في وقت يشهد العالم حظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخول مواطني سبع دول ذات غالبية إسلامية إلى الأراضي الأميركية هي العراق وسورية وإيران والسودان واليمن وليبيا والصومال، وبينما ازداد اللغط حول الهدف من هذا التوجه إن كان استهداف الإسلام أم توفيرا للأمن، يزداد عدد الأميركيين المعتنقين للإسلام في الكويت وفقاً لما أكده عدد من أبناء العم سام الذين التقتهم «الراي» بعد أن اختاروا الإسلام عقب استقرارهم في أرض الإنسانية.

«الراي» التقت بعض الأميركيين الذين اعتنقوا الإسلام، فتحدثوا عن تجاربهم الشخصية، ولسان حالهم يقول لرئيسهم «ما تفعله لن يضر الإسلام في شيء»، مجمعين على أن إقامتهم في الكويت كانت فرصة لهم للتعرف على الإسلام عن قرب ومعرفة ما جهلوه عنه.

وأكدوا ان «ثمة أجندة خفية تسعى لتشويه صورة الإسلام والمسلمين»، معتبرين في الوقت ذاته «ان أي خلل يصدر عن المسلمين مرده أولئك الذين يقومون بتصرفات لا علاقة لها بالإسلام».

حكايات أبناء العم سام الذين عرضوا رحلتهم إلى النور بعد الظلام، لا تخلو من الدروس والعبر ليس أقلها معنى التعايش ونبذ العنصرية والطائفية والبحث عن قيم انسانية مشتركة وصولاً لأجواء تسع جميع الفرقاء.

وفي هذا السياق، بين الأميركي جو نونيوز، الذي قدم للكويت عام 2006 انه التحق بالجيش الأميركي حيث تم ارساله في البداية للعراق ليرجع بعدها للولايات المتحدة الأميركية حيث مسقط رأسه ويقيم بها قرابة ستة أشهر وبعدها حصل على فرصة عمل في الكويت.

نونيوز، الذي يبلغ من العمر 36 عاما ويعمل خبير حاسوب، قال «في بداية قدومي للكويت لم أكن متديناً ولا أهتم كثيراً بالأمور الدينية، ورغم ذلك لم أكن أقتنع بالدعاية التي تلصق الإرهاب بالإسلام فقد كانت قناعتي ان كل مكان به السيئ والجيد، وكان كل ما يشغل بالي هو كسب الأموال من عملي في الكويت»، مضيفا «بعد أشهر قليلة من قدومي لحقتني زوجتي وابني، وفي عام 2007 انفصلت عن زوجتي فأصبت بحالة اكتئاب شديدة قمت بعدها بعمل كل المعاصي لأجلب السعادة الزائفة لنفسي ثم ما ألبث ان أكتئب بشكل أكبر بعد كل معصية لدرجة انني فكرت في الانتحار بإلقاء نفسي من سطح الطابق التاسع عشر».

وذكر أنه من شدة يأسه، أبلغ الجهة التي يعمل بها أنه ذاهب لزيارة أقاربه بأميركا ولكنه سافر إلى إحدى الدول الخليجية وظل يشرب الخمر حتى كاد يتسمم، وأغشي عليه وبعد يومين استفاق ونهض فوجد عينيه غائرتين ووجهه شاحبا وشكله مرعباً، قائلا «إن مديرتي في العمل اكتشفت انني لم أسافر لأميركا فطلبت مني العودة للكويت، وبالفعل عدت ونصحتني ببعض النصائح الجيدة وتصادف انني تعرفت على صحبة طيبة علمتني الغرض من الحياة وحقيقة الدنيا، فاعتنقت الإسلام عن اقتناع بعد ان قرأت كثيراً عنه وتحدثت لأبي وأمي عن هذا النور الذي وجدته فيه».

