من المعروف في الوقت الحالي، أن طالبي العلم أو أصحاب الاستفسارات في المسائل الدينية يذهبون إلى العلماء والمشايخ، للإجابة عن أسئلتهم وما يغيب عنهم من علوم الدين، إلا أن هناك بعض من الشباب الواعظين بمحافظة الإسكندرية، قلبوا الآية أمس الخميس، في مشهد غاب عن حياتنا على الرغم من شدة احتياجنا له.
مجموعة من شباب الواعظين، قاموا أمس الخميس، بعقد ندوة دينية داخل أحد المقاهي، في منطقة العجمي التابعة لمحافظة الإسكندرية، ألقوا كلمة في البداية، ثم استمعوا إلى أسئلة واستفسارات الحاضرين.
وبسؤال «اليوم الجديد» ليوسف رجب، أحد واعظي مجمع البحوث الإسلامية بمنطقة العجمي، عن فكرة الندوة، قال إن هذا جاء بناءً على توجيهات من شيخ الأزهر، بالخروج من المساجد، والدعوة خارجها في المقاهي أو ما شابه، إلا أنه غير إلزامي.
ويحكي «يوسف» لـ«اليوم الجديد» ما حدث، فيقول «نحن مجموعة من الوعاظ، ذهبنا إلى مجموعة المقاهى بالزي الأزهري، وطلبنا منهم إلقاء كلمة داخلها، فمنهم من رفض خوفًا من الأمنيات، ومنهم من وافق».
ويضيف الواعظ، أنه في حالة موافقة صاحب المقهى، «نأخذ كرسيين في وسط القهوة ونجلس، ثم بعد ذلك يقوم واحد منا بإلقاء كلمة قصيرة، ثم نطلب من الناس أن يعرضوا أسئلتهم ونجيب عليها».
ويتابع «يوسف رجب» أن الفكرة لاقت ترحيبًا كبيرًا، مؤكدًا «لا نحاول أن نصطدم مع الناس، ونتحدث في الأمور بكلام سهل ولين»، وأشار الواعظ إلى أن هذه الفكرة يقوم بها العديد من أئمة الأزهر في جميع محافظات الجمهورية»، وبسؤاله عن ما إذا كان هناك وقت محدد لمثل هذه الندوات، قال «نجتمع بعد صلاة العشاء في أي يوم ونذهب لإلقاء الندوات».
تأتي هذه المبادرة في الوقت الذي اقتصر فيه دور علماء الدين على صعود المنبر يوم الجمعة، وإلقاء الخطبة، وعدم التقارب مع مشاكل وقضايا الناس في المجتمع، حتى أصبحت هناك فجوة كبيرة بين العلماء والمجتمع، فتجد الدين عبارة عن «جلسة خفيفة وقت خطبة الجمعة» والبعض لا يحضرها، إلا أن مثل هذه المبادرات تساعد في التسهيل على الناس في السؤال عما يختلف عليهم أو فيما يغمض عليهم فهمه، كما أن تحبب الناس في دراسة علوم الدين.
كما أن هذه المبادرة جاءت في الوقت الذي مر فيه أكثر من عامين، على مطالبة الرئيس السيسي بتجديد الخطاب الديني، الذي لم يُنجز فيه شئ إلا الآن، على الرغم إعلان أجهزة الدولة الكبرى كالجامع الأزهر ووزارة الأوقاف عملهم عليها، ومثل هذه الندوات هي البداية التي لابد أن ينطلق تجديد الخطاب الديني منها.