fiogf49gjkf0d
حاول باحثون شرعيون سعوديون تبرئة التيار السلفى المصرى من الاتهامات الموجهة له بمسئوليته عن أحداث الفتنة الطائفية التى شهدتها مصر مؤخراً، وقائلين إنّ تفسير الجهاد تم بطريقة خاطئة لدى "الجهاديين"، وأن ذلك لا يمكن اعتباره من "السلفية"، التى يرون أنها تعرضت لحملة غير مبررة، خصوصاً مع الثورات العربية المتوالية.
وقالوا إن إنزال النصوص الجهادية تم تناولها بشكل غير مقبول، وإنه من الخطأ تغيير مفهوم "السلفية" إلى مسميات كـ"الجهادية" و"العلمية" وغيرها، معتبرين أن الحملة غير المبررة مؤخراً على السلفية من أسبابها التقارب السلفى – الإخوانى، وخشية الغرب من قيام الإسلام المدنى الديمقراطى، وتمدد التيارات الإسلامية.
وأكد بعضهم أن "الإخوان" عقدوا صفقة مع المجلس العسكرى، وأن التيارات المحسوبة على "السلفية" قادت تأزم الشارع المصرى فى ثورة 25 يناير 2011.
جاء ذلك ضمن حلقة جديدة من برنامج "واجه الصحافة" الذى يعده ويقدمه الإعلامى داود الشريان، على قناة "العربية" واستضاف فى حلقته اليوم، الجمعة، الدكتور عبد الرحمن بن زيد الزنيدى، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام، ومحمد بن إبراهيم السعيدى، أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى، والكاتب والصحفى مشارى الذايدى.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفى، مشارى الذايدى، أن هناك حاجة ماسة لتوضيح مصطلح السلفية، وأن جماعة الإخوان المسلمين حرصت على أن تبقى على مسافة من السلفيين، مشيراً إلى أنه لا يجب الحديث عن السلفية وكأنها حيازة سعودية.
ونقل موقع "العربية نت" عن الذايدى، قوله إن الإخوان المسلمين عقدوا صفقة مع المجلس العسكرى فى مصر، كما أن التيارات المحسوبة على السلفية قادت تأزم الشارع المصرى، معتبراً أن نسبة السلفية إلى مسميات مثل الجهادية هو للتميى ليس إلا.
وأشار إلى أن الليبراليين فى مصر بحثوا عن خلق عدو جديد، وأن الإخوان حققوا مكاسب كبيرة، مؤكداً أنه فى نهاية المطاف فإن السلفيين سيتحالفون مع أى قيادة مستقرة ستصل للحكم.
فى السياق نفسه، اعتبر الدكتور عبد الرحمن بن زيد الزنيدى، أن تطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام شخصى، وتحول لجماعى مع تطبيق الصحابة له، مؤكداً أن الإسلام تعرض لهجوم من فئات تحمل فلسفات سابقة له كانت فى عصر السلف، وخصوصاً فى صدر الإسلام، مشيراً إلى أن "أهل الأثر" التزموا حتمية تفسير الصحابة.
ونقل موقع "العربية" عن الزنيدى، قوله إن السلفية ليست محصورة فى الكتاب والسنة، وكما أن السلفيين ليسوا بدعاً فى تغليب صحة فهمهم للنصوص، والأصل فى السلفية أنها تركز على منهجية، وأن المذاهب الأربعة كلها سلفية.
وأشار الزنيدى إلى أنّ الاجتهادات والاختلافات موجودة داخل المنتمين للسلفية، وأن ذلك لا يخرج أحدهم من السلفية، مستنكراً الطريقة التى فسر بها من سماهم بـ"الجهاديين" آيات الجهاد ووصفها بـ"الخاطئة"، وأن ذلك ليس من السلفية فى شىء.
وتطرق الزنيدى إلى وضع السلفية وحضورها العالمى، وأن وجودها ليس مقتصراً على السعودية، والتى أصبحت رمزاً إسلامياً وسلفياً، ومصححاً أن "دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب حركة صنعت دولة".
وعن مواجهة السلفية للحملات المتتالية لها أكد الزنيدى، أن توقعاته أنها "ستحاول اللجوء للرشد وليس التهور"، مشيراً إلى أن التيارات السلفية تأتى على رأس المخاوف الأمريكية.
من جهة أخرى، أكد د.السعيدى، أن فهم النص ليس فقط مرجعية السلفية، وأن الكتاب والسنة محددان من محددات السلفية، مشترطاً أن تمر اختلافات السلفيين من بوابة قواعد فهم السلف للنص، وأنه لا مشكلة فى الاختلاف ضمن إطار الفهم الصحيح للنصوص.
واتفق السعيدى مع الزنيدى على أنه من الخطأ تحويل السلفية إلى مسميات كـ"الجهادية"، وأن الجهاديين أنزلوا نصوص الجهاد بشكل خاطئ، مؤكداً أن الهجوم على السلفية قديم.
وعن أسباب الحملة على السلفية عزا السعيدى ذلك إلى أسباب عديدة، من أبرزها التقارب السلفى – الإخوانى الأخير، خصوصاً فى الثورة المصرية، وأن الغرب يخشى قيام "الإسلام المدنى الديمقراطى"، بالإضافة لخشية ما وصفها بـ"التيارات الأخرى" من وصول التقارب الإخوانى السلفى للسلطة.
واستبعد السعيدى الخلافات بين الإخوان المسلمين والسلفيين، مستشهداً بأن كثيراً من قيادات الإخوان سلفيون. وأن خلاف السلفى مع الإخوانى تمثل فى رفض التحزب السياسى، مبرراً ما حدث من تنصل الإخوان من السلفية إنما جاء بسبب الحملات القوية على الأخيرة.