الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، شعوب الشرق الأوسط بإعلانه أنه سيعين صهره جاريد كوشنر وسيطًا للتوصل لاتفاق سلام في المنطقة.
ويواجه ترامب اتهامات بالمحسوبية من قبل الديموقراطيين والإعلام الأمريكي، ويحابي ترامب بتعيين"كوشنر" أقاربه، ويتعارض تعيينه مع قانون مكافحة المحسوبيات الأمريكي.
وقالت صحيفة الجارديان، إنه تعيين كوشنر مخالف للقانون، مضيفا أن قانون مكافحة المحسوبيات الذي صدر عام 1967 بعدما عين الرئيس جون كيندي شقيقه روبرت مدعيا عاما للولايات المتحدة.
وبموجب القانون يمنع أي مسؤول فيدرالي توظيف أحد أعضاء عائلته أو أقاربه في وكالة أو مكتب يشغله هذا المسؤول.
وبدأ ترامب في استغلال ثغرات القانون، حيث عين "كوشنر" بصفة مستشار، وبذلك لا يكون دوره رسميا ولا يسري عليه القانون.
وعلق محامين أمريكيين أن هذه الطريقة تجعله يتهرب مما فرضه القانون، بالإضافة إلي رفضه للحصول علي راتب من الدولة خلال تواجده في البيت الأبيض، مما يجعله لا يواجه أي مشكلة قضائية، لاسيما أن محاميته أكدت إنه سيتقاعد عن أعماله الخاصة ليتولى مسؤولياته الجديدة.
وقال ريتشارد بينتر الذي عمل محامي البيت الأبيض للشؤون الأخلاقية في عهد جورج بوش في تصريح لوكالة أسوشيتد برس أن خيارات كوشنر لتولي منصب في البيت الأبيض خيارات محدودة بسبب ارتباطاته العائلية بالرئيس.
يبلغ جاريد كوشنر من العمر 35 عاما، وهو من عائلة يهودية ثرية، وكان يعمل في مجال الاستثمار والتطوير العقاري قبل أن يستقيل لينتقل إلى منصبه الجديد في الإدارة الأمريكية الجديدة، يقول عنه المقربون منه إنه هادئ في كلامه وخجول أمام الكاميرات،
ولعب كوشنر دورا مؤثرا في حملة ترامب الانتخابية، وشارك في اجتماعات مهمة مع القادة الأجانب خلال الفترة الانتقالية.
وجاريد كوشنر يهودي أرثوذكسي، وحفيد لناجين من المحرقة النازية.
ونشأ في ليفنغستون بمدينة نيوجيرسي، ودرس علم الاجتماع في جامعة هارفارد، يشار إلى أن والده قدم منحة للجامعة بقيمة 2.5 مليون دولار كي تفتح أبوابها لنجله، حسبما أفادت تقارير إعلامية.
كوشنر هو الرئيسي لـ«كوشنر بروبرتي»، وهي شركة التطوير العقاري التابعة لعائلته، بالإضافة إلى صحيفة «نيويورك أوبزيرفر»، التي اشتراها في العام 2005.
وفي عام 2007، اشترى عمارة مكتبية في منطقة راقية في نيويورك بسعر قياسي بلغ 1.8 مليار دولار، وكان القسم الأعظم من سعر الشراء مقتَرَضًا.
يلعب كوشنر دور المدافع عن ترامب أمام اليهود، فحين هاجمه البعض بأنه معادي للسامية، كتب مقال نشرها "أوبزرفر" التي يملكها لرد هذه الاتهامات.
تردد بعض الأقاويل عن طلبه من زوجته إيفانكا ابنه ترامب باعتناق اليهودية، وبالفعل أعلنت تغيير دينها بعد زواجها منه في عام 2009.
وفي نفس العام، تخرج كوشنر من كلية «ستيرن للأعمال» وكلية القانون التابعة لجامعة نيويورك ليحصل على درجتي الماجستير في إدارة الأعمال والدكتوراه في القانون، وتلقى تدريبه العملي في مكتب روبرت مورغنثاو للمحاماة.
وتدور حول والده شبهات كثيرة، حيث سُجن عام 2005 لتهربه من الضرائب، ومساهماته في حملات انتخابية بشكل غير قانوني، وشهادة الزور.
وكان وراء سجنه النائب العام لنيوجيرسي آنذاك، كريس كريستي، امتلك ناطحة سحاب وسط مانهاتن بالقرب من برج ترامب، حيث اشتراها بـ 1.8 مليار دولار، فبعد سجن والده عام 2004، تولى تسيير أعماله، خصوصًا في مجال العقارات.
ويتردد أن كوشنر لعب دورا رئيسيا في الإطاحة بكريستي من حملة ترامب الانتخابية العام الماضي. وكان كريستي حاكما لنيوجيرسي في ذلك الوقت، حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز".
وشبهت الصحيفة عائلة كوشنر بشخصية إدمون دانتيس التي تنتقم من كل أعدائها، وذلك بسبب الاستبعاد المفاجئ لكريستي الذي يعود إلى خلافه القديم مع كوشنر.