وتابع «والدى كان مريضا وكان يأمل ان يزور الأهرامات في مصر، فحققت له هذه الأمنية بعد ان أتى هنا للكويت لفترة وأخبرني انه سيدخل الإسلام، أما امي فقد كانت رافضة في البداية ان تسمع مني أي شيء عن الإسلام ولكن ذات يوم تلقيت منها اتصالا في الصباح المبكر وأبلغتني انها ستعتنق الإسلام».

وقال «لم يكن والدي قد أخبر أحداً بإسلامه ولذلك حدثت مشكلة عند موته، فبينما كان أقاربي يريدون دفنه في مقابر الأسرة كنت أنا أطالب بدفنه في مقابر اسلامية ولم يحسم هذا الموضوع سوى جدي الذي أكد ان والدي أخبره بإسلامه قبل وفاته».

وعن قيامه بالدعوة للإسلام في محيط اسرته الكبيرة، قال «أحاول ولكن بالنسبة لي الأمر صعب لأنه بعد ما حدث لوالدي بات من الأهون بالنسبة لأقاربي ان أكون مثلياً على ان اكون مسلماً».

وحول الربط بين الإسلام والإرهاب وإذا ما كان مقصوداً، أجاب «دائماً هناك أجندة مخفية وأنا أؤمن بوجودها وهذا لا يمنع من وجود جهل بين الناس في الغرب حول الإسلام ما يساعد في تنفيذ هذه الأجندة».

بدوره، قال الأميركي أحمد حسان، «كنت دائماً أحلم بالعيش في دولة اسلامية، والمجيء للكويت في 2007 ساعدني على القراءة أكثر عن الإسلام واخترت الكويت رغم إمكان ذهابي للعراق أو أفغانستان، وأشعر بسعادة لما تعلمته عن الإسلام في الكويت وخاصة الحفاظ على العلاقات الاجتماعية».

وزاد «سماع الأذان خمس مرات يومياً هو نعمة لا تقدر بثمن يجب ان نشكر الله عليها، وأتذكر أن أسرتي أصيبت بصدمة وقت اعتناقي الإسلام لكن تغير سلوكياتي للأفضل جعلهم يشعرون بالامتنان»، مشيرا إلى أن «قارئه المفضل للقرآن الكريم هو القارئ المصري الراحل عبدالباسط عبدالصمد، والكتب المفضلة لديه هي كتب السيرة»، مطالباً بالتركيز في وسائل الإعلام الكويتية على «الدعوة باللغة الإنكليزية حتى يستفيد منها من لا يجيد العربية».

وشدد على انه «يحاول ان يشرح التعاليم الإسلامية لأسرته»، مشيراً إلى ان «البعض يحاول ان يشوه صورة الإسلام وإلصاق أمور به ليست منه في شيء لإخافة الناس منه وهذه خطة محكمة».

أما إبراهيم سيسل هيل مدير الفعالية التنظيمية في احدى المؤسسات الذي أتى للكويت في عام 2006، وفي نوفمبر 2008 اعتنق الإسلام فقال «ما لفت انتباهي في البداية كان الأذان ومن ثم أصبحت لدي فضول لمعرفة ما يدور في المسجد، فقررت ان أسأل رفاقي المسلمين بعض الأسئلة وكنت أدعو الله دائماً ان يلهمني الحق والصواب».

وأضاف هيل «كان ثمة كتاب في مكتبة احدى الجامعات الخاصة أعتبره بمثابة نقطة التحول في حياتي، وذات ليلة في الثانية فجراً استيقظت وأخذت أبكي وأبكي، وشعرت بعدها بسلام داخلي وثقة في ما أعتقده لأنني تعلمت معاني الصبر والرضا».

بدوره، روى الأميركي جوزيف آلن، الذي يعمل اختصاصي تكنولوجيا معلومات، قصته بالقول «ولدت في الولايات المتحدة الأميركية، ولم أكن أعرف شيئا عن الإسلام سوى ان المسلمات لا يتبرجن وعندما حصلت على فرصة عمل في الكويت لم أكن أختلط كثيراً بالمسلمين لاعتقادي ان الإسلام دين قاس وصعب، ولكن قابلت يوماً شخصاً جذبتني سلوكياته فدار بيننا حديث عن الإسلام وأعطاني بعض المفاهيم التي دهشت لمعرفتها».

