"انا اللى بالأمر المحال اغتوى، شفت القمر نطيت لفوق فى الهوا، طولته مطلتوش ايه انا يهمنى، مادام بالنشوة قلبى ارتوى"، "حلوين من يومنا والله وقلوبنا كويسة"، و"أحلى ما فى الفرحة بتنسى الكبير سنه وأحلى ما فى الحزن كل الحكمة تيجى منه"..كلمات لا يمكن أن تمر على مسامعنا دون أن نتذكر أصحابها، وكأن القدر ربطهم بالإحساس وحب الناس لهم قبل أن يربطهم الموت ويجمعهم فى نفس اليوم.

يبدو أن 21 أبريل قرر منذ فترة طويلة أن يكون ذكرى حزينة فى وقلب الوسط الفنى المصرى، فصادف أن يكون ربيع مصر مع خريف القوة الناعمة المصرية، إذ بدأ الأمر عام 1986 حينما بدأ الأمر مع رحيل الشاعر المصرى صلاح جاهين الذى وافته المنية بعد صراع طويل مع مجموعة من الأمراض أبرزها الاكتئتاب الذى أدى إلى تداول الإشاعات عن موته بسبب الانتحار فى 21 لتكون أول دمعة فنية فى هذا اليوم، مرت الأيام سريعًا لتسقط الدمعة الثانية فى اليوم ذاته عام 1997 على رحيل سيد مكاوى ملحن الشعب الذى عاش قلبًا وقالبًا ملتحمًا بالفلاح والفقراء ليكون صوتهم وذكر البعض أن فى يوم يوفاته كان يتذكر يوم وفاة جاهين قبل أن يتوفاه الله بساعات قليلة، تدخل الألفية الجديدة ويظل هذا اليوم مرتبطًا برحيل العلامتين الفنيتين، حتى جاء عام 2015 ليلحق بهم الخال عبد الرحمن الأبنودى فى اليوم ذاته بعد صراع طويل مع المرض استمر معه لسنوات عديدة، وكأن هذا اليوم دفتر عزاء رفض أن يغادر الوسط الفنى.

وبالرغم من رحيل ثلاثة من عمالقة القوة الناعمة المصرية فى نفس اليوم، إلا أن أعمالهم رفضت أن ترحل عنا وبقيت كما هى راسخة فى العقول والقلوب، فمن الصعب أن تجد مناسبة تمر دون ذكر إحدى رباعيات جاهين، أو لحن لسيد مكاوى، أو بيت من قصيدة للخال، وكأن الأجسام فقط هى من رحلت عنا فى يوم اهتز له الفن المصرى على مر السنوات.