أكد الخبير في فيزياء الجسيمات والكونيات البروفيسور بريان غرين، أستاذ الفيزياء والرياضيات ومدير مركز الفيزياء النظرية في جامعة كولومبيا، على أن التعاون المكثف والفعال مع المجتمع العلمي يجب أن يكون أولوية قصوى بالنسبة لجميع الحكومات، مضيفاً أن هذا التعاون يمكن أن يأخذ الإنسانية إلى عصر جديد من التقدم والازدهار. جاء ذلك في حديثه خلال جلسة بعنوان "كيف ترسم العلوم المتقدمة مستقبل الحكومات" في اليوم الافتتاحي للقمة العالمية الخامسة للحكومات، وأكد البروفيسور غرين أن العلم لا يمكن أن يزدهر إلا بتهيئة منظومة دعم متكاملة ترعاها الحكومة. وشدد على أن الاستثمار في العلم يجب أن يخدم الإنسانية وألا يكون مجرد استثمار لا يستهدف مصلحة الجميع. وأوضح بأن خروح العلم عن دائرة النخبة إلى الجمهور العام هو الطريق إلى تحقيق التنمية الحقيقية.  ولفت البروفيسور غرين إلى أن التجارب العلمية المتقدمة قد تؤدي إلى نتائج مبهرة من شأنها أن تغير الحياة كما نعرفها اليوم، وأضاف: "أحد الأمثلة على ذلك، هي الأبحاث التي تجري في روسيا حول تطوير القدرة على الانتقال الفوري من مكان إلى آخر، أو الانتقال بالتخاطر". وأشار إلى أن الاستثمار في العلوم الأساسية التي تحاكي متطلبات البشرية في المستقبل هي التي ستحدد معالم المستقبل. وحول الإمكانات الهائلة التي يمكن الاستفادة منها في حال كثفت الحكومات مشاركتها وتعاونها مع المجتمع العلمي العالمي، أوضح الدكتور غرين قائلاً: "إن فتح المجال واسعاً أمام الاكتشافات، يتطلب أولاً غرس ثقافة الانفتاح، ليس فقط داخل المجتمع العلمي، ولكن عبر الحدود وداخل الحكومات". وأضاف: "إن إقبال الحكومات على توفير منصة تعاونية تدعم وتعزز الاكتشافات العلمية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الإنسانية، من شأنه أن يفتح المجال واسعاً على احتمالات لا حصر لها".
يحظى البروفيسور غرين بشهرة عالمية بفضل اكتشافاته الرائدة في مجال نظرية الأوتار الفائقة. ويعد البروفيسور غرين خبيراً بارزاً في الفيزياء النظرية ونظرية الأوتار، وهو أستاذ الفيزياء والرياضيات في جامعة كولومبيا. كما يحظى بشهرة عالمية واسعة بفضل كتبه التي تعتبر من أكثر الكتب مبيعاً بحسب نيويورك تايمز، وتمت استضافته في العديد من البرامج التلفزيونية الشهيرة، ووصفته صحيفة واشنطن بوست بأنه "أفضل شارح للمفاهيم الصعبة في عالمنا اليوم". وتشكل القمة العالمية للحكومات منصةً دولية رائدة لاستشراف وصناعة المستقبل، وتستقطب في دورتها الخامسة 150 متحدثاً في 114 جلسة، ويشارك في أعمالها أكثر من 4 آلاف شخصية وطنية وإقليمية وعالمية ضمن وفود من 139 دولة. وتشمل المشاركين في القمة كبار الشخصيات والخبراء من القطاعين العام والخاص حول العالم، إضافة إلى الوزراء، وصنّاع القرار، والرؤساء التنفيذيين، والمبتكرين، والمسؤولين، ورواد الأعمال، والشخصيات الأكاديمية.