، وهي من الظواهر النادرة جدا حيث سنشهد اليوم تلونا كاملا للقمر باللون الأحمر لأن الأرض تحجب ضوء الشمس عن القمر، وكذلك نشاهد تغيرات على سطح القمر بسبب اختلاف درجات الحرارة خلال الخسوف بسبب غياب أشعة الشمس عن القمر بسبب الخسوف، مشيرة الى أننا اليوم نشهد خسوفا شبه ظليلي لأن القمر يدخل في منطقة ظل الأرض ويمكن مشاهدة الخسوف بالعين المجردة.

وبينت الصبر اننا نستخدم في مشاهدة الخسوف تلسكوبا ذا 16 انشا بمميزات خاصة وهو يأتي على مستوى الخليج وموصول بالأقمار الاصطناعية لتحديد الأجرام السماوية والمواقع الأرضية لتحديد أي جرم بسهولة ورصده بشكل دقيق جدا ويستخدم ذلك في الأبحاث العلمية ليستفيد منها الهواة والمتخصصون.

وقالت الصبر ان خسوف القمر يأتي في فترات محسوبة ومعروفة ويمكن أن يحدث مرتين بالسنة حسب دورة سايروس، مشيرة الى أن خسوف القمر هذه السنة نراه كاملا في المنطقة العربية منذ بدايته إلى نهايته ولكن في شرق آسيا وغرب أفريقيا سيرون القمر اما يشرق خاسفا أو يغرب خاسفا ومن حسن حظنا في الكويت والمنطقة العربية انناسنرى هذا الخسوف بشكل كامل.

ومن ناحيته، قال الباحث الفلكي في مرصد العجيري محمد الصادق اننا نشهد اليوم ظاهرة خسوف القمر وهي من الظواهر الطبيعية نتيجة وقوع القمر بين الأرض والشمس وهي تسمى لحظة الاقتران وهي لا تحدث شهريا ولكن عند ميل القمر 5 درجات على محور الأرض تحدث هذه الظاهرة ويدخل القمر في شبه ظل الأرض ويصبح أسود تماما ولا يؤثر على العين المجردة وبين الصادق ان خسوف القمر يحدث مرتين في السنة مع 3 كسوفات للشمس ويأتي حسب الموقع الجغرافي ومن حسن حظنا في المنطقة العربية اننا سنشهد خسوفا كاملا للقمر هذه السنة.

وأشار الصادق الى أن الكويت تعتبر الدولة الأولى في الخليج تقدما بعلوم الفضاء ولديها اكبر مرصد بالمنطقة وهو مرصد د.صالح العجيري، وقد زود المرصد بأكثر من تلسكوبا متطور منها ما هو مرتبط بالأقمار الاصطناعية لتحديد المواقع. واليوم نستخدم لكسوف القمر تلسكوبا بمرآة قطرها 16 انشا، لافتا الى ان مشاهدة اليوم للخسوف لن تتأثر بالغبار لأن الغبار اليوم يعتبر غبارا مثارا ينتهي عند حلول الليل.

وتابع الصادق أنه بهذه المناسبة قمنا بعمل دورة خاصة لعلوم القمر للمهتمين بهذا الموضوع وتعليمهم ما هو القمر وما هي المناطق المشهورة من جبال وسهول وما هي مسمياتها.

ومن ناحيته قال الهاوي في علم الفلك والفضاء الحميدي العنزي انه يأتي هو وعائلته في كل عام إلى النادي العلمي لتصوير خسوف القمر، حيث قام مؤخرا بشراء تلسكوب صغير لهذه المناسبة حتى يطلع هو وأبناؤه ويقوموا بتصوير الخسوف بشكل كامل.

وطالب العنزي المسؤولين بإقامة مراصد وطنية في كل محافظة تجمع كل المهتمين بعلم الفضاء والفلك حتى يتسنى لجميع المواطنين الحضور وزيارة المرصد في كل وقت والنظر إلى الفضاء وما يحمله من عجائب وغرائب تدل على قدرة الله عز وجل.

وناشد العنزي المسؤولين في وزارة التربية وضع منهج خاص ومادة مخصصة لعلم الفلك والفضاء حتى يتعلم الطلاب ويستفيدوا من جميع المعلومات الخاصة بهذا العلم المهم والذي يدرس في جميع دول العالم المتقدمة كمنهج أساسي.

الداعية عبدالرحمن عبدالخالق أم المصلين بمسجد جابر العلي وقرأ سورة البقرة كاملة في 4 ركعات متصلة في ساعتين

الآلاف أدوا صلاة الخسوف في مساجد حددتها «الأوقاف»

العوضي: النبي صلى الله عليه وسلم حذر بعد صلاة الخسوف من كبيرة الزنا وكثير من البشر يرقصون على أنغام خسوف القمر ويغفلون عن آيات الله في الكون

في غضون ذلك أدى آلاف المصلين في مختلف مساجد البلاد صلاة الخسوف اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم حينما يخسف القمر او تكسف الشمس وهي ظواهر طبيعية كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث جاء في الحديث عن عبدالله بن عباس قال: «خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه، فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا، ثم رفع رأسه فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع رأسه فسجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك بهما فاذكروا الله».

قال ابن وهب وقال عبدالعزيز بن أبي سلمة: ونحن إذا كنا فرادى نصلي هذه الصلاة في خسوف القمر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، «فإذا رأيتم ذلك بهما فافزعوا إلى الصلاة»، وفي حديث عائشة «فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة».

