لم يعد غريبًا اليوم على المرأة أن تخوض مجالات علمية وعملية مثلها مثل الرجل في ذلك  ، لكن في الستينيات عندما التحقت بجامعة القاهرة  كلية الهندسة  بالتحديد في قسم ميكانيكا  ، كان الأمر حقًا غريبًا على المجتمع المصري ، لكنه كان مناسبًا لشخصيتها ولأحلام المجتمع المصري في ذلك الوقت الذي كان مجتمعًا يشجع المرأة علي خوض مجالات جديدة في العمل.

والحقيقة أنها شخصية كانت متفوقة في دراستها منذ البداية فقد تم تكريمها ضمن الطلبة المتفوقين أكثرمن مرة في عيد العلم حيث قابلت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عدة مرات ، من ناحية أخرى  كانت وهي  طفلة  تميل لاكتشاف كيفية عمل الألعاب وليس للاستمتاع بها فقط ، ربما هذا ما دفعها لاختيار الهندسة قسم "ميكانيكا" وكانت والدتها تتمنى لو يتغير لقب معيدة إلى عميدة وهذا ما تحقق بالفعل فقد أصبحت عميدة لكلية الهندسة بكندا وهي الأولى في الحصول على ذلك .

هي الدكتورة هدى عبد القادر الجمال أو  الدكتورة هدى المراغي وهو الاسم  الذي تعرف به في كندا أول سيدة تستطيع الوصول لمنصب عميد كلية الهندسة في كندا, كما أنها  أول سيدة تحصل علي الدكتوراة في مجال الهندسة في كندا ، أيضًا هي أول سيدة من أصل عربي تحصل على وسام الشرف من الدرجة الأولى في مقاطعة " إنتاريو بكن " .

 كما أسهمت الأبحاث العلمية التي قدمتها في تسهيل عمليات تطوير الخطوط الإنتاجية في كبرى مصانع السيارات في العالم.

وأسهمت أيضاً في إنشاء أول مركز أبحاث للإنتاج الصناعي في كندا, وهو المركز رقم إثنين في العالم من هذا النوع ،كذلك استطاعت تصميم برامج للإنتاج المرن والذكي استفادت منها شركات تصنيع السيارات في العالم.

ولفتت الدكتورة هدى المراغي  في تصريحاتها سابقًا لوسائل إعلامية أن المركز يقدم أكثر من خدمة  ، وأولويته الأساسية هي تشجيع الطلبة ودارسي الماجيستير والدكتوراه علي تقديم أبحاثهم العلمية  وهدفه الثاني العمل علي دراسة وتطوير الأبحاث التي لها علاقة بالصناعة ، لأنه بالتأكيد هناك أبحاث علمية نظرية وهناك أبحاث علمية لها تطبيقات فعلية في الواقع. وفي مركز ويندسور استطاعت تصميم نظام جديد في الإنتاج داخل المصانع ليس فقط ذكيا ويوفر في الطاقة ومواد الاستهلاك بل هو مرن بما يسمح للشركة أو للمصنع بتغيير نوعية المنتج الذي يقدمه أثناء دورة الإنتاج العادية ودون الحاجة لإيقاف العمل بهدف تطوير خط الإنتاج بما يتلاءم مع المنتج الجديد وهو ما يعتبر طفرة في نظم الإنتاج العالمية.

والجدير بالذكر أنها قد أكدت في لقاءات سابقة لها مع وسائل الإعلام أنه لا يمكن أن تجد مصريًا في الخارج ليس حريصًا علي علاقته بمصر, بل ويسعى لتقديم كل ما لديه من خبرة ومعلومات لبلده  ولهذا شاركت في مؤتمر جودة التعليم العالي قبل سنوات بالاشتراك مع جمعية نقاء جودة التعليم في مصر وبالفعل قدمت عددا من ورش العمل لتنقل خبراتها لزملائها في مصر في كيفية الحصول علي شهادات الجودة التعليمية وكيفية تحسينها واقترحت عددا من التعديلات علي البرامج التعليمية في الجامعات المصرية.

وعلاوة على ذلك هي زوجة لرجل مصري ناجح أيضًا يدعى الدكتور "وجيه المراغى" والذي نسب اسمها له  وهو من صمم القطار السريع فى كندا، كما قام بتصميم القطار ذي الطابقين أيضا فى كندا، ومؤخرا تم ترشيحه كواحد من أهم 10 أساتذة هندسة صناعية فى العالم.

و"وجيه المراغي" هو أستاذ ورئيس قسم الهندسة الصناعية والتصنيع، ومدير مركز أنظمة التصنيع الذكية فى جامعة وندسور، ومركز التميز البحثي لتصميم المنتجات، وتصميم نظم التصنيع والتشغيل، وهو أيضا عضو فى عدد من الجمعيات الهندسية، ولديه أكثر من 300 موضوع بحثى تم نشرهم فى المجلات العلمية الدولية والمؤتمرات، كما ألف أربعة كتب، ولديه 2 من براءات الاختراع.

وقد أصبح الدكتور"المراغي" أيضًا عضو فى لجنة المتطلبات الأكاديمية للمهندسين المحترفين فى أونتاريو، وقدم استشارات لشركات سيارات كبرى مثل فورد وكرايسلر، حيث إن تخصصه الدقيق الآن هو تصميم المصانع.