فوجئ المصريون بتوقف خدمة "واتس آب" لنحو ساعتين ليلة الخميس، وهو العطل الذي ضرب تطبيق تبادل الرسائل الأكثر انتشارا، في معظم أنحاء العالم.
وتسبب العطل المفاجئ في حرمان ما يزيد على 1.2 مليار شخص من استخدام خدمة الواتس آب، التي عادت للعمل بعد ساعتين، وساهم في تراجع سهم شركة فيسبوك خلال جلسة اليوم الخميس.
ويقدر عدد مستخدمي واتس آب في مصر بنحو 40 مليون شخص، ليأتي كثالث أكثر التطبيقات انتشارا بعد "فيسبوك" و"فيسبوك ماسنجر"، بحسب أحد الخبراء بالجهاز القومي للاتصالات.
ورغم الاهتمام الكبير الذي أبداه المصريون على وسائل التواصل الاجتماعي، بتوقف خدمة واتس آب، فإن أصحاب الأعمال الذين يستخدمون هذا التطبيق في أعمالهم التجارية لم يثيروا نفس القلق الذي أزعج باقي المستخدمين.
فتطبيق واتس آب يستخدم حاليا في مجال الأعمال والتسويق والإعلان بمصر ولكن على نطاق ضيق، إذ أنه لا يزال ينظر إليه بشكل أساسي كوسيلة مجانية للتواصل.
ولا تتقبل ثقافة المصريين بعد استخدام الواتس آب في رسائل الدعاية والإعلان إذ يرون ذلك نوعا من اختراق خصوصيتهم، كما أن أغلبهم لا يعتبر التطبيق منصة للتسويق الإلكتروني.
وقال مصدر مسؤول في الجهاز القومي للاتصالات، لمصراوي، إن "شركة واتس آب أعلنت العام الماضي أنها ستبدأ مشاركة مزيد من البيانات مع فيسبوك، والسماح لبعض الشركات بإرسال إعلانات تجارية للمستخدمين، إلا أن ذلك لا يجعلنا نعتبر التطبيق حتى الآن واحد من منصات التسويق الإلكتروني".
وأضاف أن الشق التجاري في واتس آب، لا يزال مقتصرا حتى الآن على بعض المجموعات "الجروبات" التي تعرض المنتجات أو تعلن عنها، والتي يمكن للمستخدم بسهولة عدم متابعتها، إذا أضيف إليها.
وأشار إلى أن أحد عيوب هذا التطبيق "إمكانية إضافة أي شخص إلى المجموعات واستهداف المستخدمين بسهولة بمجرد الحصول على أرقام هواتفهم".
وانتشر استخدام واتس آب في مصر خلال الفترة الأخيرة في التواصل بين الموظفين في الشركات، وتجمعات رجال الأعمال، وبين الصحفيين والجهات التي يقومون بتغطيتها، كما أن استخدام الواتس آب امتد لمجموعات البيع والشراء.
ولكن هذه المجموعات هي طرق حديثة للتواصل لم تترسخ بشكل يجعل مستخدموها يعتمدون عليها وحدها بشكل كامل، قد يسبب أزمة في حال توقفها، خاصة أن لها بدائل أخرى يمكن استخدامها.
وارتبط توقف واتس آب مساء أمس في أذهان المصريين بتوقف خدمة الاتصالات الصوتية في واتس آب وعدد من تطبيقات التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، والتي نفت وزارة الاتصالات إغلاقها بشكل رسمي.
فيما أكدت مصادر على اعتراض شركات الاتصالات على فتحها مجانا للمستخدمين مما يؤثر علي حجم الاتصالات الدولية عبر شبكاتها، مشيرة إلى تخوفات أمنية أيضا من استخدامها.
وأضاف خليل حسن، رئيس الشعبة العامة للحاسبات باتحاد الغرف التجارية، أن "التسويق عبر واتس آب بدأ في مصر لكن لسه ضعيف.. اعتقد أن هذا الاستخدام سيزيد في المستقبل".
ومن المتوقع أن تتغير ثقافة مستخدمي الواتس آب في مصر والعالم، خلال الفترة المقبلة، حيث يرى بعض العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والتسويق، أن هذا التطبيق، سيستخدم في المرحلة المقبلة في التسوق والدعاية والإعلان.
وبدأت بعض شركات التسويق توفير خدمة الإعلانات التجارية على تطبيق واتس آب في مصر بسعر يصل إلى 80 قرشا للرسالة الترويجية، عبر إرسال صور أو فيديوهات أو تسجيلات أو خرائط أو التواصل مع العملاء.
وقال علي جمعة مدير التسويق بإحدى شركات التسويق التي تستخدم الواتس آب، في الدعاية والإعلان، لمصراوي، إن "استخدام واتس آب بمجال التسويق في تزايد مستمر.. وهناك برامج حاليا هدفها التسويق واستخراج الأرقام وفلترتها".
وأضاف أن "مجانية التطبيق والمساحة الأكبر التي يتيحها عن الرسائل النصية SMS سيزيد من الاعتماد عليه".
وأحدث واتس آب حتى الآن تغييرين كبيرين يسمحان باستخدامه في الأعمال التجارية، يتمثلان في زيادة حجم المجموعات التي يمكن التواصل معها بالرسائل في وقت واحد، وتطوير تطبيقها حتى يتسنى للمستخدمين تصفح رسائلهم من على سطح مكتب الكمبيوتر.
وقال جمعة إن هناك عدة تطبيقات بديلة للواتس آب إذا توقف في أي وقت لفترات طويلة، لكنه يظل الأكثر شعبية في مصر والدول العربية.
ويستخدم حوالي 94% من رواد وسائل التواصل الاجتماعي بمصر واتس آب، والتي تعتبر ثالث أكبر دولة مستخدمة له بعد لبنان وسوريا، وفقا لتقرير صادر عام 2015 عن قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب.