واجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضغوطا كبيرة، ومطالبات باستبعاد "مايكل فلين"، مستشاره لشؤون الأمن القومى، من تشكيلة إدارته الجديدة، بعد غموض خيم على مكالمات أجراها "فلين" مع السفير الروسى بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أدرى فى نهاية المطاف لاستقالة مستشار الأمن القومى، أمس الاثنين، وبعد أقل من شهر على دخول الإدارة الجديدة للبيت الأبيض.

وقالت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية، بحسب مصادر وصفتها بأنها "على علم بالوضع داخل البيت الأبيض"، إن الإدارة الأمريكية تبحث حاليًا عن بدائل لشغل منصب مستشار الأمن القومى الأمريكى، مشيرة إلى وجود عدد من المنافسين.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن عاملين سابقين وحاليين بمجلس الأمن القومى الأمريكى – رفضوا ذكر أسمائهم - أن من بين كبار المتنافسين، الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس.

 

 

ديفيد بترايوس

 

 

قاد بترايوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، القوات الأمريكية فى العراق وأفغانستان، وما زال يتمتع باحترام واسع فى الدوائر الأمنية ودوائر المخابرات، ومن المقرر أن يجتمع مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالبيت الأبيض خلال الأسبوع الجارى، وفقًا للمصادر نفسها.

ووصفت صحيفة "تليجراف" البريطانية، ديفيد بترايوس بأنه الخيار الأكثر جرأة، قائلة إنه أُزيح من منصبه فى وكالة الاستخبارات عام 2012، بعد كشفه معلومات عن كاتبة سيرته الذاتية "بولا برودويل" التى أصبح عشيقته فيما بعد، وبحسب الصحيفة البريطانية فإن "ترامب" تحدث بتعاطف عن أزمة "بترايوس"، الذى كان يُنظر فى ترشيحه كوزير خارجية أو وزير دفاع، قبل أن يحسم "ترامب" قراراته بشأن المنصبين.

 

 

روبرت هارورد

 

 

 

على الصعيد نفسه، يجرى النظر فى ترشيح نائب أدميرال البحرية الأمريكية "روبرت هارورد"، وهو نائب سابق لوزير الدفاع جيمس ماتيس، لتولى المنصب، وخدم "هارورد" بمجلس الأمن القومى خلال حكم الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش "بوش الابن"، كما تولى المركز الوطنى لمكافحة الإرهاب، بحسب "تليجراف" البريطانية.

بعد تقاعده فى 2013 عقب مسيرة 40 عامًا تقريبًا فى القوات البحرية، تولى "هارورد" منصب المسؤول التنفيذى الأول لشركة "لوكهيد مارتن" العالمية الشهيرة، العاملة فى مجال الأمن والفضاء، فى فرع الإمارات العربية المتحدة، واعتبرت بعض التقارير أن يكون هارورد المرشح الأوفر حظًا لهذا المنصب.

 

 

كيث كيلوج

 

 

عقب استقالة "فلين"، تم تعيين الجنرال المتقاعد "كيث كيلوج"، الذى كان كبير موظفى مجلس الأمن القومى التابع للبيت الأبيض، قائما بأعمال مستشار الأمن القومى، لحين اختيار "ترامب" لمن يشغل المنصب.

خدم المخضرم "كيلوج"، 72 سنة، لفترتين خلال حرب فيتنام، إذ حصل على عدد من الميداليات، بما فى ذلك النجمة الفضية، بحسب ما أوردته "تليجراف" البريطانية، كما شغل منصب الرئيس التنفيذى للعمليات فى سلطة التحالف المؤقتة فى العراق، عقب سقوط نظام صدام حسين فى عام 2003.

وأوردت وكالة "أسوشتيد برس"، عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، ترشيح الأسماء الثلاثة لشغل المنصب، بينما أضافت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية، اسم ستيفن هادلى، 69 سنة، بين المرشحين للمنصب، وهو الذى خدم كمستشار للأمن القومى السابق للرئيس الأسبق "بوش".

 

 

ستيفن هادلى

 

 


 

مايكل فلين يعترف بتضليل نائب الرئيس.. ويبرئ نفسه: ممارسات عادية خلال انتقال السلطة

كان مستشار الأمن القومى فى إدارة الرئيس دونالد ترامب، مايكل فلين، قد تقدم باستقاله من منصبه أمس، قبل أن يمر شهر على تنصيب "ترامب" ودخوله البيت الأبيض، وذلك بعد تقارير صحفية اتهمته بتضليل إدارة الرئيس الأمريكى بشأن طبيعة المكالمات التى دارت بينه وبين السفير الروسى فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال ديسمبر الماضى، بنفيه مناقشة إمكانية تقليل العقوبات ضد روسيا بعد تنصيب الرئيس الجديد.

واعترف "فلين" فى نص استقالته، التى نشرها البيت الأبيض عبر صفحته على موقع التدوين القصير "تويتر"، قائلاً: "من غير قصد، أخبرت نائب الرئيس المنتخب وغيره بمعلومات غير كاملة بشأن المكالمات الهاتفية التى أجريتها مع السفير الروسى"، وعزى "فلين" الأمر إلى سرعة وتيرة الأحداث بعد تنصيب الرئيس الأمريكى، إذ أشار إلى أنه "فى سياق واجباتى كمستشار للأمن القومى، أجريت عديدًا من المكالمات الهاتفية مع نظراء أجانب ووزراء وسفراء، وكانت هذه المكالمات لتسهيل الانتقال السلس، والبدء فى بناء العلاقات الضرورية بين الرئيس ومستشاريه وزعماء أجانب"، موضحًا أن مثل هذه المكالمات ممارسات معتادة فى فترات انتقال السلطة.