وفي مسجد جابر العلي بجنوب السرة احتشد المئات من المصلين خلف الداعية الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق حيث ام المصلين وقرأ سورة البقرة كاملة في ركعات متصلة «بدأ الصلاة بالفاتحة ثم قرأ جزءا من القرآن ثم ركع ثم قام فقرأ الفاتحة فأكمل من سورة البقرة ثم سجد ثم قام فقرا الفاتحة وأكمل من البقرة ثم قام فقرأ حتى خواتيم سورة البقرة ثم سجد وتشهد وسلم «وذلك في ساعتين تامتين من العاشرة والنصف الى الثانية عشرة والنصف من مساء امس الاول.

وبعد الصلاة ألقى الداعية د.نبيل العوضي خطبة موجزة قال فيها ان البعض ربما يشهدون صلاة الخسوف للمرة الاولى وأكد ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخسوف بتلك الكيفية وربما اطال اكثر من البقرة، وروي انه رأى في تلك الصلاة الجنة والنار والمرأة التي حبست الهرة، ثم قال للصحابة «والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا».

وتابع د.العوضي قائلا «في الليالي العادية كان النبي صلى الله عليه وسلم تتفطر قدماه من الوقوف فيها، فما بالنا بصلاة الخسوف»، وتلا قوله تعالى (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا). مشيرا الى ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزلت تلك السورة قال صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة «مضى وقت النوم يا عائشة».

واشار الى ان النبي صلى الله عليه وسلم وبعد صلاة الخسوف، حذر من كبيرة عظيمة وهي كبيرة الزنا وتفشي هذا الوباء الخطير في المجتمع وقال النبي صلى الله عليه وسلم «ان الشمس والقمر آياتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك بهما فاذكروا الله.

واكد د.العوضي انه تشرع الصدقة وقت الخسوف والكسوف، ومن العبادات عتق الرقبة فمن لم يجد فعليه بالصلاة والصدقة.

وأبدى استغرابه الشديد من ان اكثر البشر يمرحون وربما يرقصون على انغام خسوف القمر ولا يذكرون قدرة الله في كونه وعجائب تلك الظواهر الكونية لقوله تعالى (وكم من آية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون).

واشار في ختام حديثه الى ان اهل الايمان كلما مر بهم شيء ذكروا الله، فاذا طلع الفجر واذا امطرت السماء واذا كسفت الشمس او خسف القمر يذكرون الله مصداقا لقوله تعالى (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).

الحماد: لم نرصد أمراً مغايراً خلال الظاهرة

في السياق نفسه تمكن مرصد المرزم الفلكي من متابعة ظاهرة الخسوف الكلي للقمر الذي شهدته البلاد يوم أمس الأول، حيث استطاع أعضاؤه تصوير جميع مراحلها منذ بداية الظاهرة وحتى نهايتها في تمام الساعة الواحدة من فجر أمس، وبذلك يكون الخسوف الأول لهذا العام 2011 قد انتهى، وذكر ذلك بحسب مدير مرصد المرزم الفلكي م.مساعد الحماد.

وأشار م.الحماد الى انه لم يتم تسجيل أي شيء غير معهود خلال هذه الظاهرة، والتي بدأت مراحله وفق الحسابات الفلكية، التي أعدت مسبقا، وقال م.الحماد انه على الرغم من انتهاء ظاهرة الخسوف الا ان فيضان البحر الذي يتزامن مع الخسوف سيستمر حتى اليوم الجمعة.

وذكر ان المرصد لم يرصد أمرا استثنائيا لهذه الظاهر فالمرصد الفلكي مجهز بأحدث الأجهزة والتي تدار عن بعد وحسب رغبة الراصد، ويحتوي المرصد على قبة أميركية الصنع وتلسكوبات يابانية العدسات مثبتة على جهاز تتبع وقاعدة أميركية تم استخدامها أثناء تصوير ومتابعة الظاهرة.

وأشار الى أن المرصد تمكن من توثيق هذه الظاهرة بالصور والفيديو، رغم ارتفاع درجات الحرارة بالنسبة للأجهزة والمعدات والذي تمكن من التغلب عليه بخفض درجة حرارة القبة الفلكية الى اقل من 25 درجة مئوية، حتى يتسنى للأجهزة والمعدات الرصد والتصوير، دون تلف يحدث لخلاياها الالكترونية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، حيث لا يسمح باستخدام التلسكوبات علميا في درجة حرارة تزيد عن 35 درجة مئوية نظرا للأعطال التي قد تتسبب بها درجة الحرارة.

الملايين في العالم تابعوا الحدث النادر

هذا وقد شوهد الخسوف الكلي للقمر مساء امس في عدد من دول المنطقة ودول العالم بدأ في توقيت متفرق واستمر ساعات. وشهدت المملكة العربية السعودية خسوفا كليا للقمر تجاوزت مدته 100 دقيقة لم يرصد مثله في سماء المملكة منذ 40 عاما بحسب تقرير بثته وكالة الأنباء السعودية. وتوقع تقرير نشر امس الاول ألا يتكرر مثل هذا الخسوف الكلي للقمر الا عام 2078 مشيرا الى ان قرص القمر اختفى كاملا عند ذروة الخسوف الكلي له في ظل الأرض. وأوضح المشرف على المركز الوطني للفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية صالح الصعب أن الخسوف الكلي الحالي للقمر يعد من الحالات نادرة الحدوث متوقعا استمراره.