انطلقت بالقاهرة صباح اليوم الإثنين، المشاورات المصرية الروسية في إطار صيغة 2+2 بين وزيري خارجية ودفاع البلدين، وعقب إنهاء المشاورات عقد مؤتمر صحفي بين سامح شكري، وزير الخارجية المصرية، مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، وتطرق الاثنان إلى عدة موضوعات تهم شأن البلدين.
تشديدات أمنية
وشهد المؤتمر الصحفي المشترك لوزير الخارجية سامح شكري، ونظيره الروسي سيرجي لافروف في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة تشديدا أمنيا غير مسبوق، وتولت عدد من الأجهزة الأمنية المختلفة تأمين قاعة المؤتمر ومنع دخول أجهزة الموبايل واللاب توب داخل القاعة، كما جهزت الأجهزة الأمنية بوابتين إلكترونيتين يلزم مرور الحضور عليها قبل دخول قاعة المؤتمر كما يوجد تفتيش ذاتي لجميع الحضور.
وسادت حالة من الاستياء من قبل وسائل الإعلام مما تطلب تدخل المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وطلب من الجهات الأمنية السماح بدخول جهاز واحد فقط لكل وسيلة إعلامية حرصًا على نجاح المؤتمر الصحفي.
اقرأ: السيسي يبحث أزمات الشرق الأوسط مع وزيري خارجية ودفاع روسيا
مكافحة الإرهاب
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف القاهرة، إلى اتخاذ إجراءات مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب بعد الهجوم الأخير على الأقباط في محافظة المنيا، وقال لافروف: "أقدم التعازي بشأن هذا الهجوم الذي أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا، ويجب أن نكافح هذا الشر بشكل مشترك".
وأكد سامح شكري وزير الخارجية، أن هناك فرصة للتعاون بين مصر وروسيا، وإن وزيري الدفاع والخارجية الروسيين التقيا عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، وركز على أن التعاون بين مصر وروسيا في مجال الإرهاب لا غنى عنه، وشدد على أن الدولتين تربطهما علاقة وطيدة، منوها إلى أن صيغة 2+2 تدل على متانة العلاقات بين الدولتين وأنها تبشر بمزيد من المصالح المشتركة بين البلدين.
وعلي الجانب الآخر، أكد سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، ضرورة وضع رؤية شاملة لمواجهة الجماعات الإرهابية، وإن بلاده متأكدة أن الجماعات الإرهابية لا تمت للإسلام بأي صلة، بالأضافة إلى تقديرها للدور المصري في مجلس الأمن لمجابهة الفكر المتطرف والإرهاب، وأعرب عن تعازيه في ضحايا العمل الإرهابي في المنيا.
اقرأ أيضا: بوتين معزيًا السيسي: «روسيا حليف لكم في محاربة الإرهاب»
الوضع السوري
وأوضح لافروف، أنه تم مناقشة الوضع في أفريقيا والشرق الأوسط ومجابهة العمليات الإرهابية، وبشأن الوضع السوري قال إنه يوجد ترحيب مصري لتحديد 4 مناطق لوقف النار في سوريا، إلى جانب أنه لم يكن هناك تنسيق مع الإدارة الأمريكية السابقة بإدارة باراك أوباما لإدراج جبهة النصرة جماعة إرهابية.
الوضع الليبي
وأشار إلى اتفاقية جنيف التي ركزت على الإصلاح الدستوري، وأحيانا يتم التباحث مع مصر في الوضع الليبي، كما أنه يتباحث مع جامعة الدول العربية لمجابهة الأزمة الليبية، وبخصوص القضية الفلسطينية أكد تقديره لدور مصر في القضية الفلسطينية بالتزامن مع حفاظ الأمن في سيناء، وركز على أن مشروع الطاقة النووية في الضبعة ما زال قائم مما يوفر فرص عمل للمصريين، بجانب بحث إنشاء منطقة تجارة حرة في مصر.
وأردف وزير الخارجية الروسي، أن الإطاحة بالزعيم العراقي معمر القذافي جاء من خارج ليبيا والجماعات الإرهابية حصلت على جنسيات أوروبية الآن، وإن دخول أمريكا إلى العراق جاء تحت مزاعم واهية ليس لها أساس من الصحة.
تابع: وزير الخارجية: الظروف مواتية لعودة السياحة الروسية
حركة الطيران الروسي
وأخيرا، أكد سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أنه في حال تنفيذ مصر للطلبات الروسية سوف تعود حركة الطيران والسياحة الروسية إليها، حيث إن بلاده لم تتقدم بأى طلبات جديدة إلى مصر بخصوص أمن المطارات، ولكن هي نفسها الطلبات السابقة المتفق عليها من البداية، وأعرب عن تقديره للجهود التي قامت بها مصر في مجال تأمين المطارات.
وفي نهاية المؤتمر الصحفي، قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن: "الجماعات الإرهابية في ليبيا خارج سلطات الشعب الليبي وتهدد الشعب الليبي نفسه، وإن مصر تدعم المؤسسات الوطنية الليبية لتحقيق استقرار ليبيا ووحدة أراضيها وعمال الوطني الليبي، وركز على أن تدريب الجماعات الإرهابية على الأراضي الليبية يهدد الأمن القومي المصري، واتضح ذلك من خلال العملية الإرهابية الأخيرة في المنيا، وشدد على أن من حق مصر الدفاع عن نفسها ومواطنيها وشعبها وأراضيها، وتم ذلك بالتنسيق مع الجيش الوطنى الليبي".