fiogf49gjkf0d
اقتحمت أمس وحدات من الجيش السوري مدينة بانياس ذات الاغلبية السنية, الامر الذي يزيد من التوتر الطائفي في بلد تحكمه أسرة الرئيس بشار الاسد التي تنتمي للاقلية العلوية.
جاء الهجوم بعد ساعات من تهديد الولايات المتحدة باتخاذ خطوات جديدة ضد الحكومة السورية اذا لم تكف عن قتل ومطاردة المدنيين وذلك في رد منها علي قتل قوات الامن السورية27 محتجا يوم الجمعة الماضي.
وقال ناشط من المدافعين عن حقوق الإنسان ـ طلب عدم نشر اسمه ـ أمس إن الوحدات دخلت المدينة الساحلية من ثلاثة اتجاهات مقتحمة المناطق السنية وليس الأحياء العلوية, وأضاف أن السكان يتحدثون عن سماع دوي اطلاق نار كثيف ويرون زوارق تابعة للبحرية السورية قبالة ساحل بانياس, مضيفا أن الأحياء التي يقطنها السنة والأحياء المختلطة محاصرة تماما الآن. وتشهد بانياس مظاهرات مستمرة منذ اندلاع الاحتجاجات في مدينة درعا الجنوبية قبل سبعة أسابيع للمطالبة بالحرية السياسية والقضاء علي الفساد.
ووصفت السلطات بانياس بأنها مركز للإرهاب السلفي وقالت إن جماعات مسلحة قتلت جنودا قرب المدينة. وأصدر زعماء المجتمع المدني في بانياس بيانا ينفون فيه الاتهامات ويقولون إن السلطات تحاول نشر الخوف بين العلويين الذين يتقلدون أرفع المناصب في الجيش وجهاز الامن.
وقال الاسد إن المحتجين جزء من مؤامرة أجنبية هدفها اثارة صراع طائفي. واستخدم والده حافظ الاسد لغة مماثلة عندما قضي علي تحديات اسلامية وعلمانية لحكمه في الثمانينيات بلغت ذروتها في حملة قمع عنيفة لانتفاضة في مدينة حماة قتل فيها30 ألف شخص.
وفي واشنطن, وصفت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الأوضاع في سوريا بـ الشائكة والمؤلمة, إلا أنها قالت نحن علي إدراك حتي اللحظة بأن باستطاعة سوريا تنفيذ الإصلاحات المعلنة..وعليه فإننا لانزال نؤمن بمستقبل للنظام الحاكم بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت كلينتون- خلال مقابلة مع التليفزيون الإيطالي تبث اليوم الأحد- إن الوضع في سوريا يختلف عن ليبيا.. فلا أحد يعتقد أن معمر القذافي كان سيتخذ قرارا مماثلا في إشارة إلي الإصلاحات السياسية. وأضافت ان الادارة الامريكية تمارس ضغوطا علي الحكومة السورية كي تحترم التزاماتها بشأن مخططات الإصلاح التي أعلنها في وقت سابق الأسد. و أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية عن انزعاجها الشديد ازاء ما وصفته باختيار الحكومة السورية الاستمرار في استخدام القوة والتخويف ضد الشعب السوري, وقالت ان الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية خلال الأسابيع الخمسة الماضية, وتدعو إلي الوقف الفوري للقتل والاعتقال والمضايقة ضد المتظاهرين والناشطين والصحفيين.
وقالت كلينتون- في بيان صحفي صادر عن الخارجية الأمريكية- انها منزعجة بشكل خاص إزاء التقارير المستمرة عن مصرع مواطنين علي أيدي الحكومة السورية, بما في ذلك تقارير أمس عن أن30 شخصا علي الأقل قد لقوا مصرعهم عندما أطلقت قوات الأمن السورية مرة أخري النار علي المتظاهرين السلميين في جميع أنحاء البلاد.. ونيابة عن الولايات المتحدة, فإنني أتقدم بأخلص التعازي إلي أسر وأصدقاء أولئك الذين فقدوا أرواحهم.
ونوهت وزيرة الخارجية الأمريكية بأن الشعب السوري, مثل باقي الشعوب في كل مكان, له حق أصيل في ممارسة حرياته العالمية, بما في ذلك التجمع السلمي والتعبير, ودعت الحكومة السورية إلي ضرورة الاستجابة لنداء الشعب السوري بالتغيير, وقالت: يجب أن ندرك أن العنف والتخويف لن يلبيا دعوة الشعب السوري.
وشددت كلينتون علي أن:الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية ليست تلك التي ينبغي أن تتخذها حكومة مسئولة ولا دولة ذات مصداقية في المجتمع الدولي.. وسوف نستمر في تحميل كبار المسئولين السوريين وغيرهم من المسئولين المسئولية عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تستحق الشجب ضد الشعب السوري.
ورحبت الوزيرة الأمريكية بقرار الاتحاد الأوروبي الانضمام للولايات المتحدة في جهودها باتخاذ خطوات مماثلة بشأن العقوبات علي المسئولين السوريين, كما أشارت إلي أن الولايات المتحدة ستواصل العمل سواء من جانب واحد أو مع شركائها الدوليين لتحديد الخطوات القادمة الأكثر فعالية إذا اختارت الحكومة السورية عدم التخلي عن مسارها الحالي.
وفي عمان, قالت المنظمة السورية لحقوق الانسان( سواسية) أمس إن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص800 مدني علي الأقل في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية المندلعة في البلاد منذ سبعة أسابيع.وأضافت في بيان أرسل إلي رويترز إن لديها أسماء المدنيين القتلي ومجموعهم800 مدني.
وأوضحت أن من بين القتلي220 قتلوا في هجوم للجيش مدعوم بدبابات في مدينة درعا.
وفي أبوظبي, قال عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي أمس إن الدول الخليجية العربية لا تعتزم التوسط في سوريا في أي اتفاق سياسي مشابه لما توصلت إليه في اليمن.
وأجاب ردا علي ما إذا كانت هناك مبادرة مشابهة لسوريا قائلا في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لوزراء مالية الدول الأعضاء بالمجلس لا.
وقال أنس الشغري أحد قادة المحتجين الأسبوع الماضي انهم يستهدفون السنة. يؤسفني أن اقول ان الدعاية التي يروجها الأسد بان العلويين لن يتمكنوا من البقاء إذا أطيح به تجد استجابة بين جيراننا العلويين رغم ان المظاهرات كانت تطالب بالحرية والوحدة بغض النظر عن الطائفة. وتصاعدت الانتقادات الدولية للاسد الذي مضي في حملته ليحافظ علي سيطرة اسرته علي السلطة المستمرة منذ اربعة عقود في بلد يسكنه20 مليون نسمة. و كانت حكومات الاتحاد الاوروبي قد وافقت أمس الاول علي تجميد أموال وفرض قيود علي السفر علي نحو14 مسئولا سوريا وعقوبات أخري ردا علي الحملة العنيفة.