القاهرة والرياض تقرران نبذ خلافاتهما
الملك سلمان بن عبد العزيز: «مصر قامت مرة أخرى.. مصر عادت من جديد»
عبد الحليم محجوب: خادم الحرمين أطلق مبادرة جديدة للصلح مع مصر بـ«الجنادرية»
رئيس مركز الخليج للدراسات: الرياض تريد للقاهرة كل الخير ولا يمكن أن تقبل الإضرار بمصالحها
بادرة جديدة تخلخل الجمود وتنهى خلافات القاهرة والرياض وتعيد العلاقات بين البلدين لسابق عهدها بعد أن سادها التوتر منذ أكثر من 4 أشهر، أطلقها هذه المرة الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، بنفسه، وكانت أمس عندما أثنى على المشاركة المصرية المتميزة فى مهرجان الثقافة والتراث السعودي «الجنادرية» خلال تفقده أروقة الجناح المصرى بالمهرجان، وأبدى إعجابه بمحتويات الجناح المصرى، وقوله: «مصر قامت مرة أخرى.. مصر عادت من جديد».
وأكد العديد من المتابعين للموقف أن الوضع العالمى الحالى يفرض تحديات جديدة على العرب، خاصة مع تولى دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض واتخاذه العديد من القرارات الصدامية التى أثارت الخوف فى النفوس، ما اقتضى توحيد الجهود ولم الشمل العربى.
وقال اللواء عبد الحليم محجوب، وكيل مجلس الدفاع الوطنى الأسبق وخبير العلاقات العربية، إن هناك مساعى حثيثة لتلطيف الأجواء بين القاهرة والرياض لتجاوز الخلافات، خاصة مع التداعيات الجديدة التى يشهدها العالم منذ تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، لافتا إلى أن هذه المساعى تقودها الإمارات العربية المتحدة والكويت.
وأوضح محجوب، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة مؤخرا، ومنها منع رعايا 7 دول إسلامية من دخول البلاد، خلقت حالة من الذعر والتخوف لدى بعض الدول وتحديدا دول الخليج، وهو ما يستدعى فكرة لم الشمل العربى وبلورة موقف موحد لمواجهة أى قرارات قد تتخذ مستقبلا فى غير صالح هذه الدول، خاصة المملكة العربية السعودية.
وأضاف وكيل مجلس الدفاع الوطنى الأسبق وخبير العلاقات العربية أن السعودية تسعى لاستثمار حالة القبول بين القيادة السياسية فى مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى والإدارة الأمريكية الجديدة لتخفيف حدة العداء تجاهها من قبل الرئيس ترامب الذى هاجم المملكة أكثر من مرة بسبب التوترات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا: ملك السعودية يصالح مصر برسالة تاريخية
وأكد محجوب أن ثناء خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك السعودية، على المشاركة المصرية المتميزة في مهرجان الثقافة والتراث السعودي «الجنادرية» يعد بادرة جديدة لكسر حالة الجمود فى المواقف بين البلدين، لافتا إلى أن الرئيس السيسى كان قد وافق الأسبوع الماضى على الاتفاق الموقع بين مصر والمملكة، لتنمية وتطوير سيناء باستثمارات ومشاريع سعودية تقدر بحوالى 1.5 مليار دولار أمريكى.
من جانبه، أكد الدكتور عمر الحسن، رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، أن الرياض تريد للقاهرة كل الخير، ولا يمكن أن تقبل الإضرار بمصالحها، مشددًا على أن كل عربى يعتز بمصر ومهما حدث خلاف معها لن يصل لدرجة القطيعة، ودائما ما يكون استقرارها وتقدمها على رأس أولويات العرب وتحديدًا دول الخليج.
وقال "الحسن"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن الرياض تريد من القاهرة أن تدعمها سياسيا ومعنويا دون أن يضر ذلك بمصالحها، أما القاهرة فتريد دعما اقتصاديا لعبور أزمتها، مشددًا على أن السعودية ومصر تعتبران قاطرتي العمل العربى المشترك، ولا يمكن لأحد أن يوقع بينهما، لافتا إلى أن هناك مصالحة سعودية مصرية يتم الترتيب لها.
وشدد على أنه لا يمكن لأحد بالرياض أو القاهرة أن يفرض كلمته على الآخر لكن هناك مصالح يجب احترامها.
وأوضح رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، أنه لا خلاف بين الرياض والقاهرة بشأن الأزمة السورية، فالقاهرة لها مطلق الحرية فيما تقوم به من تصرفات وما تراه مناسبًا للأمن القومي العربي، وما تراه مناسبًا لمصالحها لكن مع الأخذ في الاعتبار عدم الإضرار بمصالح الرياض.
ونفى رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية أن يكون اللغط المثار حول جزيرتى "تيران وصنافير" ونقل تبعتيهم للرياض سببا لحدوث خلاف بين البلدين، لافتا إلى أن القاهرة تركت أمر الجزيرتين فى يد البرلمان ولن يشغل بال الرياض ما سيتخذه البرلمان من قرار لأن المصلحة العربية أهم وأكبر.
كان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك السعودية، قد أثنى على المشاركة المصرية المتميزة في مهرجان الثقافة والتراث السعودي «الجنادرية» خلال تفقده أروقة الجناح المصري بالمهرجان، أمس، الأربعاء، والتى تحل كضيف شرف على «الجنادرية» هذا العام، مبديا إعجابه بمحتويات الجناح المصري، قائلا: «مصر قامت مرة أخرى.. مصر عادت من جديد».
وافتتح الملك سلمان فعاليات الدورة 31 لمهرجان التراث والثقافة السعودية «الجنادرية» بحضور الدكتور حلمي النمنم، وزير الثقافة.
وبدأ الملك جولته في أجنحة «الجنادرية» بافتتاح الجناح المصري، وكان بصحبته السفير المصري في الرياض ناصر حمدي، والعديد من كبار المسئولين السعوديين وعدد من قيادات وزارة الثقافة ومصر للطيران وهيئة تنشيط السياحة والوفود الإعلامية والصحفية.
وتفقد الملك سلمان الجناح المصري الذي بلغت مساحته حوالي 2500 متر مربع ضمت 20 معرضا، بالإضافة إلى خيمة بدوية ومسرح؛ لإقامة الاحتفالات الفنية والموسيقية.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات مهرجان التراث والثقافة السعودية والمشاركة المصرية حتى يوم 19 فبراير وتتخللتها أمسيات شعرية واحتفالات فنية ومعارض للفنون التشكيلية والخط العربي والحرف التقليدية.