قدمت لي الحياة الكثير من المفاجآت، فأول هاتف نقال كان مفاجأة، وأول حفلة عيد ميلاد في العمل كانت مفاجأة، وكذلك ثروتي التي جمعتها من اليوتيوب جاءت كمفاجأة، مفاجأة انتشرت على الإنترنت حتى قبل أن أمسك بدولار واحد من هذه الثروة.
أنا «أحمد نوح»، أهوى السيارات، وقضيت سنوات المراهقة أكتب على الإنترنت عما أحب، حتى قادتني الكتابة إلى صحافة السيارات، فصرت صحفيًا متخصصًا بالسيارات، ومن ثم مديرًا للتحرير، وأخيرًا مديرًا لمحتوى السيارات بإحدى الشركات الكبيرة المتخصصة بالمجال، وهو ما جعلني أفكر في تقديم ما لدي من معلومات وخبرات عبر قناة يوتيوب موجهة لمصر أسميتها «أوتوفندي».
سمعت مثل الكثيرين عن أرباح اليوتيوب، والدولارات التي ستنهال عليّ من النشر على يوتيوب، ولكني بحكم العمل في مجال الصحافة والإعلام كنت أعلم أن ما يقال لا يتخطى حدود الطموح، وأن اليوتيوب عربيًا لا يقدم الدولارات على صوانٍ فضية، إلا أنني أتفهم تلك الصورة النمطية، والتي استغلها محرر «هافينغتون بوست» حينما كتب مقالاً منذ يومين بعنوان «تعرَّف على أجور أشهر Youtubers في مصر»، ليجمع قدرًا كبيرًا من الزيارات، ويخلق سبقًا صحفيًا لا أساس له من الصحة، ومن خلفه منصات مثل «الجزيرة مصر» و«مصراوي» وغيرهم نقلت عنه المعلومات والأرقام المغلوطة دون أي محاولة للتيقن من مصداقيتها.