قال المبعوث الرئاسي الامريكي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة ما يسمى «داعش» بريت ماكغورك اليوم الاثنين، ان لدولة الكويت دورا مهما ومحوريا في محاربة هذا التنظيم الإرهابي.
واوضح ماكغورك الذي يزور دولة الكويت حاليا “ان الهدف من زيارتي هو تقديم الشكر لدولة الكويت لكل ما تقوم به ومستمرة بالقيام به للولايات المتحدة لا سيما في هذه الحملة الصعبة ضد ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)”.
واضاف “لقد ساعدت في تنظيم هذا التحالف الدولي الا اننا لا نستطيع القيام بأي شيء ضد تنظيم (داعش) من دون دولة الكويت”.
واعرب عن امله في استمرار الشراكة العسكرية القوية بين بلاده ودولة الكويت “لان دولة الكويت صوت مهم للاعتدال بالمنطقة وهي ترأس مع تركيا وهولندا مجموعة العمل المنضوية تحت التحالف الدولي التي تحمل اسم مجموعة المحارب الأجنبي”.
وذكر ماكغورك ان هذه الدول تقوم مع الولايات المتحدة بمقارنة وتقييم المعلومات “لتحديد كيفية مواجهة وملاحقة العدو بافضل الوسائل”.
واوضح انه بدأ زيارته لدولة الكويت بالاجتماع مع مسؤولين في جمعية الهلال الاحمر الكويتي “من اجل رؤية الجانب الاخر من المعركة لانها حملة عسكرية لتحرير الناس من قبضة تنظيم (داعش) ولذلك يجب ان نتأكد انه بعد حقبة (داعش) سيستطيع هؤلاء الناس العودة الى حياتهم الاعتيادية بمساعدة المنظمات الانسانية والاغاثية”.
وأشار الى انه منذ تشكيل هذا التحالف في نهاية عام 2014 “تمكننا من تحرير مساحات واسعة من الارضي من ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ولكن الاهم من الاراضي استطعنا تحرير 5ر2 مليون شخص كانوا يعيشون تحت رحمة هؤلاء الارهابيين”.
واضاف “في العراق ساعدنا 6ر1 مليون نازح على العودة الى منازلهم بفضل الحملة متعددة الاوجه التي وضعناها وايضا بفضل العمل الرائع والجبار التي قامت به دولة الكويت لا سيما في المجال الانساني وعلى صعيد الاستقرار ايضا ولهذا اشعر بالسعادة البالغة لأنني بدأت زيارتي بالالتقاء مع مسؤولين في جمعية الهلال الاحمر الكويتي”.
واعرب ماكغورك عن تطلعه لان يجتمع خلال زيارته للكويت التي تستمر يومين بالمسؤولين الكويتيين “لتعزيز الحملة المناهضة لتنظيم (داعش) وجعلها افضل”.
وعند سؤاله عن الوقت الذي ستستغرقه عملية تحرير مدينة الموصل العراقية علق قائلا “من الصعب وضع جدول زمني لهذه العملية لان الموصل مدينة ذات كثافة سكانية عالية والهدف من هذه العملية تحرير المواطنين العراقيين من (داعش)”.
وذكر ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي اجتمع به في العاصمة العراقية بغداد الجمعة الماضية “أخبرني انهم يشعرون بالثقة الكبيرة بان القوات العراقية ستتمكن قريبا من تحرير بقية الضواحي والمناطق في غرب الموصل من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)”.
واضاف “من جديد يجب علينا ان نقول ان تكتيكات (داعش) تستند بكل ما يعني الكلمة على استخدام المدنيين في الموصل دروعا بشرية فقد وضعوا على اعلى المنازل قناصة عندما يعلمون ان داخلها اسر ومدنيين ولهذا من الصعب جدا وضع وقت لهذه العملية”.
واعرب عن شعور التحالف الدولي بالفخر لتدريب قوات الامن العراقية ومستوى الكفاءة التي اظهرتها خلال العمليات القتالية.
واكد تحرير المناطق في شرق مدينة الموصل بالكامل من ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية “حيث تقدر الامم المتحدة ان ربع مليون طفل وطفلة عادوا الى مدارسهم .. هؤلاء الاولاد والبنات كانوا يعيشون تحت رحمة ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) قبل ستة شهور فقط”.
وحول الاسلحة الكيماوية في سوريا قال ان بلاده ليس لديها أدنى شك بان النظام السوري شن هجوما باستخدام غاز السارين ضد بلدة (خان شيخون).
واضاف ماكغورك ان هذا الهجوم الكيماوي اجبر الرئيس الامريكي دونالد ترامب على العمل بسرعة ومهاجمة مدرج مطار الشعيرات الذي انطلق منه الهجوم على (خان شيخون).
واوضح المسؤول الامريكي بالرغم من هذا الهجوم قام وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون بزيارة مهمة لروسيا حيث اجتمع مع المسؤولين الروس “في وقت نتواصل مع الجميع في المنطقة من اجل الوصول الى حل سياسي للنزاع في سوريا وهذا سيحدث عندما يكون لدينا اتفاق لوقف لاطلاق النار ونقوم بتعزيزه”.
واضاف “شيء واحد قام وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون بتذكيره للروس في موسكو بأنهم اعلنوا انفسهم ضامنين لوقف اطلاق النار وهذا ما تم التفاوض عليه بالعاصمة الكازاخية استانا والجانب الروس ضمن ان النظام السوري سيلتزم بوقف اطلاق النار الا اننا نرى اليوم ان وقف اطلاق النار هش”.
وقال ان الجانب الروسي لديه الان خيار حقيقي في كيفية المضي قدما في هذا الامر “واذا كان يريد مساعدتنا لحل هذا النزاع والوصول الى الاتفاق السياسي الذي يدرك الجميع اننا نحتاجه”.
واكد ان الاولوية الاولى والقصوى للولايات المتحدة هي هزيمة ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) “الذي يعتبر تهديدا للولايات المتحدة والمنطقة”.
واوضح “اولا يجب علينا ازاحة (داعش) من سوريا ولقد صعدنا من عملياتنا لتحقيق ذلك ويجب علينا ايضا تخفيف حدة النزاع السوري للمساعدة في الوصول الى وقف لاطلاق النار يمكنه الصمود وايضا العمل من خلال محادثات جنيف من اجل تعزيز الجهود السياسية .. وهذا يمكن ان يحدث من خلال قرار مجلس الامن الدولي رقم 2254”.
وحول الموقف من ايران قال “ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تلعب دورا في النزاعات بالمنطقة ولدى الجانب الايراني خيار هنا وهو ان يكون جزءا من الحل السياسي”.
وذكر ان محطته التالية في هذه الجولة هي المملكة العربية السعودية وبعدها النرويج.
يذكر ان الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما قد عين ماكغورك في اكتوبر 2015 مبعوثا رئاسيا لمحاربة ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).