مشتركات ومتناقضات عديدة تجمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ففي حين يُعد الأول أكبر رؤساء الولايات المتحدة عند توليه المنصب بعمره البالغ 70 عامًا، يُعد ماكرون ثاني أصغر رؤساء فرنسا عند توليه المنصب بعمره البالغ 39 عامًا، كما لعبت المرأة دورًا رئيسيًا في حياتيهما.
وترامب هو الابن الرابع لأسرة بين خمسة أشقاء، وقد درس الاقتصاد بكلية وارتون التابعة لجامعة بنسلفانيا، أما ماكرون فهو الابن الوحيد لوالديه، ودرس الفلسفة بجامعة نانتير لا ديفونس.
ويُعد ترامب (المولود عام 1946) أكبر رؤساء الولايات المتحدة سنًا عند دخوله البيت الأبيض، حيث كان يبلغ من العمر 70 عامًا عند انتخابه، وبذلك يكون قد كسر الرقم القياسي الذي حققه الرئيس الأمريكي الأسبق الراحل رونالد ريجان، الذي كان يبلغ من العمر أيضًا 70 عامًا عند انتخابه.
أما ماكرون (المولود عام 1977) فهو أصغر رؤساء الجمهورية الفرنسية منذ الثورة الفرنسية وعبر فترات الجمهوريات الفرنسية المتعاقبة، وصولًا إلى الجمهورية الخامسة الحالية، حيث يبلغ 39 عامًا، وبحسبة بسيطة يمكن اكتشاف أن ماكرون كان يدرس بالمرحلة الابتدائية عندما كان ترامب في مثل سنه الآن.
وللنساء في حياة كل من ترامب وماكرون دور بارز، حيث تزوج ترامب ثلاث مرات، الأولى من العداءة وعارضة الأزياء التشيكية إيفانا تزيلينكوف وله منها 3 أبناء، وتزوج في المرة الثانية من الممثلة مارلا مابليس عام 1993 وانفصل عنها في 1999، قبل أن يتزوج من عارضة الأزياء سلوفينية الأصل ميلانيا كناوس (المولودة عام 1970)، وهي ثاني سيدة أولى من أصول أجنبية في تاريخ الولايات المتحدة بعد لويزا آدامز زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كوينسي آدامز.
أما ماكرون، فقد تزوج من معلمته السابقة في المرحلة الثانوية بريجيت ترونيو (المولودة عام 1953) التي كان لديها ثلاثة أبناء (أحدهم أكبر من ماكرون بعامين) عندما ارتبط بها وهو في سن 18 عامًا.
المفارقة أن رقم 24 عامل مشترك معكوس بين ترامب وماكرون، حيث يكبر ترامب زوجته ميلانيا بـ 24 عامًا، بينما يصغر ماكرون زوجته بريجيت بـ 24 عامًا أيضًا.
ويتصل بدور المرأة أيضًا في حياة ترامب وماكرون أن كليهما فاز برئاسته بعد منافسة شرسة ومعركة انتخابية حامية أثارت الكثير من التكهنات المتضاربة حول النتائج في الحالتين، وكانت المرة الأولى في الولايات المتحدة ثم فرنسا التي ترشح فيها امرأة نفسها لمقعد الرئاسة.
فقد فاز ترامب أمام مرشحة الحزب الديمقراطي الخاسرة هيلاري كلينتون، التي توقع معظم المراقبين فوزها ثم كانت مفاجأة كبيرة حين ظهرت النتائج بتقدم ترامب، أما ماكرون فقد فاز أمام مرشحة اليمين المتطرف وزعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان، في انتخابات أكد خبراء الشأن الفرنسي أنها كانت الأكثر غموضًا والأصعب في التنبؤ بنتائجها في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة.
ولئن كانت المرأة موضوع عدد من العوامل المشتركة بين ترامب وماكرون، فإن الخلفية المهنية والسياسية تُعد عامل اختلاف بينهما، حيث يتمتع ترامب بتاريخ طويل في مجال الأعمال والتجاة العقارية التي ورثها عن والده، ولم يسبق له تولي أي منصب حكومي.
أما ماكرون فهو ابن مؤسسة الحكم والإدارة، حيث عمل مفتشًا ماليًا بوزارة الاقتصاد الفرنسية بين عامي 2004 و2008، قبل أن يترك الحكومة للعمل كمصرفي استثماري ببنك روتشيلد آند سي، ليعود إلى العمل الحكومي عام 2012 نائبًا للأمين العام لرئاسة الجمهورية، ثم وزيرًا للاقتصاد بين عامي 2014 و2016.