على بوابة المقهى تقف عاملة بكامل أناقتها وإغرائها، تجذب ضحاياه، بابتسامة ذات مغزى وعيون تدعو بذبولها للخوض في ما وراء تلك الدعوة، التي ظاهرها دعوات لتناول رأس شيشة، وباطنها في الدمار.

عملية الترويج تبدأ بحرفية أكثر وحرص أكبر، «يبي ولعة يا حلو» عبارة جديدة راجت في بعض المقاهي، وكانت سبباً لاكتشاف أسرار، وحركات يراد بها باطل بحق هؤلاء الشباب. فالأمر يبدو للوهلة الأولى أن الولعة المقصودة هي وضع الفحم المشتعل على رأس الشيشة، ولكن الحقيقة تتكشف بعد دقائق من جلوس الزبون فيدرك المقصود!

هذا السلاح الجديد اتخذته بعض العاملات في المقاهي لاستدراج الشباب المراهق لكنفها، فهن بالطبع أعددن العدة من «ميك أب» فاخر، وملابس فاحشة، ودلع وغنج وابتسامات عريضة، لتوقع الشباب في مستنقع الرذيلة. ولكن عيون البلدية رصدت تلك الحركات وكانت لها بالمرصاد.

«الراي» رافقت فريق طوارئ بلدية حولي في ثاني حملة له على المقاهي التي اتخذت من الأدوار العلوية داخل المجمعات مقرا لها، للابتعاد عن العيون والشبهات، ورصدت برفقة الفريق جملة من التجاوزات «القانونية»، وغيرها من المخالفات التي لا تعد، وقال رئيس الفريق رياض الربيع، ان هذه الحملة تعتبر استكمالاً للجولة السابقة التي قام بها الفريق على المقاهي، واستكمالاً للخطة التي وضعها الفريق لرصد كافة التجاوزات والمخالفات في المحافظة.

وأضاف الربيع أن «حملة التفتيش شملت معظم المقاهي في الأدوار العلوية من المجمعات والتي لا تحمل أي علامات استدلالية أو إعلان تجاري»، مجدداً تحذيره لأصحاب المقاهي من عدم وضع الإعلانات التجارية الخاصة بهم، لاسيما وأن من يخالف اللائحة سيعرض نفسه للمساءلة القانونية وسيتخذ الإجراء المناسب بحقه.

وبين أن كمية المخالفات التي تم رصدها في المقاهي خلال الجولة كبيرة، حيث تم التعامل معها وتحرير إنذارات فورية لإزالة التجاوزات من استغلال مساحة خارجية، أو وضع أبواب (كبائن)، كما تم تحرير عدة محاضر أخرى تتعلق بعدم حمل أي شهادة صحية، وغيرها يتعلق بالنظافة العامة، لافتاً إلى أن الفريق قام بضبط مقهى يقوم باستخدام مواد مركزة منتهية الصلاحية وتم سحب كافة البضاعة من المقهى.

وأكد أن دور الفريق بمفرده يقتصر فقط على المخالفات والتجاوزات وذلك وفق القانون، إلا أن هناك تعاونا مع اللجنة المشتركة حيث يتم تزويدهم بالبيانات والمعلومات لرصد كافة المقاهي المخالفة، موضحاً أن الفريق بالتعاون مع وزارة التجارة والقوى العاملة ووزارة الداخلية يعاودون الكشف على تلك المقاهي، وبالتالي فإن الحملة تكون أوسع وأشمل، وهي بالنسبة للقائمين على إدارة المقاهي تعتبر «مرعبة» باعتبار أن كمية المخالفات التي تحرر قد تؤثر عليهم بشكل كبير.

ونوه بأن البلدية لا علاقة لها بالمظهر العام للعامل أو العاملة، ولكن تنظر في الشق الخاص بالشهادات الصحية، وهذا لا يمنع تزويد اللجنة سالفة الذكر بالتفاصيل، مؤكداً أن ما يحدث من مظاهر في المقاهي، واختلاط، وخدمة العاملات للزبائن من الرجال أمر يحتاج إلى وقفة جادة، متوعداً بحملة جديدة بالتعاون مع وزارة الداخلية.

