fiogf49gjkf0d
 

تصدرت ثورة‏25‏ يناير وتغير وجه السياسة الخارجية المصرية خاصة تجاه إسرائيل عناوين افتتاحيتي صحيفتي لوس انجلوس تايمز الامريكية و الجارديان البريطانية‏ .

فرأت الأولي أن الحكومة المصرية الجديدة شرعت فيما وصفته بـمغامرة دبلوماسية لتغيير سياسة الرئيس السابق حسني مبارك في منطقة الشرق الاوسط, الامر الذي أغضب اسرائيل, فيما اعتبرت الثانية أن مثل هذا التغيير, حتي وإن ضايق إسرائيل, فإنه قد يكون مفيدا للغرب.

 ففي الولايات المتحدة, أوضحت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن السياسة المصرية الجديدة تهدف إلي اعادة هيكلة سياستها الخارجية بما في ذلك تحسين العلاقات مع حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة وقرارها بتجاهل اعتراضات اسرائيل وفتح معبر رفح بعد سنوات من غلقه لوقف تهريب الاسلحة الي الفلسطينيين.

ونوهت الصحيفة في هذا الصدد إلي أن مصر توسطت في اتفاقية المصالحة بين حركتي فتح وحماس التي دامت القطيعة بينهما اربعة اعوام من اجل التعاون والاتحاد لاقامة دولة مستقلة, مشيرة إلي أن هذه التحركات تأتي في الوقت الذي تقوم فيه القاهرة علي اعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران, الدولة التي تعتبرها الولايات المتحدة بمثابة تهديد خطير علي الامن والاستقرار الاقليمي.

وأضافت لوس أنجلوس تايمز أن السياسة المصرية الجديدة تغضب اسرائيل, ونسبت الصحيفة إلي مسئول اسرائيلي طلب عدم الافصاح عن اسمه قوله إن اسرائيل تمارس ضغوطا علي الولايات المتحدة وأوروبا لتحذير مصر بشأن تعاملاتها مع الفلسطينيين. واعتبرت الصحيفة أن السياسة المصرية الجديدة تعد اشارة تدل علي أن مصر سوف تختبر الحلفاء والأعداء معا بشأن مسائل حساسة من شأنها ان تقلب موازين القوة في المنطقة. أما في لندن, فقد رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة الأربعاء الماضي برعاية مصرية قد يكون الحدث الأهم وسط كل ما يجري في أنحاء عديدة من الوطن العربي, بما يدل عليه من بروز الدور المصري الفاعل في المنطقة من جديد بعد ثورة25 يناير, والمتحرر من خدمة الأهداف الإسرائيلية.

واعتبرت الصحيفة اتفاق المصالحة الفلسطينية حدثا له القدرة علي تغيير المشهد بطريقة أشد وقعا من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وفسرت الصحيفة أهمية هذا الاتفاق إلي تأكيده سطوع عامل جديد علي مسرح أحداث الشرق الأوسط, وهذا العامل هو بروز القاهرة من جديد كلاعب رئيسي في المنطقة. وقالت الصحيفة إن الاتفاق الفلسطيني الجديد ربما لا يتمتع بقوة كبيرة تسمح له بالاستمرار, إلا أن أهميته ترجع إلي نجاح مصر في إعادة فرض نفسها من جديد, مشيرة إلي أن القاهرة لديها من الأوراق ما يجعلها تستطيع تغيير ميزان القوي, ولذا كما ختمت الجارديان افتتاحيتها- فإن من مصلحة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تماما أن تكون هناك حكومة في القاهرة تبقي علي معاهدة السلام مع إسرائيل, لكن لا تكون رهينة لمصالح الأخيرة.