يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، الاثنين، فى أعمال القمة الإفريقية الثامنة والعشرين التى تعقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على مدار يومى 30 و31 يناير الجارى، تحت شعار «تسخير العائد الديموغرافى من خلال الاستثمار فى الشباب».

وتشارك مصر فى القمة بوفد رفيع المستوى، إذ وصل سامح شكرى، وزير الخارجية، أمس الأول الخميس، إلى أديس أبابا، للمشاركة فى فعاليات القمة التى انطلقت أعمالها فى الثانى والعشرين من الشهر الجارى. 

وبدأت فعاليات القمة باجتماعات الممثلين الدائمين فى مقر الاتحاد الإفريقى خلال الفترة من 22 إلى 24 يناير الجارى، تلتها اجتماعات المجلس الوزارى للاتحاد من 25 إلى 27 من الشهر الجارى، وتنعقد القمة على مستوى رؤساء دول وحكومات الاتحاد البالغة 54 دولة غدًا وبعد غدٍ30 و31 يناير.

ويحظى برنامج «السيسى» خلال القمة بجدول مكثف من اللقاءات مع القادة والزعماء الأفارقة، من بينهم رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين وفقًا للمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، تولدى مولوجيتا، وذلك لبحث التعاون الثنائى وتدعيم أواصر العلات الثنائية بين مصر ودول القرن الإفريقى، وذلك فى إطار الجهود المصرية الحثيثة للتواصل مع الأشقاء الأفارقة بهدف تعزيز الدور المصرى على مستوى القارة، لاسيما فى إطار عضوية مصر الحالية فى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقى وعضوية مجلس الأمن.

وتبحث القمة ملف الإرهاب والصراعات والنزاعات التى تعانى منها العديد من دول القارة، ونشر قوة الحماية الإقليمية جنوب السودان، وجهود إعادة الإعمار فى جمهورية إفريقيا الوسطى، بجانب الإرهاب الذى تعانى منه منطقة بحيرة تشاد، جراء نشاط جماعة «بوكو حرام» المتشددة، وستناقش التهديد الذى تمثله حركة الشباب المجاهدين فى الصومال على أمن واستقرار هذا البلد.

ومن المقرر مناقشة تقرير رئيس الآلية الإفريقية المكلفة بمراقبة الوضع فى السودان وجنوب السودان، والصراع بين حكومة الخرطوم والحركات المسلحة، بجانب الأوضاع فى ليبيا وبوروندى.

كما تناقش إعادة هيكلة مفوضية الاتحاد الإفريقى، وتقريرًا عن الإصلاحات المطلوبة فى المؤسسة، ومعالجة مختلف القضايا المتعلقة بالأداء المؤسسى للمفوضية، بما فيها آليات الانتخابات الداخلية التى تجرى بها، وتقسيم العمل بين رئيس المفوضية ونائبه من أجل الإدارة الفعّالة للمنظمة، وتمويل ميزانية الاتحاد الإفريقى.

المغرب يعود.. ومصادر دبلوماسية: مصر تدعم القرار

كشف مصدر دبلوماسى إفريقى، عن أن طلب المغرب بالعودة إلى الاتحاد الإفريقى، حصل على توقيع 39 دولة، قبل انعقاد قمة الاتحاد الـ28.

وتعتبر عودة المغرب إلى الاتحاد، الذى يضم حاليا 54 دولة، من أهم القضايا المطروحة على محضر أعمال القمة المقبلة.

وقال المصدر المشارك فى اجتماعات الممثلين الدائمين لدول الاتحاد، فى أديس أبابا: إن «رئيس جمهورية تشاد إدريس ديبى، الذى يرأس الدورة الحالية للقمة، سيقدم طلب المغرب إلى المجتمعين، وأن حصول المغرب على توقيع 39 دولة إفريقية يعنى أنه تجاوز حاجز ثلثى الأعضاء (37 دولة) وبالتالى قبول طلبه».

وانسحب المغرب فى 1984، من منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقى حاليًا)، احتجاجًا على قبول الأخير لعضوية جبهة «البوليساريو»، التى تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب، وفى سبتمبر الماضى، طلب المغرب رسميًا الانضمام مجددا إلى الاتحاد الإفريقى.

وكان جدل قد انتشر حول مدى دعم مصر للمملكة فى هذا المسار، مع حديث عن محاولة عرقلته من طرف القاهرة، وهو ما نفته مصادر دبلوماسية مصرية، وأكدت المصادر دعم القاهرة «الكامل والصريح والواضح» لعودة المغرب إلى عضوية الاتحاد الإفريقى، مشددة على أن القاهرة ساعدت الرباط وفق مسار يتيح لها توفير الأغلبية المريحة والإجراءات القانونية، وحصد الأصوات الداعمة قبيل انعقاد القمة.

وكان سفير مصر لدى المغرب، إيهاب جمال الدين، قد أعلن تأييد القاهرة لرغبة المغرب فى العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقى، واستئناف دوره فى المنظمات الإفريقية.

