بين عشية وضحاها عادت المياه لمجاريها وأصبحت أنقرة وتل أبيب صديقتان بعد قطيعة دامت لمدة 7 سنوات، بعد أحداث «مافي مرمرة» حين تم استهداف قافلة تركية إنسانية متجهة إلى غزة من قبل جيش الاحتلال عام 2010.
عودة العلاقات
واستهل كل من تركيا وإسرائيل اتفاقية عودة العلاقات بزيارة وزير السياحة التركي نابي أفجي لتل أبيب لحضور حفل افتتاح معرض السياحة في دول البحر المتوسط المقام في تل أبيب، وتقابل الوزير التركي مع نظيره الإسرائيلي ياريف ليفين، وذلك اللقاء الذي يراه المراقبون أنه يحقق مكاسب عدة للطرفين خاصة بعد دخول اتفاقية التطبيع المبرمة في أواخر يونيو الماضي حيز التنفيذ.
تفعيل الاتفاقية
وتعتبر تلك الزيارة بمثابة تفعيل لاتفاقية التطبيع المبرمة في أواخر يونيو الماضي بعدما أعلنا الطرفان الإسرائيلي والتركي أواخر يونيو الماضي التوصل إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما، وقال رئيس وزراء تركيا، بن على يلدريم، إن تل أبيب نفذت كافة شروط بلاده لتطبيع العلاقات التي توترت بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة "مافي مرمرة" التركية أثناء توجهها ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتلت 9 نشطاء أتراك في المياه الدولية، وتوفي ناشط عاشر لاحقًا، متأثرًا بجراحه.
ووفقًا لاتفاق التطبيع، ستدفع إسرائيل 20 مليون دولار تعويضات لعائلات شهداء "مافي مرمرة"، وسيتم الإسراع في عمل اللازم من أجل تلبية احتياجات سكان قطاع غزة من الكهرباء والماء.
إنعاش القطاع السياحي
ويعتبر اللقاء الأول بين مسئول إسرائيلي وتركي بتل أبيب يسهم بشكل كبير في إنعاش قطاع السياحة التركي وأيضا الإسرائيلي، من خلال دعوة السياح الإسرائيليين إلى زيارة تركيا، إلى جانب دعوة السياح الأتراك لزيارة تل أبيب ومنحهم تسهيلات بعدم الحصول على تأشيرات لدخول إسرائيل، حيث أكد وزير سياحة أنقرة على تزايد أعداد السياح الوافدين إلى تركيا من 150 ألفا إلى 260 ألف سائح، بالإضافة إلى أنه سيتم إصلاح التراجع الذي عانى منه قطاع السياحة العام الماضي ووصلت نسبته إلى 30% من خلال دعوات قضاء العطلات وإقامة حفلات الزفاف في تركيا التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الأتراك المقيمين في الخارج.
الناتو
وتحقق إسرائيل أيضا مكسبا كبير من دخول اتفاقية التطبيع إلى حيز التنفيذ وعودة العلاقات مع تركيا، في تعزيز علاقتها بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، والذي تعتبر تركيا عضوا أساسيا ومؤثرا بين صفوفه، والذي دعا إسرائيل مؤخرا، لفتح مكتب تمثيلي لها في مقر الحلف ببروكسل، في خطوة اعتبرها مراقبون إشارة على تقدم التقارب بين إسرائيل وتركيا، ولاسيما بعد أن تخلت أنقرة عن معارضتها، لمشاركة إسرائيل في أنشطة للحلف.
مكسب اقتصادي
وتحقق إسرائيل مكسبا آخر بتفعيل تلك الاتفاقية لطالما كانت العلاقات الوظيفية مع تركيا ضرورية لذلك تحرص دولة الاحتلال منذ فترة طويلة على أن تصبح أكبر مصدر رئيسي للطاقة من خلال تطوير حقول الغاز الطبيعي تحت سطح البحر في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وستساعد العلاقات مع تركيا، والاستثمارات التي تقوم بها الشركات التركية، في هذا الأمر، على الرغم من أن الجهود المبذولة لإعادة توحيد قبرص ستعقد خط الأنابيب المشترك المقترح مروره تحت سطح البحر، والذي يتوقع أن يجتاز المياه الإقليمية لجزيرة قبرص.
مواجهة إيران
ويعتبر اتحاد إسرائيل وتركيا، يشكل قوة في مواجهة العداء تجاه إيران والتي تشكل قوة إقليمية كبيرة، وتشكل تهديدا كبيرا على إسرائيل من خلال برنامجها النووي، وأيضا الكثير من المخاطر على تركيا من خلال دعمها لنظام الأسد في سوريا.