ولفت الربيع إلى أن «الفريق حرص خلال جولته على التأكد من عدم تقديم الشيشة لصغار السن دون السن القانونية تماشياً مع قوانين وزارة الداخلية الأخيرة»، مشيراً إلى أن القانون سيتم تطبيقه على الجميع دون أي استثناء، ومن يخالف القانون فعليه أن يتحمل تبعاته.

مظاهر رصدتها الحملة



غرفة وطاولة دائرية



عند دخول فريق الطوارئ أحد المقاهي تفاجأ المفتشون بوجود غرفة جانبية موصدة بإحكام، كانت تحتوي على طاولة دائرية وضعت في وسط الغرفة.

وعند سؤال العاملين في المقهى أكدوا أنهم لا يعلمون عنها شيئا، والبعض الاخر منهم قال إنها غرفة تستخدم كمخزن!

مشروبات غير صالحة



بعد تحرير المفتشين مخالفة بحق أحد المقاهي، لفت انتباه رئيس فريق الطوارئ رياض الربيع جملة من عبوات العصائر المرصوصة على الأرفف العلوية، وعند فحصها والتأكد من صلاحيتها تبين أنها منتهية ويتم بيعها للزبائن.

مسؤول المقهى سارع بالقسم والحلف إنها فقط للعرض وليست للبيع، وما بداخلها مجرد مياه معبأة، إلا أن المفتشين قاموا بفتح العبوات وتبين أنها مليئة بمادة النكهات التي تضاف لبعض المشروبات.

«الالكترونية» ممنوعة



انتشرت على جدران المقاهي داخلها وخارجها عبارات تنبيه وتنويه تشير إلى عدم السماح لأي شخص أن يستخدم الشيشة الالكترونية أثناء جلوسه في المقهى. بعض الزبائن توجهوا إلى مفتشي البلدية بالسؤال عن أحقية تلك المقاهي بمنع «الالكترونية»، وكان الرد «حتى الشيشة ممنوعة».

مكياج... «أوفر»



لفت انتباه رئيس فريق طوارئ حولي رياض الربيع التبرج بالمكياج «الأوفر» الذي تضعه العاملات في المقاهي، حيث اعتبرها ظاهرة جديدة لها معان أخرى وتفسيرات وتأويلات خطيرة على فئة الشباب.

توصيل للمنازل



بعض المقاهي، عملت على تجاوز ضعف الإقبال عليها فوضعت ملصقات ووزعت إعلانات تجارية لها على المحال المجاورة لها، تبين فيها أنها على استعداد لتوصيل الشيشة والولعة خارج المقهى.

«الراي» استفسرت عن الأمر وتأكدت من وجود بعض المقاهي تقوم بإيصال الشيشة إلى المنازل والبيوت بسعر 5 دنانير، إضافة لـ5 دنانير أخرى كتأمين.

أسعار المشروبات مرتفعة



أين وزارة التجارة من مراقبة أسعار المشروبات في المقاهي؟ أول احتجاج أبداه أحد مرتادي المقاهي أمام رجال البلدية، مبينا أن أسعار المشروبات تباع بثلاثة أضعاف سعرها الأصلي، كما أن بعض المقاهي قامت ببيع السجائر بأسعار مختلفة عن المعتاد.

انزعاج رواد المجمعات



مع منح بلدية الكويت الموافقات الخاصة بإصدار التراخيص التجارية لإقامة المقاهي داخل المجمعات التجارية، أصبح حال أغلب تلك المجمعات شبيهاً بالأسواق الشعبية مع انتشار الطاولات والكراسي في الممرات، هذا الأمر أدى إلى انزعاج رواد المجمعات خاصة الأهالي لاسيما أن المقاهي تضم الشباب وبعض العمالة المتفرغة. بعض الأهالي طالبوا البلدية بمنع تداول الشيشة في المجمعات واقتصارها على المشروبات فقط، لاسيما أن هيئة البيئة وضعت قانونا ينص على منع التدخين في المجمعات والأماكن المغلقة.