أصوات العرب تحسم الصراع على رئاسة المفوضية
رغم غياب المرشحين العرب لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، فإن أصوات الدول العربية (شمال القارة)، قد ترجح الفائز من بين 5 متنافسين، ويجرى التصويت على منصب رئيس المفوضية (خلفاً لدلامينى زوما)، ونائبه، خلال، يومى 30 و31 يناير الجارى.

ودخلت المنافسة بين المرشحين للمنصبين مراحلها النهائية؛ وشهدت أروقة الاتحاد الإفريقى تنافساً واحتداماً غير مسبوق فى مقره بالعاصمة أديس أبابا، على هامش اجتماعات المجلس الوزارى الذى شارك فيه 49 وزير خارجية من البلدان الأعضاء البالغ عددها 53 دولة.

ويتنافس 5 مرشحين على منصب رئاسة المفوضية وهم وزراء خارجية كينيا أمينة محمد، بوتسوانا بيلونومى فينسون مواتوا، السنغال عبدالله باتيلى، تشاد موسى فكى، وغينيا الاستوائية أجابيتو أمبا موكى.

وتسود توقعات بانحسار المنافسة النهائية بين المرشحين التشادى والكينية، وكذلك البوتسوانية فى المرحلة الأولى، فيما توقعت مصادر رفيعة المستوى مشاركة بالقمة، انقلاب التحالفات فى الجولة الثانية بين تشاد وكينيا وبوتسوانا.

وتتنافس 4 شخصيات على منصب نائب رئيس المفوضية وهم: ياسين علمى بوح من جيبوتى، عبدالحكيم ألوير رجب، من ليبيا، زوماس كموريتى كوسى من غانا؛ وتيكر تيكر كلاورى من الكونغو.

وقالت مصادر بالقمة إن انتخابات المرشحين على رئاسة المفوضية والنائب، ستكون فى الجولة الأولى باقتراع سرى من قبل القادة الأفارقة، ويتوقع صعود مرشحين اثنين ممن حصلا على أغلبية الأصوات للجولة الثانية، ويحتاج الفائز إلى الحصول على الأغلبية المطلقة (50% + 1) من الأصوات.

وشهد مقر الاتحاد حراكاً غير مسبوق بين المتنافسين على منصب رئيس المفوضية ونائبه، واحتدمت الحملات بشكل وصل إلى توجيه اتهامات مباشرة لعدد من المرشحين، وطالت الاتهامات المرشح السنغالى عبدالله باتيلى، بدعوى «علاقته الوثيقة» بالغرب، خاصة فرنسا، وفق صحف كينية وجنوب إفريقية، كما امتدت الاتهامات إلى المرشحة الكينية أمينة محمد التى كانت فى مأمن حتى أمس الأول، واتهمت بـ«الفساد واستغلال المال العام»، وفق وسائل إعلام سنغالية. وقالت مصادر إن دول شمال إفريقيا (الدول العربية) نقلت دعمها للمرشح التشادى، وهى مصر، تونس، موريتانيا، أما أصوات دول الجزائر والصحراء الحلفاء التقليديين لدول شرق وجنوب إفريقيا فستقف إلى جانب دول الشرق والجنوب فى الجولة الثانية لترجيح كفة أحد المرشحين، وفق المصادر نفسها.

سيدات القاهرة فى الانتخابات الداخلية
يتنافس 33 مرشحًا ومرشحة، لرئاسة المفوضيات الثمانى بالاتحاد الإفريقى، وهى: السلم والأمن والشئون السياسية، والتجارة والصناعة، البية التحتية والطاقة الشئون الاجتماعية، والاقتصاد الريفى والزراعة والموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، والشئون الاقتصادية.

ومن أبرز مفوضيات الاتحاد الإفريقى وأكثرها أهمية وحساسية مفوضية مجلس السلم والأمن الإفريقى، المعنية بمتابعة النزاعات والصراعات فى إفريقيا ومحاولة إيجاد حلول لها، بالإضافة إلى متابعة ملف مكافحة الإرهاب، وتأتى تالية مفوضية الشئون السياسية، وهى المعنية بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الرشيد.

تليهما مفوضيات البنية التحتية والطاقة، والشئون الاجتماعية، والموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، والتجارة والصناعة والاقتصاد الريفى والزراعة، ومفوضية الشئون الاقتصادية. 

وشهدت مفوضية البنية التحتية والطاقة منافسة كبيرة – حتى مثول الجريدة للطبع - بين مرشحى كل من مصر أمانى أبوزيد، وتونس أمل مخلوف من شمال القارة، إضافة لمرشح مجموعة شرق إفريقيا الكينى محبوب معلم.

كما شهدت مفوضية التجارة والصناعة منافسة بين المفوضة الحالية فاطمة حرم أسيل من تشاد، ومرشحة مصر منى الجرف، وملاوى بلنيس مدزونجينا، وزامبيا ألبرت موشانغا.