أعرب كثير من الفنانين والمثقفين والزملاء داخل الكويت وخارجها عن عميق حزنهم لوفاة الزميل يحيى عبدالرحيم، الذي وافته المنية إثر حادث أليم.

تفاعلا مع نبأ وفاة الزميل يحيى عبدالرحيم، عبّر عدد من محبيه الفنانين والمثقفين والإعلاميين عن حزنهم العميق لهذا الخبر المؤسف، مستذكرين مناقبه الفريدة ونبل أخلاقه وتواضعه الجم، وضمن هذا السياق قال الفنان داود حسين "إلى جنات الخلد يا من كنت سندا جميلا وصديقا لكل الفنانين... رحمك الله يا صديقي".

ومن جهته، عبر الفنان طارق العلي عن حزنه العميق برحيل الزميل عبدالرحيم، مشيرا إلى أنه كان يحمل الطيبة والتفاؤل أينما حل، مشيدا بمهنيته في العمل الصحافي.

النبل والاحترام

بدوره، استدعى نصار النصار ذكريات عالقة بالذهن لا تبرح مخيلته، معددا مناقب الراحل، ويقول ضمن هذا السياق: "معرفتي بالصحافي يحيى عبدالرحيم كانت في مطلع عام 2000، ولم أعرف عنه إلا النبل والاحترام، وواجبنا تجاهه أن نطلب له الرحمة والغفران، وأقول له ارقد يا أخي بسلام".

وتابع: "لا أنسى عنوان مقال كتبه عني قال فيه: نصار النصار غول يلتهم المسرح، حينما كنت ممثلا في مسرحية البحث عن قلب للمخرج عبدالعزيز صفر".

ومن جانبها، قالت المذيعة حبيبة العبدالله: تعجز الكلمات عن وصف الألم والحزن الذي يخترق قلبي، لأنني فقدت واحدا من أعز الأصدقاء والزملاء، لقد استرجعت شريط ذكريات طويل وحافل جمعني بالراحل في أكثر من برنامج إذاعي، فقد كان يعلمني أبجديات مجال الإعداد بطريقة مهذبة جدا في إيصال المعلومة.

المعادلة الصعبة

أما الزميل محمود حربي فقال: "رحل الأخ الفاضل والصحافي النشيط يحيى عبدالرحيم عن دنيانا الفانية، وانتقل الى الضفة الأخرى من النهر، حيث الهدوء والسكينة والراحة الأبدية عند مليك مقتدر، تاركا لنا الضفة التي نحيا عليها، حيث الصخب والصراع البغيض في اللاقضية والانشغال بتوافه الأمور".

وأضاف: "الأخ الكريم المغفور له بإذن الله يحيى عبدالرحيم من طراز خاص من الرجال، وبكل أمانة نستطيع القول إنه حقق المعادلة الصعبة كصحافي متخصص في مجال الفنون وطبيعة العمل التي تستدعي التواصل المستمر من الفنانين والفنانات في مختلف المجالات الفنية وحضور اللقاءات ومتابعة الأنشطة بمهنية عالية، وبين الالتزام الواضح في غير تزمت، مقدما مثالا ناصعا في احتراف العمل الإعلامي في المجال الفني، وتعاملت معه في أنشطة مشتركة كثيرة، ولاحظت مدى التزامه المهني العالي والتزامه الأخلاقي الكبير، ولم يتأثر بسلبيات الوسط الإعلامي والفني في النميمة وإطلاق الشائعات واختلاق القصص والحكايات.

كان رحمه الله إذا استفسر عن معلومة ما عن طريق التواصل الاجتماعي أو مباشرة من أي من الزملاء يقول (على راسي) في رد جميل راق، دليلا على سمو الروح، وكان رحمه الله لا يخاطبني إلا بقوله "يا خالي"، هذا هو يحيى عبدالرحيم الذي حقق المعادلة الصعبة بين الأخلاق الرفيعة والالتزام العالي".

دعم ومساندة

ومن الفنانين الذين قدموا شهادة بهذه المناسبة، المخرج المسرحي، د. مبارك الزعل، فقال: "الله يرحمه كان حريصا على دعم أي موهبة فنية شابة تحتاج الى دعم، وكان له أسلوب سلس في الكتابة والنقد، كما كان حريصا على حضور بروفة أي عرض مسرحي، ليتابع من البداية حتى يوم العرض، ولا أنسى مقاله الأخير عن أحدث مسرحياتي بحرفية الناقد وبنظرة المتذوق، الله يرحمك ويصبر محبيك وأهلك".

وعبرت المذيعة التلفزيونية غادة يوسف عن ألمها بهذا الخبر، وقالت: "الناس الصادقة تذهب فجأة، والناس المحترمة يؤلمك رحيلهم... أحزنتنا جدا يا يحيى... يارب ارحم يحيى عبدالرحيم، الله يرحمك ويغفر لك... كنت نعم الأخ والزميل الخلوق والمحترم.