آلن، الذي فضل عدم نشر صورته، تابع حديثه قائلاً «بدأت أقرأ أكثر عن الإسلام، واستطيع القول ان حياتي اختلفت كلياً بعد اعتناقي الإسلام خصوصا من الناحية السلوكية وبت متصالحاً مع نفسي وراضياً بالقضاء والقدر خيره وشره، حلوه ومره».

... وللبريطانيين أيضاً نصيب

علي أرنولد: اهتمام الإسلام بصلة الرحم أثار إعجابي



لا يقتصر الأمر على الأميركيين فقط، فمن بين الشخصيات التي التقتها «الراي» كان البريطاني علي أرنولد الذي قال «أتيت إلى الكويت في عام 1994 بعقد موقت لمدة عام، وكانت وقتها لافتات الكويت حرة تملأ البلاد فشعرت وقتها أنني فعلاً حر ولم يكن لدي وقتها سوى بعض القشور كمعلومات عن الإسلام مثل الحج والصلاة والزواج بأربع وتغطية النساء لرؤوسهن فقد كنت ملحداً ولا أهتم وقتها بالديانات».

وذكر أنه «عندما كنت في بريطانيا كنت أعمل طوال اليوم لأسدد ديوني والتزاماتي، ولكن عندما أتيت للكويت بات لدى وقت للتفكر والتدبر، فعملي ينتهي بعد الظهر، وبعدها عندي الكثير من وقت الفراغ. ذات يوم وجدت في مكان عملي مطويات حول الإسلام والقرآن والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتعجبت أن الإسلام يقتضي الإيمان بكل الرسل».

وزاد «أحد أصدقاء العمل كان يعمل على تعليمي مع صديق ثالث بولندي الجنسية التعاليم الإسلامية وشعرت بالانبهار عندما علمت أن القرآن لم يتغير منه حرف منذ نزوله قبل أكثر من 1400 عام، وما زاد إعجابي بالإسلام اهتمامه بصلة الرحم والأسرة الكبيرة بالإضافة للأب والأم. ولم يستغرق الأمر طويلاً، فقد اعتنقت الإسلام بعد عام واحد من قدومي للكويت».

وأما عن وضع أسرته بعد اعتناقه الإسلام، فأضاف «انفصلت عن زوجتي السابقة قبل اعتناقي الإسلام، وما زلت أحاول مع أختي وأتمنى أن أنجح في اقناعها باعتناق الإسلام».

وعن نصيحته للمسلمين، أجاب بالقول «المسلمون يجب أن يكونوا الأكثر نظاماً ونظافة وتحضراً. وأستغرب بعض السلوكيات الخاطئة».

محمد النقوي: دعوة المسلمين تختلف عن غير المسلمين



قال الداعية محمد النقوي، المتخصص في الدعوة باللغة الإنكليزية وخاصة في الأوساط الغربية، أن «دعوة المسلمين تختلف عن دعوة غير المسلمين الذين لا يعرفون أساسيات الإسلام».

وذكر النقوي، الذي يعمل في مجال الدعوة باللغة الإنكليزية منذ 15 عاماً ويقوم بخطبة جمعة بشكل دوري باللغة الإنكليزية، «في الدعوة مع غير المسلمين نركز على التوحيد وتقديم محاسن هذا الدين ثم تأتي أسئلتهم»، لافتاً إلى أن «إجادته للغة الإنكليزية أتت بالممارسة ومشاهدة البرامج التثقيفية بالإنكليزية والسفر للخارج».

وعن نصيحته للقائمين على الدعوة لغير المسلمين، أجاب «أنصحهم بإخلاص النية، وعدم الفتور سواء وجدوا تجاوباً كبيراً أو قليلاً ولا يسمحوا للشيطان ان يقوم بإحباطهم».