عقد، امس الثلاثاء، بمجلس العموم البريطاني، جلسة استماع حول الإخوان في الإمارات، وسبق له أن عقد جلسة استماع مماثلة للأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان إبراهيم منير، سرد خلالها أكاذيب عديدة دون أن يتاح لأحدٍ الرد عليه، متجاهلين مجموعات من شعب ليبيا وسوريا والعراق، لسؤالهم حول الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الحكومة البريطانية ضد تلك الشعوب، وهي جرائم ترقى لجرائم الإبادة البشرية.  وتعتبر هذه الجلسات بالنسبة للجماعة ضِمن الغرف المغلقة التي تضم مجموعات من الأكاذيب، فخلال الجلسة السابقة التي عُقدت لإبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان، سرد عدة  أكاذيب تتعلق  بموقف الجماعة من العنف وممارسة الإرهاب، وكذا الموقف من المرأة والديمقراطية وغير المسلمين، دون أن يردَّ عليه أحد أو يفنِّد أكاذيبه، الأمر الذي دعا مجلس العموم لاتخاذ قراره باستمرار وجود الجماعة على الأراضي البريطانية. واستمر الغموض يسيطر على علاقة جماعة الإخوان والإنجليز منذ نشأتها وحتى الآن، البداية كانت عام 1928 بدعم بريطاني مباشر، إذ قامت شركة قناة السويس تحت الإدارة البريطانية بتمويل حسن البنا وجماعته، في خطة وضعتها الاستخبارات البريطانية لتعزيز الأصولية الإسلامية، واستمرت العلاقات المتبادلة حتى بعد أن لبست الجماعة جلباب العنف واستمر التواصل فيما بينهم، لمسلسل التكامل بين الطرفين، ففي مارس الماضي اعترف إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للإخوان، للمرة الأولى، عن طبيعة العلاقات السرية بين بريطانيا والجماعة، حيث اعترف بوجود علاقة وثيقة بينه وبين الأجهزة الأمنية البريطانية، وعلى رأسها المخابرات البريطانية.في البداية قال طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان: إن المصالح المشتركة بين التنظيم الدولي للجماعة والمسئولين الغربيين هي التي تقوم على أساسها لعبة التعاون بينهما، وأن سعى إخوان الإمارات للذهاب لمجلس العموم البريطاني يؤكد تلك العلاقة الممتدة بين الطرفين، والتي يقودها دائمًا رجال الأعمال في التنظيم الدولي، والتي يتمثل معظمها في تمويل الحملات الانتخابية للمرشحين البريطانيين في مجلس العموم وغيره من المؤسسات السياسية. وأضاف البشبيشي، في تصريح، لـ"البوابة": ليس حقيقيًّا أن بريطانيا تعجز عن الإجهاز على قوى الإسلام السياسي في الخارج؛ لأنها كانت قادرة على هتلر وحاربته، ولكن التنظيم الدولي للجماعة على هوى بريطانيا لأنه يحقق لها مصالح، متابعًا: أن دائرة الاستقطاب التي يقوم بها التنظيم دائمًا تتخذ من رجال الأعمال ممرًّا لها لإغراء المسئولين الغربيين بتقديم الخدمات، وشق الصف الوطني لأى قوة تراها تهدد امبراطوريتها، وهذا يسري على القوى الإمبريالية مثل أمريكا، ألمانيا وبريطانيا تحديدًا التي ساندت جماعة الإخوان في أوج ثورة 1919، التي كانت تجمع الحركة الوطنية، وهو ما يؤكد أن لوبي رجال الأعمال هي الورقة الرابحة لأى قوى إسلامية لاستمالة المسئولين.بينما قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إنها محاولة لإمساك العصا من المنتصف من جانب بريطانيا؛ حتى لا تدين الجماعة الإرهابية، وفى نفس الوقت تفتح لها الفرصة لاحتوائها قليلًا خوفًا من توجيه هجماتها الإرهابية لها. وأضاف: أن بريطانيا تدرك خطر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وتحاول من خلال عقد تلك الجلسات فتح مجال لحرية الرأي؛ لضمان مصالحها الاقتصادية، في إطار خطة ترويج صورة الإخوان عبر استخدام المال وشراء المؤسسات الإعلامية من قِبل التنظيم الذى يكرس الآلة الإعلامية للترويج للجماعة، ثم تخضع لهيمنتها المؤسسات السياسية والبرلمانية في بريطانيا والدول الغربية، وهو ما يؤكد أن كلا من الشقين الإعلاني والمصلحي يتحكم في علاقة كل من بريطانيا والتنظيم الدولي.الدكتور محمد عبدالغفار، الخبير في الشأن الأفريقي، قال: إن الدول الغربية تحاول تتويج جهود القوى والجماعات الإسلامية المتطرفة لوصفها بالنضال وتخصيص جلسات استماع إليها، في الوقت الذى يتم تجاهل جلسات الاستماع للدول التي تدور بها حروب طاحنة جراء تلك الجماعات، ضاربا المثل بكلا من ليبيا وسوريا والعراق.  وأشار عبدالغفار إلى أن كلا من بريطانيا وألمانيا وأمريكا كانت تتعامل مع الميليشيات الإجرامية الإرهابية بحجة تداول السلطة لخدمة مخططاتها الاستعمارية، مؤكدًا أن تخصيص جلسات استماع للإخوان وغيرها من التنظيمات يمثل خرقًا للقانون الدولى لتسبُّب تلك القوى فى تدمير المجتمعات التى نشأت بها.