تشهد تركيا في الـ16 من إبريل المقبل استفتاء التعديلات الدستورية على تحويل الدولة من النظام البرلماني إلى الرئاسي، ويحاول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان تنفيذ خطته لتحقيق أكبر صلاحيات له ليستمر أطول فترة ممكنة في الحكم، ويحاول مقربوه سواء بالترغيب أو بالترهيب حسم تلك المسألة.
الفوضى الكبرى
كتب إلنور تشفيك كبير مستشاري أردوغان على صفحته على تويتر رسالة هدد فيها الأتراك الذي ينوون التصويت بلا في الاستفتاء المقرر في الشهر المقبل، وبات التصويت بلا يضع صاحبه في خانة الإرهابيين.
واعتبر تشفيك من يصوت بلا في الاستفتاء يهدد أمن البلاد وسيتسبب في فوضى عارمة داخل تركيا، خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يونيو الماضي، وفي ذلك كتب يقول “أقول لمن سيصوتون بـ"لا": "في حال رفضكم هذه التعديلات الدستورية فإن البلاد ستشهد فوضى عارمة بحيث ستتمنون عودة حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي شهدتها البلاد في أعقاب انتخابات يونيو 2015"، بحسب ما ترجمته صحيفة "زمان" التركية المعارضة.
تهديدات مستمرة
لم يكن تهديد تشفيك الأول من نوعه، إذ هدد العضو البارز في العدالة والتنمية في مدينة سينوب، النائب موسى يلدريم، باستخدام السلاح ضدهم.
ويحاول مؤيدو أردوغان الحشد الكبير لهذا اليوم داخليا وخارجيا، ففي ألمانيا سعت تركيا مؤخرا لتنظيم تجمعين كبيرين لحشد تأييد كبير لصالح التصويت بنعم، لكن الحكومة الألمانية أحبطت هذا التجمع، ما دفع الجانبين الألماني والتركي للدخول في تراشق استمر لأيام.
وعلق أردوغان على ذلك بقوله: "إن منع ألمانيا للتجمعات التركية المؤيدة للتعديلات الدستورية في تركيا، لا يختلف عن "الممارسات النازية" وفق ما نقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية، عن كلمة لأردوغان في اجتماع انتخابي الأحد الماضي.
وتابع الرئيس التركي مخاطبا الألمان إن "ممارساتكم لا تختلف عن تلك التي ارتكبها النازيون، اعتقدت أن ألمانيا تخلت منذ فترة طويلة عن هذه الممارسات، لكن كنت على خطأ".
أردوغان: أنا أو الفوضى
يبدو أن اللعب بمصطلح الفوضى من قبل مستشار أردوغان كان إلهاما من قائده الرئيس، فالطيب أردوغان نفسه استخدم كلمة الفوضى مرتين في استحقاقين انتخابيين بحسب صحيفة "زمان"، وقال نصا: "إمَّا الاستقرار أو الفوضى"، وبالفعل حدثت فوضى كبيرة داخل تركيا بعد التراشق بين السلطة بقيادة أردوغان ومسلحي حزب العمال الكردستاني.