واستطردت غادة في الحديث عن مناقب الراحل: زميلنا يحيى من أول الصحافيين الذي تعرفت عليهم في بداياتي كمذيعة ومعدة برامج بإذاعة الكويت، فقد كان صحافيا نشطا ومجتهدا، لا تسعفني الكلمات كي أنعيك ولا أملك المفردات حتى أعزي الأخت أم يوسف ويوسف فيك، لكن خير الكلام الآن لك الدعاء... اللهم ارحمه واغفر له، وتجاوز عن سيئاته، وأبدله دارا أحسن من داره... إنا لله وإنا إليه راجعون... وداعا يحيى الطيب الخلوق.

الفقد المؤلم

بكلمات مؤثرة، قال الكاتب والناقد الأدبي فهد الهندال: أن تبدأ أول أحزان هذا العام بهذا الفقد المؤلم... لا نقول سوى... إنا لله وإنا إليه راجعون... رحم الله صديقنا يحيى الطيب الأبيض الهادئ الجميل.

ومن جهتها، قالت الكاتبة ليلى أحمد: "كم آلمني رحيل صديقي الصحافي يحيى عبدالرحيم الذي رافقني سنوات طويلة في عملي الإعلامي في الصحافة والإذاعة، وامتدت صداقتنا حتى أصبحت زوجته أم يوسف صديقتي، وابنه الوحيد يوسف ابني، وياما جمعتنا أمسيات العشاء في بيتي".

مفاجأة مؤلمة

وقال المخرج حبيب حسين: مفاجأة مؤلمة وحزينة رحيل زميلنا يحيى عبدالرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله.

كما كتب كثير من الزملاء والكتاب في داخل الكويت وخارجها شهادات بحق زميلنا الراحل، ومنهم نائب رئيس القسم الرياضي في أخبار اليوم إبراهيم المنيسي، ورئيس تحرير مجلة الأهلي، وسعيد وهبة رئيس القسم الرياضي في جريدة الوطن الأسبق، ومدير تحرير جريدة الجماهير السابق، ورئيس تحرير جريدة الدستور القاهرية ماهر مقلد، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، وحامد عزالدين مدير التحرير السابق لصحف السياسة والأنباء والدستور في الكويت، ورئيس تحرير جريدة الميدان المصرية.

يحيى... يا وجع الحروف

كتب الزميل مصطفى جمعة خاطرة عبّر فيها عن حزنه بهذا المصاب الأليم، قال فيها:

عيون الشّر على الطرق نصبت شباكها واصطادت الخيـــلان

يا مهذب الأخلاق من لي بكلام يرطب القلب ويروي اللســان؟

يا يحيى منذ رحيلك لا فوقي سما ولا تحتي أرض والقلب حيران

تعال يا ضي العيون اكس الملامح بابتسامتك يا شهد إنســـان

يا يحيى قم رد لظى المشتاق واطفِ في صدري نار الأحـزان

يا فقيدي غيابك مزق أوتار حلمي ولون الأشواق بلون الغربـان

الحروف تبكي مهندسها دما ودموعا والشوق إليك يشق الوديـان

من وجعي عليك يا يحيى أصبحت لكل قصائد الأحزان عنـوان

يا خالق الأكوان ثبت قلبي على اليقين، فمن غيرك يا رب رحمان؟

يحيى... في قلوبنا يحيا

كتب الزميل خالد ربيعي ضمن هذا السياق: ما بين ميلاد ورحيل... تمضي بنا الحياة.... وهكذا الدنيا الفانية.... زاملته في جريدة "الوطن" عدة أشهر، وتركتها إلى جريدة "الجريدة"، وقبل أشهر فوجئت به عندنا في "الجريدة"... سلمت عليه ورحبت به... وفي كل مرة قابلته لم أكن ألقاه إلا والابتسامة تعلو محياه... هذا هو الصحافي الجميل القلب يحيى عبدالرحيم. ذلك الوجه الخجول الحيي.... وتلك النفس الراضية، والسمت الطيب.

بالأمس تلقينا النبأ الفاجعة... مات يحيى في حادث سيارة مروع...!

لا حول ولا قوة إلا بالله... هكذا.... فجأة.... ومن دون مقدمات ولا وداع...

مات يحيى وبقيت ابتسامته ليظل بيننا بها يحيا.

"إنا لله وإنا إليه راجعون".

الرحيل المفاجئ

عبر الزميل أسامة أبوزيد عن حزنه العميق لرحيل الزميل يحيى عبدالرحيم، وقال: "فجأة رحل... بلا أي مقدمات. في حادث قاس أليم... لم يمنحنا أو يمنحه الموت فرصة للوداع أو التوديع. عاش بشوشا نقيا واضحا ضاحكا في زمن ساد فيه النفاق والرياء والتجهم والطعن في الظهور. رحل يحيى مخلفا وراءه الأسى والحزن العميق، والفراغ الكبير. رحل يحيى تاركا وراءه ذكرى ستبقى حية في القلوب.

وداعا أيها الزميل العزيز. وداعا أبا يوسف... ارقد في سلام... تغمدك الله بواسع مغفرته ورحمته.